لمَ أنت لا تقرأ؟ – للطالبة هبة ميعاري
الطالبة المقاصدية المبدعة هبة عادل ميعاري في مناسبة تكريم الطلاب المشاركين في مسابقة قطار المعرفة: لمَ أنت لا تقرأ؟
في مناسبة تكريم الطلاب الذين شاركوا في مسابقة قطار المعرفة يوم الجمعة الواقع فيه 6 / 6 / 2014 في ثانوية رفيق الحريري ألقت الطالبة هبة عادل الميعاري من ثانوية المقاصد الإسلامية للبنين قصيدة من تأليفها عنوانها ” لم أنت لا تقرأ ” حيث لقيت اعجاباً كبيراً من الحاضرين
.
صور بكاميرا موقع الصفصاف للطالبة هبة ميعاري اثناء مشاركتها في دورة كاس النرويج سنة 2013 مع فريق الشباب العربي الفلسطيني.
للطالبة هبة ميعاري
أعزّائي الحضور
تحياتٌ طيبةٌ شامخةٌ كأبراجِ الإماراتِ وأرزِ لبنانْ.. أما بعد..
لقد قالَ مصطفى محمود: ” القراءةُ هي أن تذهبَ بعقلِكَ ومشاعرِكَ خارجَ حدودِ الزمانِ والمكانْ.”
إيماناً مني بمقولة مصطفى محمود, اسمحوا لي اليومَ أن أرطّبَ آذانَكم بقصيدةٍ أبصرتِ النورَ بعد حادثةٍ نتجت عندما اصطحبتُ ديوانَ نزار قباني :” قالت ليَ السمراء” الى مباراةِ كرةِ سلةٍ تُحتسبُ التسديدةُ فيها بنقطتينِ.
هذه المعلومة تمهيد للقصيدة التي تُوّجت بعنوان:
” لمَ أنت لا تقرأ؟”
في يومٍ هاربٍ من صفحاتِ الزمنْ
في عصرٍ لا مكانَ فيه للكتابِ والقلمْ
حملتُ الحبَ بين دفتينِ
وقرأتُ الشعرَ كلَّ نقطتينِ
فإذا بالكرةِ ترنو منّي
طامعةً بمعرفةِ ما يشدُّ انتباهي
عن مباراةٍ اكتشفتُ خلالَها …”ماذا قالتِ السمراء” للقباني
فأقبلَ اللّاعبُ ليردَّ الهاربةْ
ويداي كانتا للكتابِ حاضنةْ
فنظرَ إليَّ مستخفاً وقالْ- بعد أن رجّتِ الأحبالُ في حنجرتِه- :”لمَ تقرأين؟” وذهب.
صدمتُ لوهلةْ… ولم أجدْ لسؤالِه صِرفَةْ.
فاسمحوا ليَ اليومَ
أن أجنّدَ الهواءَ لينقلَ موجاتِ صوتي إليكمْ حاملاً إجابةْ.
خيرُ ما أبدأُ به هو أنني لأمةِ محمدٍ أنتمي
فأقرأُ لأنني من أمّةِ إقرأْ
أقرأُ لأنني عربيةٌ متمسكةٌ بعروبتي – ولو فاتها قطار المعرفةِ منذ حينْ.
أقرأُ لأتنقلَ في بلادِ أمةٍ كُتبتْ أن تكونَ واحدةْ ولكن فرّقتها اختلافاتٌ خارجيةٌ.
أقرأُ لأتنقلَ بينها دونَ إذنٍ أو جوازِ سفرٍ
أقرأُ لأنني أحبُ مِصرَ والأهراماتْ
أقرأُ للتّعرفِ على أرضٍ سالَ دمي فيها حتّى حصدَتِ المِليونَ شهيدْ
أقرأُ لأن روحيَ امتطَتْ صهوةَ الجوادِ خلفَ المخُتارِ في صحراءِ ليبيا
أقرأُ لأرويَ ظمأي وأسُدَّ جوعي الذي امتدَ من هنا إلى الصومالِ وجيبوتي
أقرأُ لأعيدَ تدفقَ النيلِ في سودانٍ واحدةْ
أقرأُ لأن قلبي ملكٌ لدمشقَ
أقرأُ لأكفكفَ دمعي برايةٍ يُخْرِجُها الإسبانُ احتفالاً في مِهرجانَ استقلالِ
أقرأُ لأتعلمَ كيف كان لبنانُ يشاطرُ ظلَّ أرزةٍ واحدة
أقرأُ كرامةً لنبيٍّ سارَ في مكةَ أحبني ولم يرني
أقرأ لأرضٍ تصنع الرجالَ وهمْ في المهدِ
أقرأُ لأمةٍ أقصاها جريحٌ, ودِمشقُها تنزِفُ, وبغدادُها منسيّة
إنني لاجئة… لا وطنَ لي ولا هويّة… ولا أملكُ ثمنَ تذكرةٍ تنقلُني بينَ أرجاءِ الأمةِ العربيةْ
فأجد في مصطفى محمود ونجيب محفوظ وصفاً للجمهوريةِ المصريةْ
وأشمُّ رائحةَ دمشقَ في القصائِد القبّانيّةْ
وأزورُ أرضيَ المنفيةُ عنها والممنوعةَ عني في الكتاباتِ الدرويشيةْ
أقرأُ لأن جيشاً كان يقودُهُ صلاحُ الدينِ لا يقودُهُ من هو ملهيٌّ عنِ الكتابِ بالسّخافاتِ الغربيةْ
فيبقى السّؤالُ يا عزيزي:” لمَ أنتَ لا تقرأ؟”
بوابة صيدا –