الأرشيفوقفة عز

لن أناقش معارضي النظام السوري لأن النقاش مضيعة للوقت.

تصوروا انهم لا يأتون على ذكر احتلال العدو لسوريا ووقوفه على أبواب دمشق حتى انهم لم يأسفوا على تدمير مقدرات سوريا الحربية والعلمية والعسكرية والاقتصادية ولم نراهم تأثروا باحتلال أجزاء واسعة من البلد.

كمية الحقد لديهم على سيد سادة الأمة ربما فاقت حقد الاحتلال. ينظرون ولا يرون مما شهدته سوريا إلا جرائم النظام والحزب حسب زعمهم.. لا يعترفون بجرائم المعارضة السورية من الجيش الحر الى داعش والنصرة وجيش الاسلام وهيئة تحرير الشام والخ… وهذه كلها تنظيمات تكفيرية جمعت كل تكفيريي العالم في صفوفها وللأسف منهم فلسطينيين. هؤلاء الفلسطينيين لم يقاتلوا لأجل تحرير فلسطين بالعكس شتموا وشهروا بالذين يقاتلون الاحتلال.. وبدلاً من أن يقاتلوا في فلسطين وضد العدو الرئيسي قاتلوا في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول.

في سوريا أيام النظام السابق كانت حجتهم أن النظام السوري يمنعهم من القتال ويسد الجولان والحدود أمامهم. طيب الآن العدو صار على أبواب العاصمة وفي درعا والسويداء والقنيطرة وكل جنوب سوريا تقريباً، وحاصر عدوكم اللذوذ (الحزب) حيث صار وجه الحزب للبحر وظهره للحدود السورية والفلسطينية المحتلة، وتم قطع امداده ودعمه من ايران والعراق عبر سوريا.

هؤلاء الذين ذكرتهم قاتلوا في سوريا لسنوات طويلة من سنة 2010 واحتلوا ثلاث ارباع سوريا لسنوات ومنها مخيم اليرموك الذي يتباكى عليه بعض الفلسطينيين، لا يذكرون أن جماعات فلسطينية معروفة بالاسم هي التي سلمت المخيم وتطاوست فيه فيما بعد، إلى أن قضت عليها داعش ثم قضى الجيش السوري والحلفاء على داعش والنصرة وعلى كل محتلي المخيم.

كانت قيادات المعارضة السورية المسلحة تتصل بالعدو وجرحاها يتعالجون في مستشفيات العدو وهذا ليس سراً وكلنا رأينا الصور والفيديوهات ورعاية نتنياهو شخصياًُ لهم. وكانت قيادات الجيش الحر العسكرية والسياسية ومنها يساريين شيوعيين سوريين وحتى غير مسلمين يقولون” من هنا، من مخيم اليرموك الى قصر الرئاسة في دمشق”.

الآن الحدود مفتوحة وبلاش الجولان وبلاش فلسطين. تفضلوا قاتلوا في ال 600 كلم التي احتلها العدو بعد اسقاط وانهيار النظام والجيش في سوريا. تفضلوا حرروا بلادكم – بلادنا – لأن سوريا هي “سوريانا “كلنا، نحن أهل الهلال الخصيب وبلاد الشام…. تفضلوا اخرجوا الاحتلالات “الاسرائيلية” والأمريكية والتركية من أرض سوريا. ما عاد في نظام يمنعكم ولا سلطة تحبسكم ولا “شبيحة” تعتقلكم وتقتلكم.. اليوم هناك تشبيح على الناس واستباحة وقتل لمجرد انهم من طائفة معينة أو مذهب آخر أو لمجرد الاتهام بالولاء للنظام سابقاً. عليكم أن تتذكروا بأن نصف هذا الشعب له رأي مخالف لرأيكم ولا يتفق معكم وربما لم يكن يتفق في كل شيء مع النظام السابق. هؤلاء هم ضمانة وحدة ومستقبل سوريا.

– كتبت هذه الموضوعة اليوم بعد خوض نقاشات حامية يوم أمس في الفيسبوك حول هذا الأمر وهي نتاج لتراكمات كل سنوات الجحيم في سوريا ووطننا العربي المستباح والمحتل. وربما تكون نهاية نقاشاتي مع المعلقين والمعلقات في الشأن السوري.

25 شباط 2025

نضال حمد

موقع الصفصاف – وقفة عز