لن نقبل العـزاء في ” مصباح القـدس ” ..!! – عـادل أبـو هـاشـم
بعد استشهاد فارس عملية القدس ” أسد الأقصى ” الشيخ المجاهد مصباح أبو صبيح ” أبو العـز ” لن نبكي شهيدنا..!!
فقتلانا في الجـنة وقتلاهم في النار باذن الله .
ولن نقبل العزاء في جـميع شهدائنا ..!!
لأنهم معنا . . لأنهم فينا .. وسيظلون معنا لأنهم سيظلون فينا .. !!
لذلك نحن لا نرثيهم .. ولا نبكيهم .. ولا نلبس السواد .. ولا نتقبل التعازي .. !!
ولن نندب قدرنا ..!
فهذا هو قدرنا .. قدرنا الفلسطيني ..!
قدر الفلسطينيين أن يقاوموا .. ويقاوموا .. ويجاهدوا .. ويستشهدوا ..!!
قدر الفلسطينيين أن يواجهوا ــ لوحدهم ــ هذه الهجمة الصهيونية التي لم يسلم منها الأطفال الرضع والفتية والنساء والشيوخ والشباب حتى الحجر والحيوان والطير ..!!
فكل ما في فلسطين استباحه العدو الصهيوني منذ عشرات السنين ، ويستبيحه يوميـًا هذه الأيام ..!
والعالم العربي يصر ــ إصرارا عجيبـًا ــ على أن خيارهم الإستراتيجي هو خيار السلام ، ليظهروا للعالم بأنهم دواجن سلام أمام ذئاب إسرائيلية اغتصبت الإنسان والأرض والمقدسات الفلسطينية والإسلامية ، وانتهكت الأعراض ، ودنست المقدسات .!
هذا الشعار المسخ الذي ابتدعه بعض المنهزمين في أمتنا العربية ، وصدقه كل العرب ، وتمسكوا به حتى آخر فلسطيني ..!
والعالم الغربي يمارس مؤامرة الصمت والإستهتار واللامبالاة ضد الشعب الفلسطيني ..!
فعلى مدى قرن من الزمان نزف الفلسطينيون من الدماء ما لم ينـزفه شعب من الشعوب..!
وخلال هذه الرحلة الطويلة بين الفلسطيني والدم ، ورغم شلال الدماء الذي سال على أرض فلسطين الذي اختلط بترابـها لينبت شقائق النـعمان المتمثلة في شهدائنا البررة ، فإن عدونا الأزلي والأبدي لا زال مصرا على إبادة كل ما هو فلسطيني في ظل صمت عربي أين منه صمت القبور ..!
وأمام عالم منافق لا يحترم إلا القوي وإن كان مجرمـًا وقاتلا ..!
ولا يعترف بالأخلاق والحقوق..!
يقف مع الجلاد ضد الضحية ليشارك في ذبحها ..!
لقد اختار ” أسد الأقصى ” بين التساقط .. أو السقوط شهيدًا ..!!
وقد اختار ..!!
عندما اختار الشيخ المجاهد مصباح أبو صبيح طريق الجهاد ضد عدو مغتصب دنس الأرض وأنتهك الحرمات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في حملات قتل منظمة ، فقد اختار طريق الشهادة ..!
ولأننا أمة من الشهداء ، وشعب الشهداء ، وكل فلسطيني هو مشروع شهيد ..
علينا أن ندرك أن كل الشعب الفلسطيني مطلوب للقتل عند الإسرائيليين ..!!
على الجميع أن يفهم أنه مطلوب للعدو..!!
أطفالنا .. نساءنا .. شبابنا .. شيوخنا .. قادتنا ..!!
حتى الهواء الفلسطيني مطلوب لعصابات القتلة ..!!
لقد أثبت الفارس الشهيد مصباح أبو صبيح بدمائه الطاهرة أننا أمة نصفها من الشهداء والنصف الآخر من الأبطال ، وأن الشعب الذي يزرع أرضه بالتضحية لا بد وأن يحصد النصر .
لقد أدرك ” أسد الأقصى ” بأن دمائه الزكية التي سالت على أرض فلسطين ستضيف خطوات واثقة على الدرب السائر في اتجاه العزة والكرامة والإباء .. الدرب الوحيد إلى فلسطين .. درب الشهادة والتضحية والفداء .
شهيدنا الشيخ المجاهد مصباح أبو صبيح :
لقد عرفت مبكراً أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة واحدة وهي لغة الرصاص فخاطبته باللغة التي يفهمها ، وبالأسلوب نفسه الذي ابتدعه وأدخله إلى المنطقة ، وأثبت للعدو أن هذا الأسلوب ليس حكرا عليه فقط .!
شهبدنا البطل يا أسد القدس و الأقصى :
لقد أعدت لنا بعملك البطولي سيرة أبطال شهداء و أسرى ” إنتفاضة السكاكين ” مهند الحلبي و بهاء عليان و علاء أبو جمل و إياد العواودة و مهند العقبي و فادي علوان و أحمد كميل و ثائر أبو غزالة و محمود غنيمات و نشأت ملحم و قاسم سباعنة و محمود نزال و احمد ابو الرب و إيهاب حنني و خـالد ومحـمـد مخـامرة ومئات من الشهداء و الشهيدات والأ سرى .!
لقد كشفت دماء الفارس ” أبو العـز ” ، ومن قبله دماء محمد أبو خضير ويوسف الرموني وشهداء عمليات الدهس والقتل للصهاينة في مدينة القدس الأبطال غسان و عدي أبو جمل وعبد الرحمن الشلودي و معتز حجازي و إبراهيم العكاري و محمد الجعابيص و حسام دويات وغسان أبو طير ــ كشفت الشرعية الدولية العوراء التي لا ترى إلا بعين واحدة لصالح العدو الصهيوني ..!
و أن دماء الشهداء التي سالت ولا تزال على ثرى فلسطين الطاهر يوميـًا لهي دليل و اضح على مدى العجز العربي والإسلامي ، وعلى الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني من ذوي القربى ، والإنحياز الصارخ للدول ــ التي تتشدق يوميـًا بحقوق الانسان والحيوان ــ مع العدوان والطغيان ضد الفلسطينيين ..!
ومع ذلك يجب علينا الاعتراف بأن التخاذل الذي أبداه البعض من أبناء جلدتنا تجاه أعدائنا هو الذي جعل هذا العدو يتجاسر على محاولاته المتكررة لإلغائنا وابادتنا ..!
يبدأ التخاذل عندما نقوم بتلوين أعدائنا ونختار اللون الذي يناسبنا ..!
فهذا مع التسوية .. والآخر مع السلام ..!
هذا مع تكسير عظام الفلسطينيين .. وذاك مع كسر رقابـهم ..!
هذا مع قتلهم بالطائرات والدبابات .. وذاك بالحصار والتجويع ..!
هذا مع القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل .. وذاك مع أبو ديس عاصمة للفلسطينيين ..!
هذا من الحمائم .. والآخر من الدواجن .. وذاك من الصقور ..!
مع أن الجميع ذئاب متوحشة ..!
فلنتوقف عن تصنيف أعدائنا ..!
ولنخلع هذه الملابس الجميلة والبذل التي نلبسها من أرقى المحلات العالمية ..! ولنلبس ملابس الحرب والأحزمة الناسفة أمام هذا العدو المتغطرس الذي يقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ، وينسف البيوت على رؤوس سكانها من المدنيين العزل ، ويقضم الأرض شبراً شبراً ، و يزرع مستوطناته في قلوبنا وعلى صدورنا بل وفي عقولنا ، ويهدد يوميـًا باجتياح أرضنا الفلسطينية .!
فلنثأر لأطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا ونقتص من قتلتهم ..!
فلندفع عن أنفسنا ..!
ندافع عن أطفالنا ..!
عن نسائنا .. شيوخنا .. شبابنا ..!
عن ذاتنا .. كرامتنا .. عزتنا .. مقدساتنا ..!
ولنموت واقفين كالأشجار الباسقة في مواجهة هذا العدو الجبان ..!
فلنجعل نسائهم تبكي على قتلاهم كما تبكي نسائنا على شهدائنا ، ولنثبت لهم أن دمائنا غالية وليست رخيصة ..!
فنحن أصحاب ثأر ، ومن كان صاحب ثأر كان الأقدر على الصبر على شدائد الحروب ..!
إن ثأرنا عند كل إسرائيلي مقيم على أرض وطننا الحبيب ..!
لن نصدق بعد اليوم أنهم أبناء العمومة .. بل هم أعدائنا ..!
ولن نوهم أنفسنا بأنهم أصدقائنا الجدد .. بل هم قتلتنا ..!
ولن نتحسر على عرب يتلهون بالآمنا ، وعجمـًا يعبثون بدمائنا ..!
بل سنردد مقولة طارق بن زياد بأن العدو أمامنا والبحر من خلفنا ..!
ولن نبكي شهدائنا .. و لن نتقبل العزاء فيهم بعد اليوم ..
وليكن عزاؤنا هو في الثأر لهم من قتلتهم .!
و أن لا تذهب دمائهم هدرًا ..!!
و أن لا نسمح لطامح أو ضعيف أو متخاذل في القضاء على الحلم الفلسطيني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .