لهذا جاءنا بايدن! – عبد اللطيف مهنا
من أولها، كشفت صهيونية بايدن، وفور وصوله مطار اللد المحتل، عن كنه تجشّمه عناء قدومه إلى بلاد العرب المحتلة من محيطها إلى خليجها.. إطلالته هي فحسب لهدفين لا ثالث لهما وما سواهما نوافل: حماية وتثبيت ومركزة الكيان الثكنة ودورها العدواني في قلب الوطن العربي، ذلك لتآكل يقينها الوجودي إثر التحوُّلات الكونية المتسارعة وتعاظم واضطراد قدرات محور المقاومة، وتباشير الحدث الأوكراني بعالم مختلفٍ بدأ يلقي عن كاهله أوزار الهيمنة الغربية مبشّراً بدنو قطع يد النهب وأقدام العربدة الاستعمارية.. ذلك بمحاولة توسيع وتطوير الإبراهيمية المتصهينة بتحويلها إلى حلفٍ خيانيٍ يقوده عدو الأمة العربية بإشراف أميركي ضد عدو بديل مزعوم هو الجار الإيراني، وآخر معلوم هو إرادة المقاومة العربية وثقافتها.
والثاني، لملمة قطيعه الأوروبي المذعور، ذاك الذي بدأ يتحسس جيوبه متململاً من ارتدادٍ غير محسوب ولا عهد له به لعقوباته المغالية على روسيا إلى نحره، جافلاً أكثر فأكثر من الهاوية الأوكرانية التي يسوقه إليها الكاوبوي الأميركي.. وذلك بتعويضه غائلة انقطاع النفط والغاز الروسي بانثيال العربي!
جاء بايدن إلى ديارنا، والانتخابات الأميركية، وموسم الحصاد “الإيباكي”، يدقان باب البيت الأبيض، والإمبراطورية المتراجعة، ووحدانية قطبيتها المتهاوية، تخوضان حرب حياةٍ أو موت ضد قدرية التحوُّلات الكونية التي يديرها الصينيون والروس، وإن شئت والهنود، وسائر ما يمكنك أن تضيفه لهم من الأمم الناهضة والحيَّة.
.. والموجع هو بؤس الحال العربية التي يأتيها بايدن، والعار والشنار هو أن تلاقيه سلطة التنسيق الأمني حاجاً إلى كنيسة المهد، متصدقاً عليها بمعلن فتات أسماه إنساني، مئة مليون دولار.. مبرر هذا السخاء لدى لجان الكونغرس، هو الإبقاء عليها لمواصلة دورها المعهود في حماية أمن محتلها!