ليسوا منا من فعلوا ذلك بمخيمنا
أولائك الدخلاء، الجبناء وهؤلاء الغرباء وهم مثل الوباء لا تهمهم فلسطين ولا يهمهم مخيم عين الحلوة ولا مصير سكانه… هم غرباء عن مخيمنا وقضيتنا سواء كانوا من داخل المخيم أم من خارجه، وحتى لو كانوا من سكان مخيمنا عين الحلوة وولدوا فيه في سنوات اليباب الوطني والقومي والجفاف الثوري والفدائي.. فهؤلاء وأولائك الذين استباحوا مخيمنا بالرغم من أنه لم يستبح من قبل من أيٍ كان… هؤلاء وأولائك ماذا يعرفون عن تاريخ قلعة الشتات، مخيم عين الحلوة؟
هؤلاء الدخلاء على بقايا ثورة دفنها لصوص الوطن والمنفى والدخلاء على العمل الوطني لن يكونوا حريصين على حقن الدماء ولا على حماية الأبرياء وممتلكاتهم ومنازلهم … فمن يحرق منزلاً ومتجراً ومدرسة وممتلكات الناس في المخيم ليس حريصاً عليه ولا على فلسطين.
أولائك والآخرين الذين لم يطلقوا رصاصة لأجل تحرير فلسطين، ماذا يعرفون عن تلك الأزقة التي ساهموا في إحراقها ودمارها؟؟؟؟ … أو عن تلك الحارات والشوارع والأحياء التي نشروا فيها الخراب والدمار والموت والحرائق؟؟؟..
هؤلاء وأولائك لا ينتمون لمدرسة العطاء والشهداء والفداء، لمدرسة شهداء عين الحلوة وتحرير فلسطين والقتال من أجل العودة. إنهم ببساطة بنادق ومسدسات للأيجار ولتعميم الجهل والتخلف، لنشر ثقافة الاستسلام والهزيمة أو لنشر ولتعميم ثقافة الاقتتال الداخلي، الذي تحول إلى ما يشبه لعبة تسالي بين المتقاتلين، على حساب دمنا وشعبنا ومخيمنا وقضيتنا.
أكيد أولائك وهؤلاء الدخلاء والغرباء لا يعرفون شيئاً عن عزة الشهداء في مخيمنا وعن سمو الجرحى والمناضلين الشرفاء، الذين دافعوا عنه وصانوه وحموه يوم عزّت البنادق ويوم عز الرجال…
أولائك وهؤلاء لا يدرون ماذا يفعلون لكن الذين يمولونهم ويسلحونهم ويحرضونهم ويعطون القرار يعرفون تماماً ماذا يفعلون وماذا يريدون والى أين سيصلون… طبعاً الى تدمير المخيم وتهجير سكانه ومسحه من الوجود. لنفهم لماذا؟ علينا البحث والتفتيش عن المستفيدين من ذلك…
هؤلاء السحيجة والشبيحة ومدمني القتل والمخدرات وممارسة أقبح الأشياء، عبيد المال والعملة الصعبة، الذين ما كانوا يوماً مناضلين وربما لن يكونوا.. وأولائك الآخرين المُكَفِرون والمُحرِمون والمُغلقون ماذا يريدون من مخيمٍ لم يعد يطيق لا وجودهم ولا وجود إخوتهم الأعداء… فلا جماعة القرار المستقل والممثل الشرعي والوحيد، جماعة أول الرصاص وأول الحجارة، وهم بنفس الوقت جماعة أول الاستسلام والتطبيع والتنسيق مع العدو والاحتلال … ولا جماعة إقامة الخلافة في مخيم عين الحلوة… أقول ذلك مع أن الاشتباكين الكبيرين الأخيرين هناك بدءهما فرد معروف مما يسمى قوات الأمن الوطني التابعة لسلطة التنسيق الأمني في رام الله المحتلة.
من يقبلون أن يكونوا مُمتَطين من قبل مُمتَطين آخرين بدورهم ومن قبل مُمَولين من المُموِلين المعادين، الذين يقدمون لهم المال والسلاح، لو فهموا قداسة المدارس في المخيم وعرفوا من هم نجوم شعبنا ومخيمنا الذين تخرجوا منها ، مثل الفنان الشهيد ناجي العلي والاعلامي الراحل صالح خريبي والشاعر الراحل محمود صبحة والشاعر صلاح حمد والشهيد جيفارا موعد والشهيد محمد الشرعان والشهداء عبد حمد وشحادة أيوب ومصطفى ورد وسهيل خريبي وشقيقته الشهيدة هدى خريبي وشربل البني وغسان كايد وجمال زعطوط وتسيسر الشايب وعبد الناصر السعدي والمقدح وزاهر ومنير السعدي ومئات أو ربما آلاف أخرين … وشهداء هبة نيسان 1969 وشهداء شرق صيدا 1985 وشهداء غزو 1982 والخ فالقائمة طويلة ولا تنتهي بسرعة …
لو فهموا تاريخ تلك المدارس وأساتذتها ومعلماتها ومديراتها ومدراءها وطلابها وطالباتها وتلاميذها وتلميذاتها، المدارس التي حولوها الى متاريس وخنادق للاحتراب وللتقاتل… والتي يرقد في إحداها الشهداء في قبورهم، الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن مخيم عين الحلوة وعزته وحريته .. لو عرف المتقاتلون مع أن غالبيتهم ليست من المخيم بل من المجلوبين للموت وللقتل فيه، لو عرفوا طهارة السلاح ومعنى ومكانة المخيم، وبيوت ومنازل ومقابر الأبطال الشهداء والأحياء، الذين أذلوا جيش الغزو المعادي سنة 1982، الذين فيما بعد هزموا قطعان القوات الفاشية اللبنانية سنة 1985، ومحطات منيرة كثيرة لا يمكن تعدادها في هذه العجالة.. لو عرفوا عن عائلات الشهداء التي قدمت لفلسطين خيرة أبناءها من كانوا هدموا منازل المخيم ولا أحرقوها… لو عرفوا أنهم يسرون خلف قيادات فاشلة انتهت صلاحياتها الوطنية واختارات معسكر الأعداء لتنسق معه.. أو حلف الجماعات المتشددة التي لا تصلح ولن تصلح لقيادة المخيم.. فطريقها أيضاً عدمي وزغير مجدي. للأسف السلاح اليوم في مخيم عين الحلوة سلاح مسموم وموبوء وليس سلاحاً للدفاع عن المخيم ولا للمشاركة في المقاومة من أجل تحرير فلسطين.
مجرم كل من شارك وساهم في قصف المخيم وكل من استخدم بيوته ومنشآته للاشتباك وممارسة هواية القتل والحرق والتدمير والتهجير.
مجرم كل من نفذ قرارات مسؤوليه وقصف المخيم وحاراته … مجرم كل من تباهى بجرائمه وهتف وسحج أمام الكاميرات …
مجرم كل من جعل من جريمة اغتيال القائد الشريف والنظيف أبو أشرف العرموشي حجة وسبباً لتنفيذ مآرب ومشاريع مشبوهة عبرت عنها زيارة المسؤول الأمريكي ومخبروه من أبناء جلدتنا قبل جولات الاقتتال والتدمير والاغتيال في مخيمنا.
محرم هو الذي اغتال عبد الرحمن فرهود وحمته قيادته ورفضت تسليمه … ومجرم هو الذي اغتال القائد العرموشي وهو في طريقه لاعتقال قاتل الشاب الضحية عبد الرحمن فرهود، من أجل تسليمه للسلطات اللبنانية…
مجرمون هم الذين اغتالوا المئات من أبناء المخيم خلال السنوات الأخيرة ..
مجرم هو كل من يأوي ويحمي مجرم معروف عنه ارتكابه لجريمة اغتيال.
شعبنا في اعقاب غزو ال 1982 أعاد إعمار المخيم بنفسه وربما سيفعل ذلك الآن بالرغم من صعوبة الوضع والحصار الشديد المضروب على المخيم والذي لا يسمح بدخول كيس اسمنت أو تنكة رمل ولا حتى مسمار اليه …
مخيم عين الحلوة أهم منكم كلكم من كباركم إلى صغاركم .. فأرفعوا أياديكم عن مخيمنا وأهلنا لأنكم ما كنتم ولن تكونوا ولستم أهلاً لتتحدثوا بإسمه وبإسم تاريخه المشرف وسكانه المنكوبين.
نضال حمد
موقع الصفصاف – وقفة عز
19-9-2023