ليس سهلاً أن تكون طبيباً في غزة
نعم ليس سهلاً على أي طبيب أن يكون طبيباً في مستشفيات غزة في هذه الأيام وفي مثل هذه الأوضاع الصعبة والمعقدة، حيث حياة الانسان لا تساوي سوى طلقة من قناص يهودي صهيوني أو شظية من قنبلة صنعتها هيئة عسكرية “اسرائيلية” أو قُدمت كهدية من الادارة الأمريكية أو أرسلت إلى جيش الارهاب الصهيوني بشكل مجاني أو بسعرٍ زهيدٍ من ألمانيا الاتحادية… على كل حال هؤلاء كلهم شركاء في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة.
مستشفيات غزة تعاني بشكل مخيف ومرعب فالإقامة فيها تشبه المبيت في الجحيم.. ومن يبقى هناك من الأطباء عليه أن يعمل ويصارع لابقاء المرضى والجرحى على قيد الحياة.. أن يعمل ويوصل الليل بالنهار وفي ظروف استثنائية، حيث لا تتوفر الكثير من الأدوية والمعدات ولا حتى الطواقم الطبية الكافية، وفي ظل حصار وقصف واعتداءات صهيونية يومية على المستشفيات والناس، حيث يسقط نتيجتها كل يوم عدد كبير من الشهداء والجرحى ..
أما من يبقى على قيد الحياة منهم وينجو من الموت بالقصف اليهودي الصهيوني يقوم الغزاة الاسرائيليين باعتقاله وتعذيبه وتغييبه. مثلما حصل مع هذا الطبيب الفلسطيني، الذي كان جنود العدو الصهيوني اختطفوه واعتقلوه لبضعة أسابيع ثم أفرجوا عنه قبل أيام.
هذا الطبيب البطل والانسان لم يذهب إلى أي مكان آمن أو الى أمكنة أقل خطراً أو إلى مراكز الإيواء حيث اللاجئين. فهناك يمكنه أن يبحث عن عائلته، عن زوجته وأطفاله، ولكي يعرف إن كانوا لازالوا على قيد الحياة أم لا… بل توجه فوراً ألى المستشفى لمعالجة المرضى والجرحى ومساعدتهم.
هو طبيب يعالج الأطفال في غزة ولكنه لسوء الخظ يتألم لعدم معرفته أي شيء منذ شهور عن عائلته، عن أطفاله وزوجته، لقد فقد الاتصال بهم ومعهم منذ أن اعتقله الصهاينة خلال عمله في المستشفى. لكن وبالرغم من مأساته الشخصية إلا أنه يعيش مأساة أخرى، أكبر بكثير هي مأساة شعبه في قطاع غزة، المأساة التي يعاني منها أكثر من مليونين و200 ألف فلسطيني تقطعت بهم السبل.. فلا دواء ولا ماء ولا غذاء ولا مكان آمن يذهبون إليه…
غزة تعاني لكنها صامدة صمود الأنواء ولن تستلم أبداً لأن فيها آلاف الأبطال وأصحاب الضمائر الحيّة من الشرفاء والأحرار أمثال هذا الطبيب الفلسطيني المضحي.
نضال حمد
– السابع من شباط ٢٠٢٤