مؤتمر العودة ما له وما عليه
لا يستوي الوطني مع الخارج عن الصف الوطني ولا المطالب بحق العودة مع الذي تخلى عنه وعن فلسطين.
إذا إتفقنا على هذا الأمر فنكون وصلنا جميعاً الى قناعة بأن هؤلاء الذين يخونون القائمين على مؤتمر العودة والمشاركين فيه، ويتآمرون على الآخرين الذين ليسوا في صفهم ولا مع سلطتهم وتنسيقهم الأمني مع الاحتلال وتدميرهم للقضية، يكون هؤلاء قد عززوا موقعهم بعيداً عن الثوابت الفلسطينية وعن شعبنا وهمه وخارج الصف الوطني، ويصبحون بكل تأكيد حالة ميؤوس منها…. وحين تكون الحالة مشخصة ميؤوس منها علينا انتظار نهايتها أو التعجيل بنهايتها ومساعدتها على ذلك أو انتظار رحمة رب العباد. ففي غيابهم قد تكون هناك ايجابيات وفوائد للقضية وللعباد وللبلاد.
بالنسبة لشخص مثلي لديه تجربة في العمل النضالي والتضامني والجاليوي عمرها أكثر من أربعين سنة فإن هذا التحليل أعلاه هو بماثبة موقف وطني مشرف. لأنه موقف وطني ملتزم ولا يهادن أحداً حتى وإن سحج وهادن الكثيرون، الذين نجد منهم ومنهن البعض ممن يشاركون ويشاركن في كذبة وبدعة إنهاء الانقسام والوحدة الوطنية. طبعاً مع وجود حالات وطنية صادقة في هذا الأمر، لكن للأسف تفكيرها ساذج وسطحي ولا يدخل في صميم القضية ولب المشكلة. فالطيبة وبوس اللحى والذقون لا يصنعون وحدة وطنية ولا إنهاء إنقسام ولا يساعد على انهاء وازالة الاحتلال ومشتقاته. العلاج لحالتنا الفلسطينية ليس بالكلام الحلو والمعسول بل بالثبات على الموقف الوطني واحترام التعددية الفلسطينية مادامت ضمن الصف الوطني وليس خارجه.
بالنسبة لإخوتنا في قيادة مؤتمر العودة الفلسطيني في أوروبا في نسخته العشرين أقول: عليهم رؤية الكأس كاملة وليس نصفها وعليهم النظر لما يدور حولهم وليس فقط في المرآة فهناك لا يرون إلا أنفسهم كما كنت كتبت في مقالة سابقة قبل أيام.
عليهم البحث عن شراكة وطنية ولو على الحد الأدنى والقواسم المشتركة والاعتراف بوجود الآخرين والعمل المشترك معهم، والخروج من القوقعة التي هم فيها.
أيها الاخوة الأعزاء في مؤتمر العودة:
أن يشارك معكم في المؤتمر اتحاد أو تجمع كبير له وجود وتاريخ وصبغة غير صبغتكم الحزبية والعقائدية، هذا انجاز لكم أولاً، وبالطبع ليس كمشاركة أشخاص أفكارهم يسارية أو قومية (أنا كنت واحداً منهم من سنة ٢٠٠٣ وحتى سنة ٢٠٠٩ وبالطبع كلكم تتذكرون ذلك) . فالشخص يمثل نفسه فقط أما الاتحاد فيمثل شريحة واسعة من الفلسطينيين في اوروبا الذين هم من أهل اليسار والقوميين والخ. هذه الشريحة أنتم تعرفون أنها في ميمعان السياسة والتضامن في أوروبا موجودة من عشرات السنين وقبل تأسيس مؤتمر العودة بعشرات السنين ولها علاقات تاريخية قوية وقوية جداً في بعضها مع المتاضمنين والمتضامنات في أوروبا.
أقول لكم بصدق إن وحدة الساحات الفلسطينية المكافحة والتي عاصمتها غزة المحررة تعني وحدتنا في كل مكان واتفاقنا على القواسم المشتركة التي تخدم فلسطيننا وقضيتنا وشعبنا وحق عودتنا. لذا أردد من جديد على الجميع أن يتواضعوا فليس هناك من يحق له إدعاء تمثيل الفلسطينيين كلهم في أوروبا، لا مؤتمر العودة ولا أي مؤتمر أو إتحاد آخر. فالساحة الأوروبية فيها الكثير من الفلسطينيين والمؤسسات الفلسطينية المنوعة والأهم الخارجة عن هيمنة السلطة وسفاراتها ودكاكينها. بالنسبة للسفارات ما دمنا ذكرناها هي بالأصل كانت سفارات لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكن الاوسلويين حولوها الى سفارات للسلطة، مثلما حولوا (الممثل الشرعي والوحيد) أي منظمة التحرير بما فيها من يمين ويسار ووسط وبلحية وبدون لحية وبكرامة وبلا كرامة وغيرهم الى مؤسسة أوسلوية من مؤسسات السلطة اللاوطنية.
لنعزز تقاربنا وشراكتنا ووحدتنا الميدانية والعملية في القارة الأوروبية من أجل فلسطين وشعبها وحق العودة ولأجل العمل على فضح المشروع الصهيوني ومجازره البشعة في فلسطين.
نضال حمد
٤/٥/٢٠٢٣