ماذا بعد الانتخابات الصهيونية ؟؟ أكرم عبيد
لقد أكدت النتائج فوز اليمين الصهيوني العنصري المتطرف بقيادة نتنياهو في الإنتخابات البرلمانية الذي تجاوز كل التوقعات والاستطلاعات وفاجأ الجميع بهذه الانتخايات التي شارك بها حوالي 71,8% مقابل 67,8 في الانتخابات البرلمانية الصهيونية السابقة عام 2013.
لا شك ان فوز الارهابي نتنياهو شكل صدمة كبيرة للمعسكر الصهيوني وحلفائه في الداخل والخارج وفي مقدمتهم الادارة الامريكية ومعظم الانظمة العربية المتصهينة التي راهنت على هذا المعسكر المهزوم بقيادة يتسحاق هرتسوغ والذي إعترف بفوز نتنياهو وتمنى له التوفيق في تشكيل الحكومة ال 34 بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية العشرين لولاية رابعة في رئاسة وزراء العدو الصهيوني التي تعتبر إنتصاراً لنتنياهو شخصياً كما هي إنتصارا لليمين الصهيوني العنصري المتطرف وليس لليكود فقط .
لذلك فقد إعتمد الارهابي نتنياهو في حملته الانتخابية على دعاية قومية عنصرية صهيونية متشددة على الصعيدين الداخلي والخارجي كما أشارت صحيفة هآرتس الصهيونية التي قالت بصراحة ان نتنياهو نعمد في حملته الانتخابية إحراق الجسور مع الاقلية العربية الفلسطسنية من خلال كلماته العنصرية التي استخدمها ضدهم .
كما احرق السفن المتعثرة التي تقوم عليها العلاقات ” الإسرئيلية ” مع المجتمع الدولي بشكل عام ومع الادارة الامريكية بشكل خاص .
لذلك وفي تحليل أولي لأسباب فوز الليكود بقيادة نتنياهو بهذه المقاعد الثلاثين في ” الكنيست ” الصهيوني فيعود بالاساس للرسائل التي قدمها للناخب الصهيوني اكد من خلالها انه اليمين الحقيقي في ” إسرائيل ” الملتزم في قيم ما يسمى المعسكر القومي المعادي للعرب بشكل عام وللفلسطينين بشكل خاص وخاصة بعد أعلن لاءاته الشهيرة الثلاث وفي مقدمتها ” لا للأنسحاب لا للتنازل لا لتقسيم القدس.
وتوج هذه الاءات بالتنكر لحل ما يسمى ” الدولتين ” في خطابه أمام مؤيديه من الناخبين عندما تنصل من خطابه الذي القاه في جامعة بار إيلان عام 2009الذي التزم خلاله بالموافقة المشروطة على حل الدولتين بعدما افرغه من جوهره ومضمونه عندما أعلن استعداده للإعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح دون القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينين مقابل الاعتراف بما يسمى يهودية الدولة المزعومة .
مما اقنع الناخب العنصري الصهيوني الذي انتظر هذا الموقف بفارغ الصبر بعدما فشل المعسكر الصهيوني بقيادة يتسحاق هرتسوغ بتقديم البديل الايديولوجي لليمين ورد التحية الليكودية بأحسن منها .
مما ازعج الادارة الامريكية التي سارعت على لسان المتحدث بإسمها بأنها ستعيد تقيم موقفها بعد فوز نتنياهو الذي وضع بداية النهاية لما يسمى ” حل الدولتين “الذي تعتبره الادارة الامريكية الاساس في أي تسوية لحل المشكلة الفلسطينية .
وقد أشار الخبير في القانون الدستوري في الجامعة العبرية الصهيونية في القدس المحتلة كلود كلاين في تصريح صحفي ان” نتنياهو نجح في إدارة المعركة الانتخابية وتمكن من الخروج من الازمة وسيتمكن من تشكيل حكومة يمينية متطرفة مع الاحزاب الدينية وافيغدور ليبرمان او حكومة وحدة وطنية .
وهذا بصراحة يعني ان الكيان الصهيوني يتدحرج بإتجاه اليمين العنصري المتطرف بقيادة نتنياهو مما سيؤهله لتشكيل الحكومة الصهيونية المقبلة بالرغم من إحتدام الصراع بين الاحزاب الصهيونية وجوهر هذا الصراع يدور بصراحة حول مدى استمرارية وجود هذا الكيان المصطنع في فلسطين المحتلة تحت يافطة ما يسمى الديمقراطية المزعومة الملطخة بدماء الابرياء من ابناء شعبنا الفلسطيني وامتنا منذ إغتصاب فلسطين عام 1948 حتى اليوم بالرغم من المتغيرات الدولية والاقليمية التي فرضت نفسها على جوهر هذا الصراع .
وبالرغم من وضوح هوية رئيس وزراء العدو المقبل لكن هذا في الحقيقة لا يغير من حجم التحديات الامنية الجدية لهذا الكيان بدءاًمن الملف النووي الايراني الى صمود وصلابة الموقف السوري في مواجهة الارهاب الصهيوأمركي وعصاباتهم الوهابية التكفيرية بالإضافة الى معادلة المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين التي لقنت جيش الاحتل الصهيوني درساً بليغاً في اصول المقاومة والصمود .
وبالرغم من ذلك فإن إنتهاء الإنتخابات الصهيونية لا يعني إنتهاء المعركة ألأهم التي ستتجدد من خلال المفاوضات الإئتلافية لتشكيل الحكومة المقبلة .
ويبقى السؤال المهم ما هو نوع التحالف الذي سيختاره نتانياهو لتشكيل ائتلافه الحكومي بعد تكليفة من قبل رئيس الكيان الصهيوني ريفلين لتشكيل الحكومة المقبلة في الأيام القليلة القادمة .
وفي هذا السياق هناك خيارين امام نتنياهو لاثالث لهما :
الأول وله الاولوية الكبرى في تشكيل ائتلاف يميني متطرف قد يؤدي الى زيادة تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل مع المجتمع الدولي .
أما الخيار الثاني والمستبعد وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتحالف مع حزب العمل.
بالرغم من أن حكومة الوحدة الوطنية قد تكون افضل لنتنياهو لسببين :
الاول : أنها ستمنحه هامشاً مهماً في مواحهة عمليات الابتزاز السياسي التي سيتعرض لها من قبل حلفائه في الاحزاب العنصرية اليمينية المتطرفة .
والخيار الثاني أن حكومة الوحدة مع حزب العمل ستوفر له الارضية الصلبة للإستقرار الحكومي للخروج من ازمته الداخلية والخارجية .
لكن لاعتبارات متعددة لا يستطع نتنياهو في المرحلة الحالية سلوك هذا المسار، خاصة وأنه جذب أصوات اليمين المتطرف على قاعدة لاءات سياسية متشددة، تتعارض مع أي توجه لتشكيل حكومة تضم «المعسكر الصهيوني» على الأقل كخيار.
وبالفعل فقد اعرب نتنياهو عن أمله في تشكيل الحكومة الجديدة خلال الاسبوعين القادمين حسب اليبان الصحفي الصادر عن الليكود الذي يتزعمه يوم الاربعاء بعد يوم واحد من إنتهاء الإنتخابات البرلمانية الصهيومية وقد تحدث في نفس البوم مساءً الليلة مع قادة الاحزاب التي من الممكن ان تساهم في تشكيل حكومته الجديدة وفي مقدمتهم ” حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف الذي فاز على 8 مقاعد “وحزب إسرائيل بيتنا المتشدد بقيادة العنصري الصهيوني ليبرمان الذي حصل على 6 مقاعد ” بالإضافة الى كل ” من حزب شاس , ويهودية التوراة الموحد لليهود المتشددين واللذين حصل كليهما على 7 مقاعد ” .
لكن هذه الأحزاب ستشكل مجتمعة57 عضو في الكنيست، الأمر الذي سيجعل نتنياهو أسير رئيس حزب «كولانو» موشيه كحلون الذي سيحاول انتزاع تنازلات وضمانات حول برنامجه الاقتصادي، مع الإشارة إلى أن الأخير يعتبر جزء من معسكر اليمين السياسي .
وبالفعل لم يدخر نتنياهو جهداً واتصل مع زعيم الحزب الوزير والناشط السابق في الليكود موشيه كحلون الذي سيتوقف عليه تشكيل الحكومة المقبلة بعد حصول حزبه الوسطي اليميني الجديد على 10 مقاعد في البرلمان الصهيوني .
وقد لوحظ من خلال تصريحات قيادات هذه الاحزاب للصحافة الصهيونية أنها لا تستبعد ألإنضمام لحكومة نتنياهو شرط الاستجابة لمطالبهم السياسية .
وبالتالي ستتوجه الانظار الى ما بعد الانتخابات وخاصة بعد صياغة الخريطة السياسية الصهيونية القادمة .
لذلك فان السؤال الأهم سيبقىى حول ما هو شكل التحالف المقبل الذي سيراهن علية الارهابي نتنياهو وما هي الخطوط السياسية لحكومته ؟؟؟
وما هي الافق السياسية المحتملة لاي تسوية سياسية في الملفات الفلسطينية؟؟؟
وهل نحن يا ترى بانتظار تسوية ام بانتظار المزيد من الحروب والمجازر الاجرامية بحق السعب الفلسطيني ؟؟؟
وهل من الممكن ان تتحرك المواقف السياسية الدولية باتجاه تفكيك الاستيطان والانسحاب واقامة دولة فلسطينية حقيقية…؟
في كل الأحوال وبعيداً عن المناورات التي قد يلجأ إليها المجرم نتنياهو كجزء من اللعبة السياسية الداخلية في تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة كانت رسائل المجرم نتنياهو الانتخابية واضحة ولا لبس فيها او غموض بعد لاءاته العنصرية المشهورة بحق شعبنا وقضيتنا وحقوقنا الوطنية والقومية .
لذلك فان المرحلة المقبلة ستحمل في طياتها الكثير من التطورات المتسارعة في المشهد السياسي الصهيوني المتطرف بالرغم من الازمات التي لازمت المجرم نتنياهو في المراحل السابقة والتي عمقت مأزق شلطات الاحتلال الصهيوني على الصعيد الدولي والاقليمي والتي يحاول تعويضها من خلال المزيد من التطرف والعداء الشديد لشعبنا الفلسطينس ولشرفاء الامة وكل احرار العالم .