ماذا تذكر من مخيم اليرموك؟ – نضال حمد
في وداع العم الأستاذ على محمد حمد – أبو حسين
لو سألني أحدكم: ماذا تذكر من مخيم اليرموك؟
سيكون جوابي كالتالي: أذكر أشياء كثيرة جميلة.
أذكر ناسه الطيبين، الفلسطينيين الحقيقيين، المحبين للناس …
وأذكر محبتهم وكرمهم وحسن ضيافتهم…
لكن أكثر ما أذكره من المخيم هو العم الأستاذ الحاج علي محمد حمد – أبو حسين. المربي الفاضل، الأستاذ المبجل والعم الطيّب والحاج النقيّ، الانسان الهادئ، الرجل العصاميّ، الشخص الذي يجذبك اليه ويقربك منه لأنه غير مدعي وغير استعراضي، فهو ابن بلد، فلاح فيه ريحة الأرض، وريحة فلسطين، وعبق أشجار الصفصاف، فيه طيبة الأهل والعائلة وصلة القربى وحسن الضيافة وشهامة الرجال الكبار وأخلاق الشيوخ الأفاضل والأتقياء… وأمثاله لا يتكررون ولا يستنسخون.
لطالما التقيت به في المخيم الشهيد منذ اول مرة زرت منزله طفلاً سنة ١٩٧٦ وحتى آخر مرة رأيته فيها سنة ٢٠١١ . كان محدثا لبقاً، معلماً يشدك للاستماع الى كلامه وأحاديثه. وكان من المؤمنين قولا وفعلا ومن الناسكين والمترفعين عن الثرثرة والأحاديث الفارغة. في كل كلمة ينطقها عبر وأمثلة وحِكَم. كان بيته مفتوحا للزوار وللأقارب وللباحثين عن النصح والارشاد والمساعدة. حكيماً في نصائحه وطيباً في معشره وقريباً جداً من القلب ومن أقربائه ومعيناً للآخرين، لكل المحتاجين. هكذا كان العم علي محمد حمد – أبو حسين.
انه ليوم حزين أن يرحل عن عالمنا لكنها سنة الحياة ومشيئة رب العالمين. والحمدلله على كل شيء.
عاش ٩٣ عاماً كلها سنوات حياة كريمة بدأت في مسقط رأسه قرية الصفصاف في الجليل الفلسطيني الأعلى المحتل حيث درس وتعلم في مدارس فلسطين قبل النكبة، وانتهت في الشام بوابة الشرق وباب فلسطين، حيث دَرّسَ وعَلّمَ وتخرجت من صفوفه ومدرسته الأجيال في مخيم اليرموك. لذا فلا بد أن غالبية الفلسطينيين في مخيم اليرموك يذكرونه ويعرفونه ويجلونه ويحترمونه ويقدرونه.
ستبقى ذكراه العطرة حاضرة فينا ومعنا وفي أبنائه وبناته ونسله الطيب الكريم.
الى جنات الخلد يا أستاذنا الجليل، يا عمنا الحنون والطيب والأمين.
عزائي الحار لكافة أفراد العائلة وللعم الأستاذ خليل محمد حمد – أبو ياسر ولكل آل حمد ولعموم أهالي الصفصاف.
نضال حمد في 26-12-2020