ماذا تعرفون عن الغوطتين أيها المنافقون؟!- رشاد أبوشاور
لدمشق غوطتان شرقية وغربية.
والغوطتان تلتقيان محتضنتين دمشق، تحيطانها بسوار من خُضرة من أشجار اللوز والتوت والعنب والجوز واللوز والمشمش والدراقي، والكرز والخوخ والتفاح – يا عيني على تفاح الزبداني المروي بماء الثلج وبشمس تجمل خدوده بحمرة وهاجة- ناهيك عن أشجار الحور الصاعدة إلى السماء والمحتضنة للعصافير والطيور القادمة إليها من بلاد بعيدة.
الغوطتان: الغربية تطل على قرى لبنان، فتلتقي مضايا وبقين وبلودان والزبداني بحقول لبنان وكرومه، ومنها تهب على لبنان، من فوق الجبال الواصلة عطور دمشقية تتضوع طيلة الفصول.
غوطة دمشق الشرقية تصل حتى تخوم الصحراء، وعاصمتها دوما التي اشتهرت دائما بكروم عنبها، وتحتضن جوبر، زملكا، حرستا، القابون، ولا ننسى صحنايا التي فيها تلتقي الغوطتان وتتداخلان…
دمشق هي الغوطتان، فهي جنة بغوطتيها، وبماء الفيجة وبردى التي تنتشر في أحيائها شرايين حياة وخصب وجمال وياسمين.
الغوطة الغربية أطفأت نيران القتلة المأجورين فيها، أما الغوطة الشرقية فما زالت تشتعل ومنها تتساقط قذائف الموت على أحياء دمشق: باب توما، القصاع، وساحة العباسيين، حتى إنها تنشر الموت في أحياء العمارة العريق، وتعبر سماء دمشق مروّعة لتسقط في ساحة الأمويين، وتحصد أرواحا حول دار الأوبرا – المفخرة الثقافية الفنية- فاضحة وجه القتلة العملاء المستأجرين المكلفين بتدمير جماليات الحياة في دمشق.. وهذا هو جوهر برنامج من يستأجرون القتلة: تدمير سورية، ومعاقبة عاصمتها دمشق عراقة عروبتها، وتاريخها، ومواقفها، ورسالتها التي يحمّلها إياها موقعها الذي بدونه تستتبع لحكام النفط العربي التابعين أمريكيا والزاحفين للتطبيع والتلطي بالكيان الصهيوني.
الغوطة التي جعلت من دمشق واحة حياة وخصب وجمال حولها المرتزقة إلى مرمى لقذائف الموت التي تحصد أرواح الدمشقيين دون أن ترتفع أصوات دعاة الديمقراطية وبخاصة الطابور السادس الثقافي المشترى الأصوات والكلمات!
مع بدء معركة تطهير الغوطة الشرقية من المجرمين القتلة من المجموعات المدعية الإسلام والتي تقتتل بينها صراعا على مكاسب الأمراء الموظفين لتنفيذ تدمير سورية وقلبها دمشق.. بدأت ترتفع أصوات المرتزقة صارخة بأن أهل الغوطة جوعى محاصرين، وهؤلاء يتناسون أن من يطلقون قذائف الموت على أحياء دمشق يحتلون الغوطة، ويقهرون أهالي بلدات الغوطة الذين يتظاهرون ضدهم يوميا رافضين بقاءهم متحكمين في حياتهم.
من يصرخون بأن الغوطة الشرقية تتعرض للقصف، لا يجيبون على السؤال: ماذا يفعل هؤلاء القتلة في الغوطة الشرقية؟ من سلحهم، ويمولهم، ويوجههم؟!
جيش سورية البطل عماد الدولة السورية المسلّح المنتصر في كل ميادين المواجهة على كل الأرض السورية، تقرر أن يطهّر الغوطة الشرقية، ويعيدها واحة لدمشق، ملحقا الهزيمة بأعداء سورية العربية المقاومة لمخططات الإمبراطورية الأمريكية، وأنظمة النفط والغاز، وعدوانية اردوغان العثماني الأخونجي.. وهذا قرار وطني سيادي يريده شعب سورية، وأهل دمشق في المقدمة.
جيش سورية يخوض معركة تأخرت وآن أن تنجز ما يراد منها، وهذه المعركة ستحمل في خواتيمها هزيمة كبرى لأعداء سورية العربية، وهذا ما يدفعهم عبر وسائل إعلامهم للصراخ وكأن الغوطة الشرقية ليست شرقي دمشق، وليست هي التي يحتلها عملاء قتلة، ومنها تتساقط القذائف على الدمشقيين.
هل جيش الإسلام، وجبهة النصرة، وأحرار الشام، وأخواتها هي جيوش الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعلمانية والمساواة أيها المنافقون؟!
هل تعرفون ما هي الغوطة الشرقية أيها الصارخون المنافقون المروّجون الكاذبون المستأجرون للنباح ؟!
دمشق تنتفض، وسيفها جيشها وبه ستبتر أيدي المجرمين، وستلحق الهزيمة بمستأجريهم، وهذا هو سبب الصراخ عبر فضائيات التآمر والتضليل.
سورية تقاتل على عدّة جبهات، تمتد من عفرين إلى الغوطة و.. حتى الجنوب في حوران .. وفي جبهة الجولان، وهذه المنازلة الكبرى ستتكلل بالانتصار، وهو انتصار عربي كبير بامتياز.. وبهذا الانتصار الموزّر سيحتفل ملايين العرب.