ما هي مصلحة لبنان في خنق مخيم عين الحلوة؟
بقلم نضال حمد مدير موقع الصفصاف
ما هي مصلحة لبنان والجيش اللبناني والسلطات اللبنانية في خنق مخيم عين الحلوة؟
وما هي المصلحة في تشديد الإجراءات الأمنية والتضييق على سكانه على الحواجز التي تلف المخيم من كل النواحي والمداخل والمخارج؟
هل جعل الناس تنتظر ساعة وأكثر على الحاجز وتخضع للتفتيش الدقيق كي تدخل أو تخرج من المخيم عمل يخدم العلاقة الأخوية اللبنانية؟
وهل يخدم ذلك سمعة الجيش اللبناني الذي فرحنا لأنه أصبح جيشا بعقيدة قومية منذ تولى قيادته الرئيس السابق العماد اميل لحود؟ ومنذ أصبحت هناك معادلة لبنانية صلبة هي شعب وجيش ومقاومة؟ …
ان مناظر ومشاهد الجدار العازل والعسكرة وقوى الأمن والمخابرات باللباسين المدني والعسكري والحواجز والتفتيش تأخذنا مباشرة الى الضفة الغربية المحتلة حيث يمارس جنود جيش الاحتلال الصهيوني مثل هذه المعاملة المذلة. ونحن لا نشبه الحيش العربي اللبناني بالجيش الصهيوني ولا نرغب ولا نريد ونرفض ذلك التشبيه، صونا لكرامة شهداء الجيش اللبناني الذين واجهوا العدو الصهيوني جنبا الى جنب مع المقاومة في لبنان. لكن هذا هو الانطباع الذي تتركه تلك الإجراءات على مداخل المخيم وهو انطباع تلقائي.
في الختام هل الدولة اللبنانية بمخابراتها وأجهزتها الأمنية وجيشها ومخبريها في المخيم، وعلاقتها وتنسيقها مع الفصائل الوطنية والإسلامية بكل كبيرة وصغيرة، فعلاً لا تعرف كيف يخرج المطلوبون من المخيم ويصلون حتى ادلب السورية قاطعين مسافات شاسعة من الأراضي اللبنانية ثم السورية؟
كلامنا هذا نضعه بين أيدي المهتمين والقراء للحفاظ على العلاقات الأخوية بين المخيمات الفلسطينية والسلطات اللبنانية والشعب اللبناني. فلا مجال لأي خطأ في العلاقة لأن ما تبقى من فلسطينيين في لبنان انخفض تعدادهم من حوالي نصف مليون الى أقل من 200 ألف نسمة، يريدون العيش بكرامة وبحقوق إنسانية مثلهم مثل اللبنانيين فهم ليسوا عمالا وافدين بل لاجئين ولدوا هنا أبا عن جد رغما عنهم وليس بإرادتهم وذلك منذ نكبة شعب فلسطين سنة 1948. وهم ككل العرب وككل اللبنانيين مختلفون ومنوعون في انتماءاتهم السياسية والدينية والعقائدية، وليسوا منحازين لطرف على حساب آخر في المعادلة اللبنانية المعقدة.
وما أصابهم بفعل الربيع العربي الصهيوني أصاب الجميع فقسمهم وللأسف أدخل الطائفية والمذهبية الى نفوس ومعتقدات بعضهم. وهذه المصائب كنا مرتاحين منها كفلسطينيين في حين كانت تعصف بلبان ومن بعده ببلدان عربية أخرى مثل العراق وسوريا و بشكل أقل مصر.
وكانت كلفت لبنان العربي حرباً أهلية سنة 1975 استمرت لسنوات طويلة بعدما استغلتها الصهيونية العالمية عبر ادواتها الانعزالية المتعاونة مع الصهاينة في لبنان والمعادية للفلسطينيين، وكلفت حيوات آلاف اللبنانيين والفلسطينيين حيث شهدت عشرات المجازر المهولة والبشعة ومنها مجازر مخيمات تل الزعتر وصبرا وشاتيلا.
الفلسطينيون في لبنان يريدون العودة الى فلسطين وطالما فلسطين محتلة فهم مضطرون للعيش في مخيماتهم بلبنان. لذا دعوهم يعيشون بكرامة ولا تقحموهم في مشاكلكم وصراعاتكم الداخلية المنوعة.
والفلسطينيون في لبنان بدورهم مطالبون بلجم ومحاصرة اية عناصر وجماعات تعمل او تفكر بالعمل على تعكير صفو العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني عبر ادخال عناصر او إيواء عناصر إرهابية مطلوبة للعدالة اللبنانية، أو عبر مهاجمة اية اهداف تابعة للدولة اللبنانية. وكذلك أن يرفض أهلنا في المخيمات كل الأصوات المذهبية والطائفية وأن يكونوا موحدين في مواجهة الخطر عليهم من أي كان. فوجهة الفلسطينيين هي فلسطين والفلسطيني لن يكون إلا مع الذين يقاومون ويكافحون لأجل تحرير فلسطين والعودة.
نضال حمد – 13-01-2018 كرك