الى ناريمان وشهداء مجزرتي الشجاعية و صبرا وشاتيلا – بقلم نضال حمد
الى ناريمان وشهداء مجزرتي الشجاعية و صبرا وشاتيلا
يوم أمس الأحد الموافق 20-7-2014 نهضت على اخبار غزة الصمود والعزة والمقاومة والمجازر وخسائرنا الكبيرة والمفجعة في صفوف المدنيين الآمنين من ابناء وبنات شعبنا وبالذات الاطفال والنساء والعجزة.
الكيان الصهيوني كيان دخيل و غريب وشكل احتلاله لارض فلسطين عقبة كبيرة بوجه تطور الامة العربية وتقدمها وازدهارها. وبنى قادة الصهاينة كيانهم على عقيدة فاشية، ارهابية، مجرمة، استعلائية، استعمارية وعنصرية، لا ترى في العرب سوى بدو و همج تجب ابادتهم. لذا عملت الحركة الصهيونية منذ البداية بعقلية الاجتثات والارهاب والقتل والاستئصال التدريجي للفلسطينيين وسرقة اراضيهم وتهويدها واستيطانها.
عشرات المجازر والمذابح الكبيرة والصغيرة ارتكبها الصهاينة في فلسطين والبلدان العربية. وفي حال بقيت الامة العربية منقسمة ومتحاربة ومتفرقة ومتخلفة سوف يرتكبون مجازر عديدة اخرى كما فعلوا اليوم في حي الشجاعية في غزة. حيث دمروا حيا سكنيا كاملا على من فيه من سكانه، فقتلوا ودفنوا السكان تحت المنازل والبنايات المدمرة بفعل قصف الطائرات والمدفعية. ادت مجزرة الشجاعية لاستشهاد 72 فلسطينيا وجرح المئات. تكشف فيما بعد سبب انتقام الصهاينة من اهل الشجاعية، فقد سبق وانذروا السكان بمغادرة المنطقة بغية احتلالها او تدميرها. لكن أهل الشجاعية الشجعان رفضوا ذلك. وعندما تقدم الصهاينة الى الحي وقعوا في مصائد وكمائن المقاومة فقتل وجرح منهم العشرات باعترافهم هم انفسهم. وقال الارهابيون الصهاينة انهم قصفوا الحي لان جثث الجنود كانت ملقاة على الشوارع هناك وخشية ان يقوم المقاومون باسرها.
عندما أدرت جهاز الكمبيوتر صباح الاحد وفتحت على الميادين قناة المقاومة وفلسطين وجدت الخبر الحزين والبث المباشر من غزة. بث مباشر للمجزرة التي اعادتني عشرات السنين الى الوراء، الى بيروت العربية عاصمة المقاومة في تلك السنوات. حيث كانت محاصرة وتدك بالقنابل والصواريخ برا وبحرا وجوا من قبل الصهاينة في مثل هذه الايام قبل 32 سنة. و في ظل صمت عربي رهيب ومتابعة لمونديال كرة القدم. وكنا محاصرون ونقاتل ونصمد ونقاوم بكل عنفوان وارادة صلبة. وبعد الانسحاب من بيروت باتفاقية رعتها الولايات المتحدة الامريكية وباركتها السعودية حصلت مذبحة صبرا وشاتيلا والتي حصدت حيوات آلاف الفلسطينين واللبنانيين على مدار 3 ايام من شهر ايلول – سبتمبر 1982 .
دخلت الى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ونشرت تعليقات وصور و فيديو واخبار عن المجزرة. فإذا بابنة عم لي اسمها نيرمان وهي سنديانة وينبوع من الانتماء والعنفوان الفلسطيني الذي لا تجدونه الا في نساء فلسطين الابيات الحاملات فلسطين معهن اينما حطت رحالهن.
كتبت لي ناريمان وهي التي كانت تحرس حياتي من الموت يوم اصابتي في مجزرة صبرا وشايتلا بمعركة مع الدبابات الصهيونية هناك. وهي التي تبرعت لي بدمها وكذلك فعلت شقيقتها نهاد وآخرين .. وهي التي كانت تصرخ في مستشفى غزة (يا ناس يا هو خذوا ذهباتي وتبرعوا بالدم لنضال) . كتبت لي اليوم مستحضرة ذكريات مجزرة صبرا وشاتيلا التي مازالت آثارها ماثلة في شعبنا وكل من عاشها، وهي بالتأكيد واحدة من اللواتي والذين عايشوا المجزرة وعاشوها.
اليوم كتبت لي التالي :
( اكتب يا نضال التاريخ يعيد نفس صبرا و شاتيلا …
اكتب اكتب و اظهر الصور، نحن لغاية هذا اليوم نعاني من مأساة المجزرة…
اكتب و (فرجي) العالم نحن شعب كم عانينا من (اسرائيل) و اعوانها…
اكتب يا نضال
نحن شعب لم نرفع الراية البيضاء الى اي مغتصب ولا انحنينا الا لله عز و جل…
اكتب يا نضال
.