مجلة الدراسات الفلسطينية العدد 115، صيف 2018
“أمام بوابات غزة” تعلو راية المواجهة
تحضر غزّة بقوّة في العدد 115 من مجلة الدراسات الفلسطينية، فتحتل ناصيتها وحاشيتها، فيما تتناول مقالات ودراسات وتقارير ما يجري في العالم والإقليم وفي فلسطين.
افتتاحية العدد “أمام بوابات غزة” كتبها رئيس التحرير الياس خوري وتناول فيها مسيرات العودة في غزة، مقدماً لها عبر استعادة لرثاء موشي ديّان لجندي إسرائيلي قتل في مستعمرة ناحال عوز المقامة على أرض مسلوبة من غزة، وهو الرثاء الذي استدعاه الشاعر الإسرائيلي يتسحاق ليئور في مقالة بعنوان “نظرة دونية إلى الفلسطينيين” في جريدة “هآرتس” في 3 حزيران/يونيو 2018.
يسأل خوري: “هل تستطيع مسيرات العودة أن تفتح ثغرة في بوابات غزة الثقيلة، وتخلخل الوعي الإسرائيلي؟”، بعد أن “صارت الاستكانة إلى الاحتلال والتسليم به والدفاع عن المستعمرات والمستوطنين ومشاريع الضم جزءاً من القاموس السياسي؟”. والجواب هو أن “من السذاجة” الافتراض أن ذلك سوف يتحقق وسط التماهي الكامل الأميركي مع إسرائيل، والانحدار العربي، وسقوط المنطق السياسي لسلطتي رام الله وغزة، وغياب الأفق لمشروع وطني فلسطيني!!!
لكن “مسيرات العودة تأتي في سياق البحث عن أفق نضالي – سياسي جديد، وهو بحث لم يبدأ في الأمس، اذ نجد جذوره في تحركات جماهيرية ونضالية بدأت مع باسل الأعرج، واستمرت في انتفاضة السكاكين، وبلغت إحدى ذراها في المقاومة الجماهيرية الكبرى للبوابات الإلكترونية.”
وإلى الافتتاحية “الغزيّة”، ثلاثة تقارير من غزة وعنها؛ فيكتب طلال عوكل “غزّة تنتصر لدورها التاريخي”، وأسماء الغول “غزة: حالة نضالية جديدة”، ويتابع منير عطاالله ندوة الطبيب الجرّاح غسان أبو ستّة عن تجربته الأخيرة في مستشفيات غزّة، وعن طبيعة الإصابات والرصاص المستخدم من قبل الجيش الإسرائيلي بقصد إحداث إعاقات دائمة لدى أطفال وشباب القطاع.
ثلاث مقالات في باب “مداخل”، اثنتان تتناولان التطورات الإقليمية والدولية: فيكتب وليد نويهض تحت عنوان “فوضى مرحلة التعددية القطبية”، وعمر تاشبينار “نهاية عصر ‘السلام الأميركي'”، والثالثة كتبها خليل شاهين وتتناول آخر التطورات السياسية الفلسطينية تحت عنوان: “المجلس الوطني الفلسطيني ومأسسة التفكك”.
تسعُ مقالات متنوعة يزخر بها باب مقالات: يكتب كميل منصور عن “السياسة الأميركية والمسار التفاوضي”، ومحمد أمارة ومهند مصطفى “صعود الليكود وتحولات الخطاب السياسي لفلسطينيي 48″، ومنير شفيق “تصوّر فلسطيني لاستراتيجيا واقعية: تجميد المصالحة ووقف التنسيق الأمني”، ومعين الطاهر “مواجهة الدولة اليهودية ذات النظامَين وتفكيك نظام الأبارتهايد الصهيوني”، وتأخذنا كلوديا مارتينيز مانسيل إلى مخيم برج الشمالي في منطقة صور في مقالتها التي عنونتها “كيف تتجول في مخيم للاجئين”، وتتناول رندة حيدر واقع اللاجئين الأفارقة في إسرائيل بمقالتها “ترحيل اللاجئين الأفارقة عن إسرائيل عنصرية واستخفاف بالقانون الدولي”، ومن أجواء كأس العالم لكرة القدم (المونديال 2018) يعود زياد ماجد إلى “كأس العالم لسنة 1982 وحصار بيروت”، وتتحدث ريما سليمان عن “شعرية الوصل لدى محمود درويش”؛ وآخر عنقود باب “مقالات”، عن كتاب رجائي بصيلة في “عيون الكلام” والذي “يـأخذنا في رحلتين متوازيتين”: “الأولى إلى فلسطين ما قبل النكبة” و”الثانية إلى الذات التي صنع منها هذا الكاتب مرآة للحياة”.
دراسة على جانب كبير من الأهمية لخالد عرار، في العدد، يفند فيها السياسة التربوية الإسرائيلية اتجاه فلسطينيي الأرض المحتلة منذ سنة 1948، تحت عنوان “السياسات التربوية الإسرائيلية وحال التعليم العربي في إسرائيل”. وتُستعاد انتفاضة الحجارة في ندوة “القيادة الموحدة والتنظيمات الإسلامية ومنظمة التحرير في انتفاضة 1987″، وشهادة لخالد فراج “الانتفاضة تتداعى: الطريق إلى مدريد”. أمّا فُسحة العدد 115 فيكتب فيها عيسى مخلوف عن معرض ضياء العزاوي في باريس “تصوير المأساة في أعمال ضياء العزّاوي”، وتستعيد ناهد جعفر تاريخ الأندلس في “شرخ في جدار الزمن”. وفي الخاتم مراجعتين لكتابي: ماهر الشريف “طريق الكفاح في فلسطين والمشرق العربي: مذكرات القائد الشيوعي محمود الأطرش المغربي (1903 – 1939)” كتبتها ريتا فرج، ونييل شعث “حياتي.. من النكبة إلى الثورة (سيرة ذاتية)” كتبها عفيف عثمان.