مجلس الأمن الدولي وبؤس التحرك – حمدان الضميري
يودع الشعب الفلسطيني عام 2014 بفشل صارخ للدبلوماسية الفلسطينية والعربية، فقد أفشل التحرك الفلسطيني العربي أمام مجلس الأمن الدولي عندما لم يحصل المشروع المقدم من الأردن باسم المجموعة العربية على تسعة أصوات ليتم التصويت عليه ، وبهذه النتيجة أراحت المندوبة الأمريكية نفسها من إستخدام حق النقد ألفيتو , لمنع تبني المشروع الفلسطيني العربي والذي كان سيضاف لعشرات القرارات الغير قابلة للتطبيق
أمام هذا الفشل المزدوج ، لنا كامل الحق ولشعبنا كل الحق أن يسأل وماذا بعد ؟
ألفشل كان متوقعا وهذا مرده لأسباب عديدة ، أستطيع إيجازها بالتالي
دبلوماسية السلطة فاشلة بامتياز
تمتاز هذه الدبلوماسية بعدم المهنية ، بالإضافة للتقلب والتخبط والتردد لدرجة أننا نحن المتابعين لهذا التحرك أمام مجلس الأمن كنا ننام على مشروع ونصحوا على مشروع معدّل ، فلم نعد نعرف عن أي مشروع يتم الحديث، ألمشروع الذي فشل في تخطي حاجز الأصوات التسعة ,تم إدخال عدة تعديلات عليه مما أفقده ميزة الوضوح في نصوصه ، ألأمر الذي يسمح بالتفسيرات والتأويلات المختلفة والخطيرة على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
ليس من حق أحد التلاعب بهذه الحقوق لأنها بكل بساطة ليست ملكه الشخصي , وهي ملك الأجيال كاملة ألحالية والقادمة ، إن كنّا عاجزين عن إستردادها في هذه المرحلة ، فهذه مهمة الأجيال القادمة من دون أن نزيد الحمل عليها
عدم إمتلاكنا لمشروع وطني
وهنا لب المشكلة الخطيرة وطنيا , لأن هكذا مشروع هو الذي يحدد وسائل وأدوات النضال , لنكن صريحين نحن ألشعب الفلسطيني منذ إتفاقيات أوسلو لم نعد نتحرك على أساس مشروع وطني نجمع عليه , ألإستفراد والتخبط والإمعان في الإستمرار في سياسات أثبتت فشلها هي السمات الغالبة لأصحاب القرار الفلسطيني , مسار بأكمله فشل فلمذا نتمسك به , لم يعد ممكنا لعاقل اضاعة المزيد من الوقت , والبديل واضح للجميع , وحدة وطنية تبنى على اسس مشروع وطني, قيادة وطنية جماعية تحدد مختلف وسائل وادوات النضال المتبعة ومن ضمنها معركة المؤسسات الدولية ومختلف وسائل المقاومة,هذا بالإضافة لمسار ديمقراطي يعيدنا الى كلمة الشعب الفاصلة
قراءة دقيقة للوضع الدولي
نحن نعيش في عالم لا تسيره الاخلاق وأسس وقواعد قانونية , المصالح هي وحدها بوصلة العلاقات الدولية, مثال عدم تصويت بلد مثل نيجيريا بالامس لا يفسر الا بلغة المصالح, المجموعة العربية بالامم المتحدة مكونة حسب إعتقادي من دبلوماسيين اثبتوا مدى عجزهم عن فهم واقع الدول وكيف تحدد مواقفها ومدى خضوعها لضغوط الدول الكبرى وهذه الأخيرة تمتلك الكثير من وسائل الضغط على الدول الصغيرة
العمل على تغيير معادلة احتلال يربح من احتلاله الى احتلال خاسر
تحقيق هذا الهدف الهام هو واجب النضال الوطني الفلسطيني والذي يجب أن تأطره قوى وطنية تقوم بدورها وتتحمل بوعي عواقب هذا الدور من تضحيات . باختصار لن يترك المحتل أراضي الضفة ولن يرفع حصاره المفروض على غزة طالما هو رابح من هكذا وضع , تمثل هذه الأراضي المحتلة الشريك الثاني تجاريا بعد الاتحاد الأوروبي وهذا على مستوى صادرات (إسرائيل) للخارج فلماذا يترك المحتل هذه الأراضي المربحة له
العمل على توسيع ظاهرة المقاطعة عالميا
بدأت (إسرائيل) تشكو من ظاهرة المقاطعة والتي تعيش حالة توسع دائم في الساحة الأوروبية , وهناك الكثير من المؤشرات القادمة من المؤسسات (الإسرائيلية) المصدرة الى أوروبا والتي بدأت تشكو من انخفاض معدل صادراتها ,وهنا أدعو الى توجه جاد لإعطاء زخم إضافي لهذه الوسيلة النضالية التي أثبتت فعاليتها ,في الوقت الذي أدعو فيه لعقد مؤتمر دولي للمقاطعة عام 2015 وهذا بمناسبة مرور عشرة سنوات على نداء المقاطعة الذي وجهته منظمات المجتمع المدني الفلسطيني عام 2005
طبيعة الاحتلال الاستيطاني تفرض على شعبنا الفلسطيني استخدام مختلف وسائل النضال ولا مفر أمامنا كشعب وكحركة تحرر الا اللجوء اليها
حمدان الضميري
ناشط فلسطيني ببلجيكا