الأرشيفوقفة عز

“مجنونان يحكيان والعاقلون يستمعون”

العنوان مأخوذ من حكمة شعبية عربية هي التالية ” مجنون يحكي وعاقل يسمع”..
تنطبق هذه الحكمة الشعبية العربية والفلسطينية على كل ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال استقباله في البيت الأبيض لمجرم الحرب الدولي ورئيس وزراء كيان الاحتلال “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو. في اللقاء وكما تظهر لقطات الفيديو والصور، كان ترامب يتحدث بكل يقين وكأنّه خبير في شؤون العالم، وبالأخص في الشؤون الفلسطينية.
ورداً على سؤال وجهه صحفي بحضور نتنياهو، الذي بدوره ظل مبتسماً طوال اللقاء:
“كم عدد الأشخاص الذين تفكرون في إعادة توطينهم خارج غزة؟”
أجاب ترامب: “الجميع” — في إشارة إلى حوالي مليوني فلسطيني.
وأضاف ترامب:
“العديد من الدول العربية ستنضم قريباً إلى الاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع (مع “اسرائيل” على غرار الإمارات والبحرين والمغرب والسودان)، وسنعمل معاً لضمان القضاء على حماس”.
أما من وجهة نظري، فإنّ أكثر ما كان وقحاً وبشعاً في كلام الرئيس الأمريكي، الذي يمثل الوجه الحقيقي للسياسة الإمبريالية العدوانية الأمريكية، هو قوله إنّ “الولايات المتحدة و”إسرائيل”، اللتين أعتبرهما بدوري، وبكل تواضع، محور الشر الأخطر في العالم، ستعملان معاً لإعادة الأمل والسلام للشعوب العربية والإسلامية في المنطقة”.
كانت كلمات فارغة ومليئة بالغرور والجهل والغباء والاحتقار. تخيلوا مدى الاستهزاء والاستهتار بعقول الناس. إذا راجعنا كتب التاريخ، سنجد أن كل مشاكل العرب والفلسطينيين، بما فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود، منذ أكثر من 100 عام وحتى اليوم، مصدرها الاستعمار الرأسمالي الإمبريالي للغرب، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، وأفكارهم التوسعية، الاستئصالية والعدوانية الممنسجمة مع أفكار الحركة الاستيطانية الصهيونية.
مقتطفات من ترامب:
قال ترامب: “لا أعتقد أن الناس يجب أن يعودوا إلى غزة” — وتابع: “غزة ليست مكانًا للعيش بالنسبة للناس، والسبب الوحيد الذي يجعلهم يريدون العودة، وأنا أؤمن بهذا بشدة، هو أنه ليس لديهم بديل. إذا كان لديهم بديل، لفضلوا عدم العودة إلى غزة والعيش في بديل جميل وآمن”.
سئل إذا كان سيرسل القوات الأمريكية إلى غزة، فأجاب ترامب: “سنعمل ما هو ضروري. إذا كان ذلك ضروريًا، سنفعل”.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة “ستستولي” على غزة بعد إفراغ جيب غزة المحاصر من معظم سكانه الفلسطينيين الأصليين”.
الرجل لديه نيّة تنفيذ تطهير عرقي ويبدو أنه يظن أننا سنصبح مثل هنود الشيروكي.
يا ترامب!
الايام قادمة وسوف نرى من سيهزم أولاً الايمان والمقاومة والهوية الفلسطينية أم الغباء والعنجهية الأمريكية.

نضال حمد
٥ شباط – فبراير ٢٠٢٥