محمد بن سلمان ينال جائزة “أصدقاء إسرائيل” .. هل بدأ التطبيع السعودي؟
جائزة “أصدقاء إسرائيل” لابن سلمان وتغيير بهيئة العلماء.. هل بدأ التطبيع؟
خلال المؤتمر الصحفي المسيحي السنوي الرابع، والذي عقد وبث لملايين المشاهدين حول العالم عبر الانترنت، تل أبيب “تتوج” محمد بن سلمان بجائزة أصدقاء “إسرائيل”، والرياض تعيد تشكيل هيئة كبار علمائها، فهل أضيفت إلى مهمتها بنشر الوهابية والتطرف التسويق للتطبيع؟
في مؤشر واضح على تقارب غير معلن سعودياً، ورد اسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضمن قائمة الفائزين بجائزة أصدقاء “إسرائيل”. ويحمل هذا التتويج بالجائزة أكثر من دلالة، في ظل تغيير ملحوظ في توجّهات المملكة.
وهذه الأخيرة أن تكون صديقاً لـ”إسرائيل”، فذاك يعني تطبيعاً، أو تمهيداً له في أقل تقدير.
ثمة على ما يبدو تبادل للأدوار في غزل مستمر، تفرضه متطلبات تعويد الرأي العام على التقارب، قبل تطبيع العلاقات بين المملكة والاحتلال “الاسرائيلي”.
فيما لا يجد الناطقون باسم السعودية حرجاً، في تلميع صورة التطبيع الإماراتي وتبريره، وعلى نطاق واسع تجري تهيئة السعوديين، لإعلان التطبيع المرتقب، قريباً كان أو بعيداً.
وفي التفاصيل، فقد أعلن مايك إيفانس مؤسس متحف “أصدقاء إسرائيل”، أمس الأحد، أنه سيتم تقديم جائزة أصدقاء “إسرائيل” إلى 11 من قادة العالم، بما فيهم الملوك، ورؤساء الوزراء، وستة رؤساء.
حيث استضاف متحف أصدقاء “إسرائيل” في القدس المحتلة، المؤتمر الصحفي المسيحي السنوي الرابع، والذي عقد وبث لملايين المشاهدين حول العالم عبر الانترنت، وكان من بين المتحدثين في المؤتمر السفير الأميركي لدى “إسرائيل” ديفيد فريدمان ورئيس الوزراء “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.
وتم “تتويج” كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، ورئيس رومانيا كلاوس يوهانيس، ورئيس الباراغواي ماريو عبده بينيتيز، ورئيس التشيك ميلوش زيمان، ورئيس أوغندا يوري موسيفيني، ورئيس مالاوي لازاروس شاكويرا.
وقال نتنياهو إن “(إسرائيل) ليس لديها أصدقاء جيدون من أصدقائنا المسيحيين حول العالم”.
تم استحداث جائزة أصدقاء “إسرائيل” من قبل عن الرئيس التاسع الإسرائيلي شمعون بيريس، الذي شغل أيضاً منصب الرئيس العالمي لمتحف أصدقاء “إسرائيل”.
يشار إلى أن الجائزة سابقاً منحت لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، والرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، وألبير الثاني أمير موناكو، ورئيسة جورجيا سالوميه زورابيشفيلي، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وغيرهم الكثير.
يستخدم رئيس الموساد يوسي كوهين تعبير الإنضاج البطيء جداً، في تهيئة ظروف حبك العلاقات ونسجها، مع دول التطبيع والمقبلة عليه.
وفي حديثه عن السعودية، دعاها إلى إسقاط شرط انتظارها مخرجات التفاوض الفلسطيني “الاسرائيلي”، وداخلياً يعول على تهيئة الرأي العام السعودي، كما فعل حكام الإمارات والبحرين.
وأشار كوهين إلى أن “إسرائيل” تتأمل التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين نحو تسوية مستقبلية، مؤكداً اهمية اتفاقات التطبيع التي وقعت مؤخراً بالنسبة لـ”إسرائيل”.
ورداً على سؤال لو أن محمد بن سلمان كان الحاكم في السعودية هل كان سيحدث اتفاق معها، قال كوهين إنه “من الممكن لذلك أن يحصل”، واصفاً “الأمر بالمعقد جداً”.
الجدير بالذكر أن وسائل اعلام “اسرائيلية” أكدت أن رئيس الموساد أرسل رسالة للسعودية، يقول لهم من خلالها “لا تنتظروا الفلسطينيين، التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين لا يجب أن يكون شرطاً لما هو مقبل”.
ولفت إلى أن في الإمارات والبحرين تم توقيع اتفاقات مع القادة في هذه الدول بالرغم من وجود ترددات ونقاشات داخلية، آملاً أن “تحدث اتفاقات مع دول عربية أخرى بالخطوات نفسها التي اتبعت مع الدول العربية المطبعة”.
الرياض تعيد تشكيل هيئة كبار علمائها
في تلازم زمني فريد مع موجة التطبيع الجديدة، تعيد الرياض ترتيب بيتها في الداخل، بتشكيل جديد لمجلس الشورى ولهيئة كبار العلماء.
وبالتوازي مع الجائزة (الإسرائيلية) الممنوحة لولي العهد السعودي، أصدر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز سلسلة أوامر ملكية، أمس الأحد، تضمنت إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وعضوية 20 آخرين من علماء الدين في البلاد.
واشتملت الأوامر الملكية على تشكيل مجلس الشورى برئاسة الشيخ عبد الله آل الشيخ، بحيث يضم 150 عضواً، وتمتد ولايته 4 سنوات.
كما، تضمنت الأوامر تعيين الشيخ غيهب الغيهب مستشاراً بالديوان الملكي، وتعيين الشيخ خالد بن عبد الله بن محمد اللحيدان رئيساً للمحكمة العلياً.
ومجلس الشورى في السعودية يماثل البرلمان في الدول الأخرى، ويعينه الملك، وقراراته ليست نهائية بل تحتاج إلى موافقة الملك.
ماذا يعني تتويج تلّ أبيب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجائزة أصدقاء “إسرائيل”؟ ماذا يعني فتح الأجواء السعودية أمام الطائرات “الاسرائيلية”؟ هل كانت البحرين أو الامارات لتطبّع من دون موافقة السعودية؟ ولماذا تعيد الرياض تشكيل هيئة كبار علمائها؟ هل أضيف إلى مهمتها بنشر الوهابية والتطرف التسويق للتطبيع؟
ثمة الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة من الرياض حول حقيقة علاقتها بـ”إسرائيل”.
- 19 تشرين اول 2020