محمد قبلاوى رئيس مهرجان مالمو: المواطن السويدى يشاهد أفلامنا ليتعرف على جيرانه العرب
حوار حسن ابو العلا للمصري اليوم
نجح مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد خلال 6 سنوات أن يكون وسيلة للتعريف بالثقافة العربية في شمال أوروبا، خاصة أن فعاليات وعروض المهرجان يحضرها جمهور كبير من السويديين والجاليات العربية، في ظاهرة تدعو للتأمل والإعجاب.
وأكد المخرج محمد قبلاوى رئيس المهرجان، أن الحكومة السويدية تدعم المهرجان وتمنحه اهتماما كبيرا، مشيرا إلى أن المهرجان سيسعى في دورته المقبلة لاستضافة دولة غير عربية لتكون ضيف شرف.
وقال قبلاوى لـ«المصرى اليوم» إن مهرجان مالمو ساهم في توزيع أفلام عربية في السويد وحضرها عدد كبير من الجمهور، موضحا أن الجمهور السويدى يقبل على مشاهدة الأفلام العربية للتعرف على طبيعة الثقافة العربية، في ظل وجود جالية عربية كبيرة في السويد.
* ما الذي تحقق في الدورة السادسة لمهرجان مالمو للسينما العربية، وكنت تحلم به في الدورة الأولى؟
–
الدورة السادسة كشفت للجميع تحول مهرجان مالمو من عمل فردى لعمل مؤسسى، حيث شعر الجميع بأن المهرجان أصبح راسخا وثابتا ويعمل كخلية نحل، وأحد الضيوف قال جملة أعجبتنى كثيرا وهى «إن المهرجان احترافى مع لمسة الهواية»، ولمسة الهواية نشعر بها من محبة الجميع للمهرجان وهذا شىء جميل، فمهرجان مالمو يتميز عن المهرجانات الأخرى بأنه مهرجان حميمى وكل ضيوفه يتحولون إلى أسرة واحدة بصرف النظر عن جنسياتهم، وهذه الأشياء كنا نحلم بها منذ البداية.
* ما الصعوبات التي تواجه تنظيم مهرجان للسينما العربية في دولة غير ناطقة بالعربية؟
–
دائما لدينا صعوبة في ميزانية المهرجان، فدائما طموحنا كبير وميزانية المهرجان لا تكفى طموحاتنا ونحاول بقدر المستطاع أن يتناسب المهرجان مع الميزانيات المتاحة، والمهرجان وصل إلى مستوى مرضٍ سواء في عدد الضيوف أو عدد الأيام أو الجمهور أو الفعاليات الموجودة أو بالاتفاقيات الخارجية، وفى العام الماضى افتتحنا سوق مهرجان مالمو وهو حدث كبير ومهم، لأن المهرجان بدأ يشارك في صناعة السينما، حتى تكون هناك سينما عربية سويدية مشتركة من حيث التمويل والأفكار وفريق العمل نفسه.
* هل تدعم الحكومة السويدية المهرجان وترحب بهذا التواجد العربى كل عام؟
–
الموقف السويدى من المهرجان ظهر في حفاوة رئيس البلدية (المحافظ) واستقباله ضيوف المهرجان في القصر الملكى، وهو أعظم مكان يمكن أن يستقبل فيه الملك ضيوفه، كما أن رئيس البلدية في كلمته قال «إن أي مؤرخ يكتب عن مدينة مالمو اليوم لا يستطيع إلا أن يكتب عن مهرجان مالمو»، كما أن دعم مهرجان مالمو كاملا يأتى من الحكومة السويدية، سواء من الإدارة المحلية وحكومة المقاطعة أو من الحكومة الشاملة في ستكهولم، فنحن لا نتلقى أي تمويل خارجى، وتمويلنا كاملا سويدى، والسويديون سعداء بالمهرجان لذلك يقدمون له الدعم المعنوى قبل الدعم المادى.
* المهرجان يقام في دولة ربما لا تهتم كثيرا بالثقافة العربية، هل كان في خيالك ألا يكون المهرجان موجها فقط للعرب المقيمين بالمدينة؟
–
عندما فكرت في تنظيم المهرجان كنت أفكر في الجمهور السويدى والجنسيات الأخرى التي تعيش في السويد، وكذلك الجيل الثانى والثالث والرابع الذين ولدوا من أصول عربية ويحملون الجنسية السويدية، ولم يهمنى أن أتوجه للجيل الأول من العرب الذين جاءوا إلى مالمو في مطلع شبابهم، لأن لديه عدة طرق لمشاهدة السينما العربية، سواء من خلال إجازاته في الوطن العربى أو قنوات التليفزيون أو الإنترنت، بينما لا أتصور أن هناك شابا أو شابة من العرب من مواليد السويد سيبحثون على الإنترنت عن فيلم عربى، ربما يبحثون عن فيلم سويدى أو ألمانى أو أمريكى، لذلك نركز على جذب هؤلاء الشباب، والسينما ليست هدفنا الوحيد، صحيح أننا نعرض أفلاما سينمائية لكننا نعتبرها وسيلة لتوصيل الثقافة العربية، فالمعروف عن السويديين أنهم شعب خجول وإذا قابل أحدهم شخصا عربيا سيكون بعقله ألف سؤال وسيخجل أن يسأل سؤالا منهم، ولكن إذا دخل فيلما عربيا ربما تأتيه إجابات لبعض هذه الأسئلة، خاصة أن التواصل مع الفيلم السينمائى ليس صعبا.
* وأنت تحضر لإطلاق الدورة الأولى، هل كنت تتوقع أن يكون هناك إقبال من الجمهور السويدى على حضور فعاليات المهرجان؟
–
بالتأكيد، وإلا ما كنت شرعت في تنظيم المهرجان، وتوقعاتى ترجع لمعرفتى بطبيعة المواطن السويدى، فأنا أعيش بالسويد منذ عام 1989 وعملت في عدة أماكن لها علاقة بالإعلام والتليفزيون والسينما بالسويد، وأعرف كيف أستقرئ المجتمع السويدى المحب للمعرفة وتعدد الثقافات.
* إلى أي مدى يمكن أن يساهم الرواج الذي تشهده عروض المهرجان في فتح أسواق للفيلم العربى في السويد والدول الإسكندنافية؟
–
بالتأكيد سيساهم في فتح أسواق جديدة، ومهرجان مالمو للسينما العربية منذ عام 2014 أصبح يمتلك شركة توزيع، وحاليا لدينا حق توزيع 13 فيلما عربيا تقريبا، وبدأنا بتوزيع الأفلام في غير أيام المهرجان بصالات السينما، وهذا كان مستحيلا أن يتم قبل 5 سنوات مثلا، ومن خلال مهرجان مالمو أصبحنا نعرض حوالى 150 فيلما ما بين روائى طويل وقصير وتسجيلى على مدى العام، كما أصبح مهرجان مالمو هيئة استشارية للسينما العربية، فالسويد بها مهرجانات كثيرة صغيرة وكبيرة وحاليا إذا أرادت عرض فيلم عربى تتصل بمهرجان مالمو لكى يأتى لها بفيلمين أو ثلاثة.
* ما أبرز الأفلام العربية التي تم توزيعها في السويد وكيف كان الإقبال عليها؟
–
بدأنا التوزيع سنة 2014 بفيلم «فتاة المصنع» للمخرج الكبير الراحل محمد خان، وتم عرضه في 24 صالة سينما وشاهده حوالى 5 آلاف مشاهد، وبعد ذلك عرضنا فيلم «فيللا 69» وشاهده حوالى 2800 مشاهد، ثم عرضنا فيلم «لا مؤاخذة» وشاهده نحو 6 آلاف مشاهد، كما عرضنا الفيلم اليمنى «أنا نجوم عمرى 10 سنوات ومطلقة» وحضره 6 آلاف مشاهد تقريبا.
* لماذا يذهب الجمهور السويدى لمشاهدة الأفلام العربية؟
–
الأساس هو المعرفة والاكتشاف، فأغلبية السويديين حاليا لديهم جار عربى، ويريدون التعرف على جيرانهم، ومهرجان مالمو مثلا أصبح بمثابة ملتقى للسويديين والعرب ويشهد نقاشات حول الأفلام وصار هناك صداقات ومساعدة في عملية الاندماج.
* هل هناك مخطط للتوسع في فعاليات المهرجان في الفترة المقبلة؟
–
إذا حافظنا على النجاح الذي وصلنا له سيكون شيئا جيدا، ونحن في إدارة المهرجان نخطط لكى يكون لدينا في الدورة المقبلة ضيف شرف من خارج السينما العربية، بحيث يكون لدينا في كل دورة دولة غير عربية ضيف شرف، بحيث يكون هناك نوع من الحوار بين الشرق والغرب دون أن نفقد البوصلة بأننا مهرجان سويدى متخصص في السينما العربية.
* بحكم خبرتك في تنظيم المهرجان وحضورك العديد من المهرجانات العربية، هل إقامة مهرجان عربى في دولة أوروبية أسهل أم إقامة مهرجان عربى في دولة عربية؟
–
لا أعرف الصعوبات الموجودة في الدول العربية، لكن أعتقد أن الصعوبات موجودة في أي مكان، فتنظيم مهرجان سينمائى عمل مضنٍّ في حد ذاته ويحتاج لعلاقات وأفلام وضيوف، وهو موضوع صعب جدا، وإذا لم يكن من ينظمون المهرجان يحبون السينما فلن ينجحوا في مسعاهم لأن تنظيم المهرجان ليس وظيفة.