محمود ابراهيم محمود افترقنا في لبنان والتقينا في اسكندينافيا – نضال حمد
من مدرستي قبية وحطين الى عالم التمريض والتخدير .. بدأ المشوار في مستشفيي عكا وغزة بمخيمي صبرا وشاتيلا ولازال حتى اليوم يعمل في مهنته بالسويد…
بالنسبة لمحمود ابراهيم محمود فهو زميل مقاعد الدراسة معي أنا كاتب هذه السطور (نضال حمد) في صف الأستاذ أبو ياسين، هذا المعلم الذي ذاع صيته وصيت مفاتيح سيارته وصلعته، حيث كان ينقرنا بالمفتاح على رؤوسنا وكأنه بذلك كان ينتقم من شعرنا الطويل أمام صلعته الذهبية. لا أعلم متى توفي استاذنا ابو ياسين رحمه الله.. وددت كثيراً أن أكتب عنه لكنني للأسف الشديد لم أجد تعاوناً من قبل المعنيين، وهذا شيء مؤسف جداً بالنسبة لي ولأرشيف مخيم عين الحلوة.
نعود لموضوعنا فمحمود ابراهيم محمود زميلي وصديقي من مدرسة قبية الابتدائية حتى المدرسة التكميلية حطين وصولاً الى البريفيه. قضينا سنوات كويلة من طفولتنا معاً في المدرسة والمخيم. فيما بعد انقطعت اللقاءات بسبب الغزو والحروب والتشت حيث تفرقنا وتوزعنا كل في مكان ما من هذا العالم الشاسع…
تبين فيما بعد وبالصدفة حيث التقينا أن صديقي محمود يقطن في السويد منذ عشرات السنين فقد ألتقيت به في مدينة غوتبورغ السويدية أكثر من مرة. يعني طلعنا بالنهاية جيران في النرويج والسويد مثلما كنا جيران في مخيم عين الحلوة. لابد أنه سوف يقرأ هذه الكلمات في مجموعة ذاكرة المخيم والصفصاف.
بالمناسبة كانت لدي صورة بالأسود والأبيض من رحلة مدرسية الى بلدة عنجر التاريخية قرب شتورا والحدود اللبنانية السورية. كنا يومها لازلنا في مدرسة قبية الابتدائية، ربما كان آنذاك مديرها الأستاذ نواف أو الأستاذ فيصل العابد، لم أعد أذكر الآن أي منهما كان مدير مدرستنا… الصورة التاريخية أظهر فيها وأنا على الأرجوحة وخلفي يقف أخي محمود محمود، كان إلتقطها لي الأستاذ المرحوم محمد سليم أيوب، ابن عمتي رحمه الله. للأسف فقدت الصورة ولم أستطع العثور عليها منذ سنوات، لكن لدي أمل كبير بأنها موجودة بين ملفاتي وكتبي وأوراقي الكثيرة.
يوم كتبت عن الأخ الممرض طلال فرهود ذكر خلال حديثه لي: “كان معنا أيضا اثناء فترة الدراسة والعمل في المستشفيين (عكا وغزة) الأخ حسين أبو الخير (صيدلي) من السميرية والأخ محمود المحمود (تخدير) أيضاً من السميرية وكلاهما من عين الحلوة.”.
بعد التخرج من البريفيه درس محمود التمريض وزتخصص في التخدير وذلك في مستشفى عكا الفلسطيني في مخيم شاتيلا. عمل هناك وفي كمستشفى غزة فترة طويلة، كذلك عمل في مستشفى ميداني للهلال الأحمر الفلسطيني تم انشاؤه خلال حصار بيروت صيف سنة 1982. لا أعرف لماذا كنت اعتقد أنه درس تصوير أشعة. لا أعرف لماذا كنت اعتقد أنه درس تصوير أشعة. على كل حال اعتذر عن ذلك لأنني في مقالتي عن مصور الأشعة الأخ عبدالله يونس ذكرت أن صديقي محمود درس أيضاً تصوير الأشعة. يبدو لأن محمد الخطيب – أبو بلال – من السميرية كان يعمل في قسم الأشعة بمستشفى غسان حمود.
قبل أكثر من عشرة أعوام زرت مدينة غوتيبروغ أو “يوتيبوري” السويدية بدعوة من البيت الفلسطيني هناك ورئيسه في ذلك الوقت الأخ والصديق محمد الموعد – أبو فراس- لتوقيع كتابي “في حضرة الحنين” خلال حفل فلسطيني. كنت جالساً خلف طاولة وضعت عليها مجموعة نسخ من الكتاب، حين وقف أمامي فجأة شخص بشوش وأخذ يحذق بي وينظر إلي .. وقبل أن ينطق بأي حرف قلت له “محمود ابراهيم …”، لاحظوا حتى أنني ذكرت اسم والده… لأنه لازال عالقاً في أذني وعقلي ولأنني كنت وبقيت أحفظ الإسم كاملاً منذ الصف الأول ابتدائي وحتى الصف الرابع متوسط تكميلي. ذهل من ذاكرتي وكيف تذكرته فوراً وتذكرت اسمه الكامل مع اننا لم نلتق منذ أكثر من 30 سنة، وربما منذ خوضنا امتحانات شهادة البريفيه سنة 1979.
تحية لمحمود ولكل اخوة وزملاء ورفاق المدرسة والحارة والمخيم والشتات.
نضال حمد
27-12-2022