محمود المدهون أطعم جياع غزة ل ٤٠٠ يوم… ثم استشهد..
هذا الانسان العظيم، الذي كان ينبض انسانية وحب للمساعدة وللعطاء ولتقديم يد العون وطبق طعام لدائع وكأس ماء لعطشان، هذا الذي وهب حياته للناس الضعفاء والفقراء والمظلومين، قتله القصف “الاسرائيلي” على غزة يوم ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ . مضى ليلتحق بقائمة طويلة من عشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال منذ السابع من اكتوبر ٢٠٢٣. قتلوا على مرأى ومسمع من عالم منافق مزدوج المعايير لا يقدر حياة الناس في فلسطين المحتلة، ويتعامل مع الشعب الفلسطيني وكأنه مجموعة من الأرقام. فهذا العالم هو الذي يشجع اسرئايل على الاستمرار في الابادة والتنصفية العرقية وارتكاب جرائم الحرب ضد البشرية. فشعب فلسطين يقتل بسلاح وسياسة ودبلوماسية وأموال وتقنيات الغرب من الولايات المتحدة الى بريطانيا وألمانيا وكل دول الناتو.
تخيلوا لو أن ومحمود المدهون شخص “اسرائيلي” أو حتى يهودي، غربي، أمريكي أو أوروبي ماذا كانت ستفعل الدعاية الغربية ووسائل الاعلام والحكومات والمراكز الت يتوزع الجوائز على من تختارهم وتنتقيهم من الناس. على كل حال محمود المدهون في حياته لم يكن بحاجتهم وبعد قتله لن يحتاجهم لأنهم كانوا مع الذين قتلوه إن لم يدعمونهم بالسلاح والمال كانوا يدعمونهم عبر تبرير جرائمهم وابادتهم لشعب فلسطين، كبارا وصغاراً مدنيين وغير مدنيين، نساء وأطفال وعجزة ومرضى ومقعدين.
سيكتب يوماً ما مؤرخ صادق وعادل عن الذي جرى في غزة وسوف يثبت في كتاب التاريخ أن ما ارتكبه جيش دولة الاحتلال، مستوطنة اليهود الصهاينة المسماة (اسرائيل) من ابادة وتصفية وجرائم حرب في غزة فاق كل جرائم الدنيا في العصر الحديث.
نضال حمد
الثالث من كانون الأول 2024