مخيم عين الحلوة لازال يعاني وبشدة
نهاية شهر أب – أغسطس المنصرم أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنها تسعى للحصول على 15.5 مليون دولار، للاستجابة للاحتياجات الناتجة عن الاشتباكات الأخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
هذا ولازال السكان في عين الحلوة منذ انتهاء الجولة الأخيرة والمدمرة من الاشتباكات داخل مخيمهم يعيشون بحذر داخل حاراته وأزقته وبين بيوته ومحلاته المدمرة، التي عبث فيها سلاح الجهل والعار والفتنة واللا عودة واللا تحرير واللا دفاع عن سكان المخيم.
الصراع في المخيم بين المتصارعين أخذ منحى تدميري خاصة من قبل الذين يملكون القوة التدميرية والأسلحة التي يتطلبها ذلك. فتدمير حي بكامله لأجل القضاء على مجموعة صغيرة من المسلحين يمكن تجنبه عبر التعامل معهم بشكل آخر. فالتدمير المتعمد والعشوائي، الاستعراضي، عمل لا يبرره أي عذر أو أي تفسير. التدمير يعني المشاركة في ضرب وحدة أهل المخيم وحق العودة وأمن وحاضر ومستقبل سكان المخيم.
هذا أيضاً يعني بأن هناك أجندات وهناك مشاريع وهناك ضحايا ومزيد من المواجهات في قادم الأيام. وربما المقصود دفع سكان المخيمات للمطالبة بسحب السلاح من مخيمهم وهكذا يتحقق مطلب كثير من الجهات التي تريد بل تحلم بتحقيق ذلك. فالسلاح صار عبئاً على الناس ومقتلاً لهم فلماذا يبقى في المخيم؟ سؤال مشروع وصحيح لكن يقابله سؤال آخر من سيحمي المخيم غير سلاجه النظيف؟ نعم لإنهاء سلاح الفتنة وال ونعم لبقاء سلاح حماية المخيم، سلاح الدفاع عن شعبنا وهو سلاح المقاومة والعودة والتحرير.
السلاح صار عقبة هكذا يقول البعض نعم وأنا أقول فعلاً إنه عقبة وكسر وفك رقبة، لكن كيف نعالج هذه القضية وكيف نضمن أن لا تتكرر ومأساة نهر البارد ومجازر تل الزعتر وصبرا وشاتيلا وحرب المخيمات والخ؟؟؟؟ حقيقة لا توجد ضمانات في لبنان الذي يعج بالسلاح.
كنت أظن أن السواتر والخيام والدشم والتحصينات التي أقيمت خلال الاشتباكات الأخيرة في المخيم، على شوارعه وفي حاراته وأزقته وبين بيوته قد تمت إزالتها. لكنني علمت يوم أمس من قلب المخيم أن شيئاً من هذا لم يحدث، باستثناء يوم أول أمس حيث تمت إزالة السواتر والخيام، التي أقامها عناصر من “الأمن الوطني” لتفصل ولتحجب الرؤية بين حيّي الرأس الأحمر والصفصاف. طبعاً خلف السواتر للأسف الشديد كان ينتشر القناصة… طيب يا اخوان من تقنصون؟ … هل الأمن الوطني يقنص الذين من المفترض أنه حاميهم؟.. وبنفس الوقت أسأل المجموعات الإسلامية في المخيم: هل الإسلام يسمح لكم بقتل إخوانكم المسلمين؟.. أعرف أن هناك من سيقول لي “نحن الذين أعتدي علينا وقتل وجرح اخوتنا فدافعنا عن أنفسنا”… صحيح لكن كل هذا لا يجيز لكم ولا لهم بتدمير المخيم.
يطالب الأمن الوطني يعني فتح والمنظمة والسلطة بتسليم قتلة الشهيد اللواء العرموشي. دون تقديم دليل واحد على صحة اتهامهم لمجموعة بلال بدر بقتله. بينما المجموعات الاسلامية المتطرفة تدعي أن عناصر من نفس جهاز الأمن الوطني قاموا بتصفية العرموشي (أيضاً بلا دليل)، مُدعين أنه كان يستعد لتسليم الشخص الذي تسبب في المعركة واغتيال الشاب فرهود وإصابة شباب آخرين من بلدة وحيّ الصفصاف..
سبق للشهيد العرموشي أن قام بتسليم الشخص نفسه الذي فجر المعركة الأخيرة بعدما أطلق النار على حي الصفصاف وعلى حاجز الجيش اللبناني عند مستشفى الحكومي، قبل أسابيع قليلة من الاشتباكات الأخيرة، لكن تم إطلاق سراحه بعد 5 أيام من تسليمه للسلطات اللبنانية. السؤال المشروع الذي يجب طرحه من هو الطرف الذي أطلق سراحه ولماذا؟؟ هذا السؤال المشروع طرحه الشيخ ماهر حمود وسأله للجميع في مؤتمر صحفي يوم اندلعت الاشتباكات في المخيم. جدير بالذكر أن الشهيد العرموشي كان أصرّ يومها على تسليم الشخص المذكور للجيش اللبناني، فعل ذلك بالرغم من إدعاء البعض وجود معارضة لذلك من قبل قيادات فاعلة وهامة ومؤثرة في فتح والمنظمة بلبنان.
مخيم عين الحلوة ماعاد يحتمل وجود سلاح الفتنة والتدمير من قبل طرفي الاشتباكات هناك. حال المخيم وسكانه يرثى له والتقسيمات التي يشهدها مخجلة ومؤسفة ومحزنة ومفجعة. هذا مخيم الشرفاء الأوفياء لنهج الكفاح والشهداء فلماذا يتم تحويله الى مخيم للقتلة والهمج والرعاع والغوغاء والدهماء والجبناء…؟؟؟؟؟
نضال حمد
موقع الصفصاف – وقفة عز
3 ايلول 2023