معارضة اوباما المعتدلة ….. هل تستحق الجنة كل هذا الألم يا عبد الله؟
ذُبح عبد الله. قالوا أن عمره 12 عاماً لكنه أصغر, فسنوات الحرب لا تُحتسب في عمر الأطفال. كان تائهاً، هزيلاً ومستسلماً، كمن إكتشف بئس هذه الحياة وعبث المقاومة للبقاء فيها.
ذبح عبد الله، بسكيّن نأمل أنه كان مسنوناً. شدّوا شعره. إرتفع رأسه قليلاً. أصبح النحر أسهل. لم ينظر إليهم، قد يكون تذكر أمه. ناداها وهو يرتجف خوفاً ورعباً، لكنها لم تأتِ كما أتت سابقاً لتداوي جرحاً أصابه بعد اللعب. لم يأت أحد. بقي عبدالله وحيداً مع وحش يقيّد يديه، وآخر يضع سكيناً على رقبته، وآخر يصوّر اللحظة ويوثقها.
سيُقال لأمه إن رأس إبنك فصل عن جسده. إجتمعت عليه وحوش الأرض، وذبحوه بسكين صغير. ستطلب مشاهدة الفيديو. ما هذا الألم؟ شوقها إليه سيجرّها لرؤيته يُذبح. ليس مهماً، المهم عندها أن تراه، قد تستطيع إعادته إلى حضنها لو للحظة. سترى الرأس مفصولاً، مرفوعاً يسيل دماً. كان الرأس أول ما رأته قبل 12 عاماً، عندما خرج عبد الله إلى النور كان يسيل دماً. يومها كان قريباً، لصيقاً، لكنه اليوم يبكي وحيداً من خلف شاشة هاتف.
قد يختصر مشهد الذبح هذا كل مشاهد الحرب السورية ومعانيها، إنسانية كانت وسياسية. للمفارقة الذبيح هذه المرّة طفل فلسطيني، تركه العرب مرات لا تحصى. تركوه مرّة كئيباً، فقيراً، لاجئاً في مخيمات البؤس داخل الأوطان. وتركوه مرّة بترك القدس والتلهّي بحروب أهلية من بغداد إلى طرابلس. وتركوه مرّة يُذبح على وقع صيحات التكبير.
قيل أن إسمه عبد الله، وقيل عنه شهيداً غير بالغ. وقيل إن الجنّة تنتظره، “هذا حتمي”، مات مظلوماً، لا ذنب له في هذه الحرب. لكن هل تستحق الجنة كل هذا الألم يا عبد الله؟
ربيع عرار