معارك الحسكة بانتظار الهدنة
الجيش لـ «أسايش حزب العمال»: ممنوع تطويق المدينة
أدت المعارك بين الجيش السوري و«وحدات الحماية» الكردية و«الأسايش» في الحسكة إلى سقوط عشرات الشهداء المدنيين. وبينما لم يتمكن أي من الطرفين من إحراز أي تقدم على الأرض، ينتظر سكان المدينة تبيّن صدق الأحاديث حول إقرار هدنة جديدة
الاشتباكات التي تركّزت في مركز المدينة وعدد من المناطق المحيطة المتداخلة فيما بينها، لم تؤدِّ إلى أي تغيير في خارطة السيطرة داخل المدينة. ومنذ فجر أمس، ارتفعت حدة الاشتباكات في وسط المدينة وحي النشوة وقرب طريق الفيلات الحمر، ليعود الهدوء في المساء، وسط حديث عن ساعات هدنة جديدة قد تخفف التوتر القائم في المدينة. وكان الطيران الحربي قد استهدف عدة مقار وتجمعات عسكرية لـ«الوحدات» و«الأسايش» كمدرسة السياحة ودوار صباغ ومرشو والبانوراما وتل حجر ومراكز عدة في حي النشوة.
ونفت مصادر ميدانية في مدينة الحسكة ما نقل عن قوات «الأسايش» حول قيام طائرات «التحالف الدولي» باستهداف نقاط للجيش السوري، أو محاولتها التحرش بالطائرات السورية. وأكّدت المصادر أن قوات الجيش السوري في حالة تأهب قصوى، للرد على أي عدوان من قبل أي طرف كان. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف دايفس قد صرّح بأن طائرات «التحالف» تحرّشت بطائرات سورية بغرض حماية القوات التي يعمل معها المستشارون الأميركيون، موضحاً أن «الطائرات الأميركية سوف تحمي القوات البرية في حال تعرضها لأي تهديد».
وفي بيان هو الأول من نوعه في الشكل والمضمون، خصوصاً لجهة استخدام صفة «الجناح العسكري لحزب العمال»، أعلن الجيش السوري أن «أعمال الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني «الأسايش» أخذت طابعاً أكثر خطورة بتطويق مدينة الحسكة وقصفها واستهداف مواقع الجيش داخلها، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء»، مؤكداً عدم تجاوب «الأسايش» مع جميع المحاولات التي جرت لاحتواء الموقف وإعادة الاستقرار، ما استدعى رداً مناسباً عبر «استهداف مصادر إطلاق النيران وتجمعات العناصر المسلحين المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية».
وأدت الاشتباكات في حي النشوة والعمران ومحيط البريد الجديد ودوار مرشو الى سقوط 17 شهيداً مدنياً، إضافة إلى جرح 40 آخرين. وتسببت المعارك باحتراق نحو 1650 طناً من الأقطان المخزّنة في صوامع غويران. ووفق المصادر، فإن قوات «الأسايش» قامت بإحراق الأراضي الزراعية لكل من وقف في وجهها من أهالي الحسكة ــ بعد هجومها على نقاط الجيش ــ وافتعال مواقف استفزازية لتسخين المدينة وريفها، في وقت شهدت فيه المدينة حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق الواقعة خارج نقاط الاشتباكات، ولا سيما بلدة عامودا. مصادر أهلية لفتت إلى أن مساء أمس شهد هدوءا نسبياً وسط محاولات لإقرار هدنة، موضحة أن المعارك «لا تجري بهدف إحداث تقدم ميداني»، ونافية كل الأحاديث عن «تحرك لطيران التحالف أو لقاء مع ممثل للرئيس الأميركي في المنطقة».
أما في حلب، فقد استمرت قوات الجيش في محاولات التقدم في محيط الكليات، جنوب المدينة، دون تغير مؤثّر في خطوط السيطرة، بسبب ضعف التثبيت في المناطق التي حاول الجيش استعادتها. ولفت مصدر ميداني إلى أن «عدم الاستطلاع الجيد يقف وراء التراجع السريع للقوات، إذ إن فرق الاستطلاع ترتب الانسحاب الآمن خوفاً من الوقوع في كمين أعده المسلحون، الذين هم بمعظمهم من الأجانب». وأوضح أن «عدم القدرة على تغطية المتقدمين نارياً يساهم في ضعف هجوم الجيش على منطقة الكليات، إضافة إلى انشغال الطيران بضرب مواقع للمسلحين تتسم بالبعد عن أماكن تقدم القوات السورية وحلفائها».
وفي سياق متصل، تمكن الجيش من صد هجوم شنّه تنظيم «داعش» على مواقع تمركز القوات السوري في منطقتي قطر وعيشة، في ريف حلب الشمالي الشرقي، فجر أمس. وعلى الرغم من الانسحاب السريع مع بدء الهجوم، فقد استعادت القوات نقاط سيطرتها. وتعدّ عيشة من أهم نقاط ارتكاز القوات القريبة من مدينة الباب.
وفي غوطة دمشق الشرقية، فشلت معركة «ولا تحزنوا» التي يقودها «فيلق الرحمن» في تحقيق أي تقدم على محور المحمدية. وراهن «الفيلق» في «غزواته» الثلاث خلال أسبوع واحد، على التهويل الإعلامي ونشر صور متضاربة قال إنها استهدافات لمواقع الجيش الذي استوعب الهجوم، وأعاد تثبيت نقاطه الدفاعية. وساهم في سيطرة الجيش على الوضع الميداني، تمكنه من ضرب البنية التحتية للمسلحين براً وجواً، إضافة إلى الصراع المتفاقم بين «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام».
* الاخبار اللبنانية عدد يوم 20-8-216
يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر