معاهدة وادي عربة اليوم – علي حتر
لم تكن معاهدة وادي عربة يوما موضوعا يهم إسرائيل بأي شكل من الأشكال، إلا من حيث أنه يحمل استحقاقات جيوسياسية ومائية وخدمات أمنية وتطبيعية على الأردن أن يؤديها ويصبغ عليها الصفة القانونية أمام العالم، وأمام الأمم المتحدة، حتى لا تعتبر إسرائيل في وضع المحتل المنتهك لحقوق الدولة التي احتل جزءا منها.. وهو الضفة الغربية..
أي أن المعاهدة هي وثيقة مرحلية لتقديم خدمات لإسرائيل عندما تريد، وكيفما تريد، ويمكنها نقضها في أي وقت!!
كما أن المعاهدة، تمس بقوة المواطن الأردني أمنيا وثقافيا واقتصاديا، في حين لا تمس المستوطن الإسرائيلي ولا يلتزم بها، كما حصل في مناسبات مختلفة منها حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان، وقمع اعتصام جك في العام الماضي!!!
أما بالنسبة للطرف الآردني، فهي مصاغة بطريقة تعطي من يؤيد التنازل عن فلسطين، والإقليميين، غطاء وهميا يواجه به الرافضين ويقمعهم بطريقة، جعلها مؤيدو إسرائيل وأمريكا في الأردن، قانونية بمصادقة برلمان فرضت الحكومة إرادتها عليه، مثل:
– ثبتنا الحدود وحمينا أنفسنا من توسع العدو
– حمينا المقدسات
– أخذنا حصتنا من مياهنا
– إلخ…
اليوم، ربما بدأ نتنياهو يشعر أن المرحلة مناسبة لإنهاء مرحلة المعاهدة بشكل كامل، في ظل انشغال سورية وحزب الله، وضعف السلطة وحماس، وتردد مصر في دورها في الصراع، وهرولة الخليجيين للتطبيع، أي وقت أفضل من هذا..؟؟
.
ويظهر كل هذا، في عنجهية نتنياهو.. ومشاريع الاستيطان في ظل نباح عريقات وعباس الخافت، وأحداث المسجد الأقصى.. وحادثة السفارة الأخيرة في عمان.. وتهريبهم المجرمين بسهولة من عمان في ظل أجهزة أمنية لا يمكن الطعن في قدراتها!!
.
في ظل كل هذا، يجتمع الملك مع عباس في رام الله.. ما الذي يمكنهما أن يحققاه..؟
مهما كانت نواياهما حسنة.. هناك طرف ثالث أقوى منهما.. اسمه إسرائيل.. لا يهتم باجتماعهما.. وأحدهما وهو عباس غارق حتى أذنيه في جورة التنسيق مع إسرائيل..
.
ماذا ننتظر!!