معرض أبوظبي الدولي للكتاب يستضيف 600 متحدث من حول العالم
البرنامج الثقافي غني ويطرح قضايا تتعلق بالمشهد العربي والعالمي
جلسات نقاشية عن العلاقة بين الهوية الوطنية والأدب
أبو ظبي: الإعلامي محمد ظاهر- أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة استضافة أكثر من 600 مؤلف وأكاديمي وإعلامي مؤثر للمشاركة في البرنامج الثقافي للدورة الخامسة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والتي تقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في الفترة من 7 إلى 13 مايو القادم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد اليوم في العاصمة أبوظبي، وقال سعادة جمعة القبيسي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب في “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة” ومدير “معرض أبوظبي الدولي للكتاب”: لقد حقق معرض أبوظبي الدولي للكتاب قفزات نوعية عبر السنين، سواء من ناحية حجمه أو التقاليد الاحترافية لتنظيمه ومعايير المشاركة أو مستوى الحلقات الحوارية التي يطرحها. وأشار القبيسي إلى أن المعرض انطلق عام 1981 تحت مسمى “معرض الكتاب الإسلامي” بتوجيه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في وقت مبكر من تأسيس الدولة في رسالة مهمة تعكس رؤيته في بناء الدولة عبر العلم والمعرفة والتعلم. وبفضل هذه الرؤية الاستشرافية في وقت مبكر من تأسيس الدولة أصبحت دولة الإمارات واحة للتبادل الثقافي والتسامح، ونموذجاً للتنوع الثقافي والجمع بين الأصالة والمعاصرة. لقد كانت رؤية الشيخ زايد مستقبلية وملهمة في فهمه للثقافة وإيمانه بالعلم وبامكانيات المواطنين والمقيمين.
ويحتفي المعرض هذا العام بيوبيله الفضي، ببرنامج احتفائي بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس اتحاد الإمارات، كشخصية محورية، وبجمهورية آيسلندا كضيف شرف، وببرنامج ثقافي ومهني منوع يلبي ذائقة جمهور المعرض ذي الاهتمامات المتعددة.
وأكد مدير “معرض أبوظبي الدولي للكتاب” أن المعرض شهد توسعة كبيرة في المساحة، وقال:” توسّع المعرض هذا العام بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي، ووصلت المساحة الكلية إلى 31,962 متراً مربعاً، وهي مساحة تغطي كل قاعات مركز أبوظبي الوطني للمعارض، فيما وصل عدد دور النشر المشاركة إلى 1181 دار نشر آتية من 63 دولة، وبلغ عدد الناشرين الجدد 130 ناشراً جديداً، كما يشهد المعرض مشاركة عارضين لأول مرة من كل من كرواتيا، ونيوزلندا، وبولندا، وكولومبيا، وجورجيا. وهذا مؤشر على أهمية المعرض بالنسبة إلى الناشرين العالميين الذين يتطلعون إلى أسواق تحترم تقاليد النشر، وتدعم صناعة الكتاب”.
ويركز المعرض في هذه الدورة على تمكين المحترفين في عالم النشر من خلال إطلاق مبادرة “أكاديمية معرض أبوظبي الدولي للكتاب”، والتي تتيح الحصول على شهادات متخصصة ضمن البرنامج المهنى، فحضور سلسلة من ورش العمل يؤهّل المشارك الحصول على شهادة تساعده في احتراف مهنة النشر أو التخصص في أحد أعمالها مثل التسويق أو التصميم أو التعليم، في خطوة لدعم سوق النشر مهنياً، ودعم أصحاب دور النشر الصغيرة لتطوير أعمالهم.
برنامج ثقافي متميز
أما الدكتور علي بن تميم مدير إدارة برامج دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، فقد أوضح أن المعرض حقق قفزات نوعية نحو الاحترافية في صناعة الكتاب وبناء منصة ثقافية تجمع الناشر بالمؤلف، وتقلص المسافة بين الكتاب والقراء، وتمد جسور التلاقي والتواصل الثقافي بين دور النشر العالمية والمترجمين، وتطرح النقاش المستجد حول الواقع الثقافي العربي والعالمي، من خلال سلسلة من الجلسات التي يشارك فيها كوكبة من الكتاب والأدباء والمختصين المؤثرين في مجالاتهم، في خطوة لتعزيز الحوار القيم، وترك أثر عند المتلقي بعيداً عن تأثيرات الشهرة، سعياً إلى اكتشاف الأعمال الجادة والمهمة.
وقال:”إن المعرض يخصص جلسة نقاشية مع الكاتبة الأمريكية سينثيا بوند صاحبة رواية “روبي” التي اعتبرت ذات قوة أدبية مؤثرة في الولايات المتحدة. ويلتقي المؤلف جون تل مع جمهور المعرض ليقدّم لهم 100 طريقة لإنقاذ العالم. ويلتقي الجمهور كذلك بالروائي الهندي ألطاف تايروالا، صاحب رواية “بنغوين إنديا”. ويعقد لقاء حواري مع يوجين روج المؤلف المسرحي وصانع الأفلام الألماني”.
كما يحتفي مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بمجموعة من الكتب العالمية التي جرت ترجمتها إلى العربية مؤخراً؛ فهناك لقاء مع لويس ولبرت عالم الأحياء البريطاني ومؤلف كتاب “الحزن الخبيث: تشريح الاكتئاب”. كما تجري مناقشة رواية “ادعوني غوغول” كنموذج لتجربة تثقيف المهاجرين، بالإضافة إلى لقاء مع دوايت رينولدز رئيس هيئة تحرير كتاب “ترجمة النفس: السيرة الذاتية في الأدب العربي”. وتُعقد جلسة لمناقشة حياة المستشرقة الألمانية آن ماري شيمل وأعمالها بعد ترجمة كتابها إلى العربية.
وأشار الدكتور علي بن تميم، مدير إدارة برامج دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى أن المعرض يقدم مقاربات نادرة بين الثقافتين العربية واليابانية، فيما يتناقش محررو المجلات الثقافية في العالم العربي حول أهمية الإعلام الأدبي في العصر الرقمي. وتفرد جلسة مهمة لمناقشة العلاقة بين الهوية الوطنية والأدب على ضوء الاستفتاء المفاجئ الذي جرى في أسكتلندا العام الماضي. كما لا يغفل المعرض جدار برلين الذي مرّ على سقوطه 25 عاماً كرمز للتحول في الهوية الألمانية. ويخصص المعرض جلسة للتعريف بباتريك مونديانو الحائز على جائزة نوبل للآداب هذا العام.
وقال محمد الشحي مدير إدارة البحوث والاصدارات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: “إن البرنامج الثقافي يتضمن العديد من الأمسيات الشعرية باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية والأيسلندية، إلى جانب ندوات حوارية بشأن فن الكتابة على الجدران (الكاليغرافيتي)، والخط الكوفي باعتبارها فنوناً متجددة، مع عدم إغفال للأمسيات الموسيقية التي باتت من الأحداث المميزة في المعرض والتي تتكامل مع توجهات المعرض ليكون منصة جامعة لكل أشكال التعبير الإبداعي. إضافة إلى الاهتمام بكتب الأطفال وثقافتهم، وذلك من خلال أنشطة كثيرة تقام ضمن فعاليات المعرض”.
وأضاف الشحي أن المعرض يناقش في برنامجه الثقافي مجموعة من الأفكار والقضايا المتنوعة، حيث يلتقي المفكرون من الشرق والغرب على طاولة الحوار لبحث أبعاد التبادل الثقافي وقيمه الرمزية في الماضي والحاضر، فتعاد مناقشة “رحلات” قام بها رحالة عرب، مثل: ابن فضلان وأبي زيد الصيرفي، والتي تجاوزت حدود نهر الفولغا شمالاً والهند شرقاً. ولا يغفل المعرض عن طرح إشكالات معاصرة تتعلق بتلقي الثقافة العربية في الجامعات الغربية تهتم بالدراسات العربية، كما يسلط الضوء على دور “الأزهر” في تعزيز قيم الحوار، ويناقش موضوع المرأة العربية وكتابة الرواية.
يشار إلى أن فعاليات المعرض تبدأ يوم الخميس 7 مايو، حيث يفتح المعرض أبوابه للجمهور عند الساعة 11 صباحاً. أما سائر أيام المعرض فتفتح الأبواب من الساعة 9 صباحاً إلى الساعة 10 مساءً، بينما تفتح الأبواب يوم الجمعة من 4 عصراً إلى 10 مساءً.