معركة غزة في سياق حربنا الطويلة – رشاد أبو شاور
معركة غزة في سياق حربنا الطويلة – رشاد أبو شاور
الحضور الكرام
تتوجه قلوبنا وعقولنا وضمائرنا إلى أهلنا في قطاع غزة، حيث تدور معركة طاحنة منذ خمسة وثلاثين يوما، استهدف فيها العدو الصهيوني المجرم أهلنا المدنيين، وهدم البيوت على رؤوسهم، وقتل أطفالنا، حين عجز عن الوصول إلى مقاومينا الأبطال الذين دوخوه بما أعدوه له، وما كان لا يتوقعه.
أراد العدو المجرم المارق أن يدمر إرادة أهلنا، مراهنا على إمكانية أن يرفعوا الرايات البيضاء، وأن يتحولوا إلى عامل ضغط على المقاومة الباسلة التي باغتته بما ألحقته به من خسائر في صفوف عسكرييه، وبما ألحقته صواريخها من رعب في مدنه، ومستوطناته، وكل مناحي حياته.
لم يكن هذا ما توقعه قادة الكيان الصهيوني، ساسة وعسكريين، ولذا أصيب بالسعار، وأباح لآلته العسكرية الأمريكية أن تضاعف من الدمار، وهدم البيوت، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ…
لا محرمات في حرب هذا العدو، فالمستشفيات تقصف، فمدارس وكالة الغوث التي حولت لإيواء أهلنا قصفت علنا، وأمام كاميرات التلفزة، أي أمام أنظار العالم أجمع.
نحن لا نستغرب أبدا جرائم العدو الصهيوني التي خبرها شعبنا، وأمتنا، من مذبحة دير ياسين، إلى قبية، إلى نحالين، إلى السموع، مرورا بالدوايمة، والطنطورة، ومذبحة خان يونس عام 56..وصولاً إلى صبرا وشاتيلا علم 1982، ناهيك عن مدرسة بحر البقر المصرية أثناء حرب الاستنزاف، وقانا اللبنانية، وحمام الشط في تونس ..وماذا نعد من مذابح؟
هل ننسى أن جيش العدو المنحط أعدم الأسرى في حرب حزيران 67؟ وأنه مارس كل أنواع الاغتيال، مستهدفا كتابنا، وقادتنا، وفي مقدمتهم غسان كنفاني، وأبو جهاد الوزير…
هذا عدو لا يمكن أن يكون معه سلام، وهو يؤكد كل يوم، بما يقترف من جرائم أن مقولة،وهي حكمة ناتجة عن خبرة في صراعنا معه: إما نحن أو هم..كلية الصحة، تضمن أن لا نسمح بالانحراف، والمراهنة الساذجة على إمكانية التعايش بسلام مع هذا العدو الذي لن يقبل بأقل من إبادتنا، والاستحواذ على كل وطننا فلسطين.
تجمع هذا العدو مجرم كجيشه، ومستوطنوه في الضفة، والقدس، وفي عمق فلسطين المحتلة عام 48 مجرمون كجيشه، وإلاّ هل يخطر على بال بشر حرق فتى حيا بعد اختطافه وهو متوجه فجرا للصلاة، وبعد أن أجبروه على شرب البنزين؟!
هذا ما فعلوه بالفتى محمد أبوخضير..شهيدنا وشاهدنا، والذي بدمه وألأمه، وصراخه المستغيث، الذي أفترض أن لا يغيب من أسماعنا، يعمق لنا وعينا تجاه هذا العدو المجرم.
لقد أثيرت ضجة كبيرة حول اختطاف ومقتل ثلاثة مستوطنين، حتى أن بعض الدول العربية الصديقة للكيان الصهيوني، وحميمة العلاقات معه، وفي المقدمة قطر، سعت لإنقاذهم، وأوباما أطلق تصريحات غاضبة منحازة ممالئة ومنافقة للصهاينة، هو الذي سكت على كل ما يقترفه المستوطنون بشعبنا..هذا رغم ما في عملية اختطافهم وقتلهم من ( غموض) يوحي بأن الجريمة جنائية اقترفها مستوطنون آخرون بحقهم.
قتل المستوطنين حق وواجب، ومطاردتهم في القدس والضفة الفلسطينية واجب وطني، فهم يحتلون أرضا يفترض أنها الأرض التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية الموعودة..التي لم يبق لها سوى قليل من الأرض المقطعة الأوصال، والمحاصرة بالمستوطنات، والحواجز، وجدار النهب العنصري الذي مزق تواصل أرضنا وأهلنا.
هل على الفلسطينيين أن يصونوا حياة المستوطنين الغزاة المحتلين، ويعاملوهم بود، وهم يرونهم يقطعون أشجارهم، وينكون عيشتهم، ويغتصبون أرضهم؟! هل المطلوب أن يصل الأمر إلى هذا الحال من الدونية، والانكسار، وتفشي روح الهزيمة؟!
هو هكذا عند نفر من الفلسطينيين الذين ما زالوا يلاحقون سراب أوسلو، رغم تهويد القدس، ونهب أراضي الضفة، وتدمير الاقتصاد الفلسطيني واستتباعه، واستنزاف الثروة المائية في الضفة الفلسطينية وحرمان أهلنا وأرضنا منها، وزج عشرات الألوف في السجون وظلمات الزنازين، واغتيال الوطنيين الناشطين في منازلهم، وأمام عيون أفراد أسرهم؟
رغم كل ما بذله العدو الصهيوني منذ تأسيس كيانه في العام 1948 ، ومعه حلفاؤه، والمتواطئون العرب، لشطب اسم فلسطين من الجغرافيا والتاريخ، ومحو حضور الشعب العربي الفلسطيني، بحيث تندثر هويته الوطنية الثورية النضالية المقاومة، فإن جيل النكبة لم ينسى، والأجيال التي توالدت تحت الاحتلال، وفي المنافي، أبدا لم تنسى، وثبت أنها لن تنسى..وهنا كانت خيبة الرهان الصهيوني على اندثار الكبار، ونسيان الصغار.
حتى اللحظة ما زال العدو الصهيوني يعمل على تغيير هوية مدننا التي احتلها: حيفا، يافا، عكا، اللد، الرملة، الناصرة، وقرى، وبلدات الجليل، وطمس أسماء شوارعها، ويستبدلها بأسماء عبرية، ولكن شعبنا هناك يقاوم، ويتشبث بأرضه، ويصون هويته العربية.
وفي المنافي تفجّرت المقاومة قبل حزيران، ولم يكن قد مضى عقدان على نكبة فلسطين عام 48، وتأججت بعد هزيمة حزيران 67 لتبرهن للعدو بأن هزيمة الجيوش العربية ليست نهاية المطاف، وأن الحرب ستتواصل حتى تحرير فلسطين، كل فلسطين التي باتت كلها تحت الاحتلال.
لم يهنأ العدو الصهيوني بالراحة منذ أعلنت دولته الزائلة حتما، والذي نغص عليه، وأقلقه، وزعزع ثقته بمشروعه هو شعب فلسطين المقاوم العنيد.
راهن العدو الصهيوني على أنه بإخراج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت عام 1982، وتشتيتها في بلاد العرب، بأن تلك ستكون نهاية المقاومة، وبذبح أهلنا في صبرا وشاتيلا فإنه يكسر روح المقاومة في نفوس الفلسطينيين، وبعد أقل من خمسة أعوام تفجر الانتفاضة العارمة في الأيام الأخيرة من عام 1987 لتعيد الحضور للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني العظيم العنيد المقاوم الذي لا يمكن هزيمة روحه، أو تثبيط همته مهما اقترف بحقه من قتل، وتآمر، وخيانات..والكثير منها عربية رسمية!
المعركة الدائرة حتى اللحظة على قطاع غزة هي معركة في سياق الحرب الطويلة التي يريدها عدونا حاسمة لوجوده، منهية لهوية فلسطين العربية، مكرسة لبقاء الكيان الصهيوني في قلب وطننا العربي، منهية الفلسطينيين قضية وشعبا.
هناك أنظمة عربية تتمنى لو أن هذا يتحقق، فهي والصهاينة في تحالف معلن، ومضمر ..بهدف إنهاء قضية فلسطين، لما تسببه لهم من خوف على مستقبلهم..خوف من انفجار الجماهير العربية التي تغلي لفرط صفاقة الخيانة وفجورها.
من جهتنا نحن العرب الفلسطينيين فإن هذه المعركة تأتي في سياق حربنا المستمرة الطويلة لتحرير كامل تراب فلسطين من رأس الناقورة حتى رفح المصرية، وبمساحة 27005 كم مربع لا تنقص بوصة واحدة.
ليس الشعب الفلسطيني هو من يتنازل عن وطنه، وكرامته، ووجوده، وعظمة دوره..أبدا، وهذا ما تبرهن عليه غزة، وأهلنا الذين يخرجون من تحت الدمار، ويعلنون للعالم: نحن مع المقاومة، ونريدها أن تقصف تل أبيب، ولا تنازل عن حقوقنا.
ولغزة حقوق في الطريق إلى تحرير فلسطين.
لغزة الحق في الحياة..من ينكر على أهلنا الأباة في غزة حقهم في الحياة الحرة الكريمة، وهم الأجدر بهكذا حياة؟
نعم، يوجد من ينكر عليهم هذا الحق: الكيان الصهيوني، وأمريكا المجرمة التي يقتل أهلنا في قطاع غزة بطائراتها، وصواريخها، و..دول الغرب الاستعمارية الآفلة: بريطانيا المجرمة، وفرنسا..ودول عربية متآمرة تتغزل بالكيان الصهيوني علنا، ويلتقي حكامها بقادة العدو علنا، ويتعانقون معهم علنا..ويتبادلون معهم رسائل المحبة علنا.
أنا أسال هنا: من يثق بقطر والسعودية ؟!
هل تخوض المقاومة، بكافة فصائلها، معركتها العظيمة بصواريخ صناعة سعودية وقطرية؟! وهل تدرب هؤلاء البطال في معسكرات جيشي قطر والسعودية، على مقربة من القواعد العسكرية الأمريكية؟!
وهل حقا أن حاكم السعودية هو شيخ العرب والمسلمين؟ أليس هو من قدم المبادرة المسماة ( بالعربية) في مؤتمر قمة بيروت عام 2002 والتي تتنكر لحق العودة؟ أليست السعودية هي سبب خروجنا من بيروت بعد رفضنا مبادرة فهد عام 1981 في مؤتمر قمة فاس؟! أليست هي التي تعيث فسادا في كل بلاد العرب، هي وقطر التي شاركت حلف الناتو في تدمير ليبيا، وتخريب سورية بالمجرمين الذين تسلحهم وتدفع بهم للقتال والقتل بحجة الجهاد والإسلام؟!
نحن نلتقي هنا اليوم، لا لنقول: نحن نؤيد المقاومة، لا، فنحن من المقاومة، بدأنا حياتنا معها، ونواصل معها، ونبشر بخيارها، ونهجها، لأن هذا خيارنا الذي نتشرف بالانتماء إليه، كما شعبنا بكل شرائحه، وفي كل أماكن تواجده، في الداخل، وفي المنافي، وأماكن اللجوء.
من هذا المنطلق، من ثقافة المقاومة، من أن المعارك مستمرة في الحرب الطويلة..حرب تحرير فلسطين، فإننا لا بد أن نشير إلى الخلل الذي أسفر عن نفسه، وهو خلل سياسي كبير، في الأيام الأولى للمعركة، والذي تجلّى في المراهنات على المحاور، وهو ما أضر بسير المعركة رغم صلابة المقاومة وعظمتها المبهرة منذ اللحظات الأولى للمعركة.
استمر هذا الخطأ إلى أن أدرك الطرفان أن الضرر لكليهما سيكون فادحا، فتوجها إلى القاهرة في وفد موحد.
لا باس بالوفد الموحد، شريطة أن يكون موحد الرؤية، والموقف، والهدف، معبرا عن المقاومة الباسلة التي دفعت العدو لسحب جيشه بعيدا عن غزة، بعد أن أدرك استحالة اقتحامها، وفداحة الخسائر التي سيدفعها إن هو أقدم على ذلك.
هذا العدو المجرم الخبيث يريد أن يبقي غزة في الحصار، كما هو الحال منذ سبعة أعوام.
طيرانه يقصف وقت يشاء، والمعابر مغلقة، أو شبه مغلقة، بحيث يتحكم في طعام غزة، ودوائها، وفي الكهرباء، وفي الماء، وفي حركة أهلنا، فتعيش غزة بالكاد، وتتنفس بما يكفي لحفظها على قيد الحياة بين حياة وموت!.
لا، ليس لهذا تبدع المقاومة، وتمرغ أنف جيش العدو تحت نعال بواسلنا المقاومين، وتفرض على مستوطنيه أن يهربوا بعيدا عن مدى صواريخها، وأن يعيشوا في الملاجئ..في رعب لم يذوقوه من قبل.
لا، ليس لهذا يقاوم بواسل شعبنا، ويتحمل شعبنا…
ولهذا نرى، ونسمع مدى صلابة المقاومة، وقادة المقاومين الموحدين في الميدان، تحت الأرض، وفوقها، وهم يحددون بصلابة ودون مواربة مطالب شعبنا التي تكفل له حياة كريمة، وإلاّ فإن المقاومة ستتواصل، رغم الخسائر في صوف المدنيين الفلسطينيين.
أيها الحضور:
على مدى خمسة وثلاثين يوما عادت فلسطين نجمة تتألق في سماء العالم، وهذا مكسب لا يقدر بثمن، بعد أن غُيّبت، وتجدد حضورها بالمقاومة بعد أن تاهت في عتمات أوسلو، وما بعد أوسلو ..وبعد خسائرنا بالحواجز، والجدار، ومناطق أ..ب..ج، والتنسيق الأمني، والرهان على دور الوسيط الأمريكي، راعي ( عملية) السلام التي ذبحت مشروعنا الوطني، و..الصراع المهين بين السلطتين، الذي أنهك قوى شعبنا، وبهدل حضورنا عربيا، وعالميا.
العالم ينفجر في وجه الكيان الصهيوني، ولعل المفاجأة جاءت من أمريكا اللاتينية، وقادتها الثوار، وأنظمة حكمها الثورية التقدمية اليسارية، وهي غير إسلامية،وفي المقدمة: فنزويلا بقيادة مادورو، وبوليفيا بقيادة موراليس الهندي الأحمر الشجاع الذي يعرف أن من ذبح أسلافه وأبادهم، هو نفس العدو الذي يذبح شعبنا، ونيكاراغوا، والأرجنتين برئاسة رئيستها الشجاعة التي قررت إسقاط الجنسية عن أي شخص يقاتل في صفوف قوات الاحتلال _ بالمناسبة: لماذا لا تتخذ المغرب قرارا كهذا، خاصة وفي فلسطين المحتلة أكثر من ستمائة ألف يهودي مغربي؟!_ والبرازيل التي تقودها رئيسة شجاعة تقدمية ثورية، والرئيس، وقائد كوبا العظيم كاسترو الذي رغم مرضه تحامل على نفسه وأذاع بيانا باسمه ينحاز فيه لفلسطين، وشعب فلسطين، ويدين الكيان الصهيوني المجرم..والتشيلي التي تغلي وتتظاهر يوميا، والتي تضم أكبر جالية فلسطينية خارج الوطن العربي.
التظاهرات الحاشدة، وآخرها تظاهرة لندن أمس السبت 9 ، والتي ضمت قرابة مائة وخمسين ألف متظاهر رفعت رايات فلسطين، واسم غزة البطلة، والتي وصفت بأنها الكبر منذ عقد من السنين..وفي غير لندن، في كثير من العواصم الأوربية تتواصل التظاهرات والتجمعات، منددة بالكيان الصهيوني رافعة راية فلسطين…
عمال الموانئ في العالم يعلنون رفضهم إفراغ سفن الكيان الصهيوني، بما فيهم عمال موانئ أمريكية..هذا يحدث لأول مرّة!
العالم ملّ الكيان الصهيوني، وجرائمه، ووحشيتهن واستهتاره.
هنا نقول: العالم لا يمكن أن يكون معك وأنت خانع..العالم مع من يقاوم، ويثور، ويحمل السلاح مهما كان متواضعا لانتزاع حقه.
قد يقال: هناك نقطة ضعف..وأنا أعرفها، وحزين مثلكم بسببها: الحال العربي.. ولنبدأ من ( الجامعة) عنوان الضعف والهزال والتآمر، فجامعة الدول الأصفار، برئاسة التافه المرتشي الفاسد نبيل العربي لم تتحرك، ولا فعلت شيئا _ ربما كانت تتآمر في السر، وهي حتما كذلك _ الذي كان متحمسا جدا للعدوان الأمريكي على سورية..ومعه أنظمة الخليج التي بدأت الغزل مع الكيان الصهيوني بحجة الخوف من إيران..إذا كانت هذه الجامعة التافهة، وهذه الأنظمة التابعة لأمريكا، المحتلة دولها بالقواعد الأمريكية صامتة، بل وفرحة بما يحدث لأهلنا في غزة، وهي حتما مفاجئة بأداء المقاومة، وبشجاعة شعبنا الأسطورية..فلا عجب من تآمرها وصمتها المتواطئ..ولكن العجب العجاب هو من حال الجماهير العربية التي باتت متعبة بعد أن اختطفت حراكاتها، وهباتها الشعبية، وحرفت عن مسارها، واخترقت، وباتت نهبا لداعش والنصرة، بمرجعية سعودية قطرية تركية، وتوجيه أمريكي صهيوني.
مع ذلك علينا أن لا نيأس فهناك جماهير عربية تتحرك في بلاد العرب، ولعل تظاهرة صنعاء العاصمة اليمنية أمس السبت، وهي عارمة وحاشدة، تبشّر بيقظة شعوبنا، وخروجها من حالة اللافعل، ونهوضها لنصرة أهلها في فلسطين..أهلها في خط الدفاع الأول عن الأمة، وأقدس قضية في حياتها، القضية التي على ضوء مآلها سيتحدد مصير الأمة، ومستقبلها.
هذه المعركة ليست ملكا لحد، فهي معركة شعبنا الفلسطيني كله، والبرهان أن أهلنا في فلسطين ال48 هبوا منحازين منذ الساعات الأولى معلنين أن غزة وشعبها أهل…
والبرهان أن أهلنا في الضفة يقدمون الشهداء يوميان ويتظاهرون، ويصعدون فعلهم الانتفاضي العارم ن ويربكون مخطط العدو الذي أراد أن يستفرد بغزة تحت عنوان: الحرب على ( حماس)…
شعبنا يحتضن كل مقاوم، دون التوقف عند تفكيره السياسي، وهو يريد من كل مقاوم، ومن كل فصيل أن يجعل فلسطين غايته، وهدفه، وأن لا يضل الطريق…
الانتصار في هذه المعركة سيضيف لرصيد شعبنا، وسيقرّب فجر فلسطين، ولذا نقول للجميع لا تلعبوا بالدم، والتضحيات، وتتسابقوا على المكاسب الآنية التي تمزق الصفوف، وتضيّع الهدف، وتفقدنا ما تراكم من تأييد لشعبنا، وقضيتنا، وتعيدنا إلى المتاهة من جديد.
عاشت المقاومة البطلة في غزة..وفي كل فلسطين، نهجا وخيارا.
عاشت فلسطين حرة عربية
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
العزة والكرامة لشعبنا العظيم..شعب البطولات والمعجزات.
نص كلمة الكاتب في الاحتفالية الثقافية التي أقيمت مساء الأحد 10 آب الجاري، في فضاء ( منتدى الفكر الديمقراطي) بعمّان، وبحضور حشد متميز من المثقفين، والمناضلين، ووفد قادم من فلسطين ال48 .