معطيات معركة البادية السورية وأهدافها الاستراتيجية ..! – اكرم عبيد
ما بعد انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه في معظم الجغرافية السورية مازالت المعارك مستمرة وبشراسة وخاصة في عمق البادية انطلاقا من ريف السلمية الى الريف الشرقي الحلبي وربط المحوريين ببعضها والتوجه نحو الجنوب الى ريف السويداء لتبدأ اهم العمليات العسكرية الاستراتيجية الكبرى في المنطقة لملاحقة فلول الارهاب والارهابين وتطهيرها من رجسهم واجرامهم واستعادتها لحضن الدولة الشرعية وحماية وحدة الاراضي السورية وسيادتها واستقلالها الوطني .
وانطلاقا من هذه المعادلة بدأت اهم العمليات العسكرية الاستراتيجية السورية الكبرى في عمق البادية التي لم تشهد سورية مثيلا لها منذ نيف وست سنوات على اعلان الحرب العدوانية الكونية لربط الحدود السورية – العراقية ببعضها لقطع الطريق على قوات الاحتلال الامريكي وحلفائها وعملائها وعصاباتها الغازية للمنطقة الشرقية في سورية وبعض المواقع على المثلث الحدودي السوري الاردني العراقي ” التنف ومحيطها ” نظراً للأهمية الاستراتيجية التي تتميز بها هذه المنطقة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والعسكري لعدة اسباب اهمها:
اولاً: بعدما انهارت العصابات الوهابية التكفيرية في سورية والعراق تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة والجيش العراقي والحشد الشعبي من جهة اخرى والوصول الى الحدود العراقية السورية تدخلت الادارة الصهيوأمريكية بشكل مباشر على الصعيد العسكري بالتعاون والتنسيق مع حلفائها وعملائها الصغار المتصهينين في المنطقة حتى لا تخرج من المعادلة بخفي حنين ومن المولد بلا حمص بحجة محاربة عصابات داعش وحماية مخيمات اللاجئين ومعسكرات عصاباتها الارهابية المعتدلة المزعومة لكن الهدف الحقيقي للاحتلال الامريكي لهذه المنطقة يتمثل بشكل واضح وصريح بأبعاد الخطر الايراني في حال التواصل مع العراق وسورية والمقاومة في لبنان وفلسطين على الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة اولاً والانظمة العربية المتصهينة من الاردن الى النظام الوهابي التكفيري السعودي وغيره من الانظمة المتصهينة في الخليجية وغيرها
اما النقطة الثانية فهي تكمن في أهمية الإنجاز العسكري للجيش العربي السوري وحلفائه في عمق البادية السورية وانجازات الحشد الشعبي العراقي على الطرف الاخر من الحدود العراقية فكان الهدف الثاني للعدو الصهيوامريكي وحلفائه وعصاباتهم يتمثل بمنع تقدم القوات السورية نحو الحدود السورية العراقية وتجاوز الخطوط الحمراء التي خططوا لها لكنهم فشلوا بشكل مذل ومهين وحاولوا استعادة شيء من ماء وجههم المسفوح تحت احذية الجيش السوري الباسل وحلفائه وصعدوا من عدوانهم عليه ونفذوا ثلاث غارت عدوانية مع حلفائهم لردعه لكن النتيجة جاءت على عكس ما تشتهي الادارة الصهيوأمريكية التي توهمت مع اذنابها انهم سيرعبون الجيش العربي السوري وقيادته التي فاجأت الجميع بتجاهل الانذارات والتحذيرات الصهيوأمريكية وردت على العدوان باستهداف مواقع قوات الاحتلال الامريكي في محيط التنف واستمر التقدم المتسارع للجيش العربي السوري وحلفائه ليصل الى الحدود العراقية السورية ويطهر العديد من النقاط التي كانت تحتلها عصابات داعش واخواتها من العصابات الارهابية والتقى الجيش العربي السوري وحلفائه مع الاشقاء من الحشد الشعبي العراقي على الحدود ليسقطوا الاهداف الاستراتيجية الامريكية تحت اقدامهم ويوجهوا صفعة قوية للإدارة الامريكية واذنابها التي فشلت عمليا من تحقيق اهدافها في اقامة ما يسمى منطقة آمنة للسيطرة على دير الزور والرقة والشمال السوري وخاصة بعد الصراعات الخليجية بين النظام الوهابي التكفيري السعودي والنظام القطري مخلب القط الارهابي الصهيوامريكي مما انعكس سلبا على التحالف الصهيوامريكي الجديد في المنطقة ضد محور المقاومة والصمود كما انعكس على واقع العصابات الارهابية التكفيرية في سورية التي انفلتت في قتال بعضها البعض وهذا ما يؤكد مصداقية القيادة السورية ومحور المقاومة في مواجهة الارهاب والارهابين وانطلاقا من هذه المعادلة وما زال الجيش العربي السوري وحلفائه يتقدمون في الميدان بشكل متسارع ويلاحقون فلول العصابات الارهابية ويحققون الانتصارات المتتالية وهاهم اصبحوا على تخوم السخنة لحسم معركتها واجتثاث الإرهاب والتوجه الى دير الزور لفك حصارها وتحريرها لإطلاق الرصاصة الاخيرة على المشاريع والمخططات الصهيوأمريكية في سورية والعراق والمنطقة بشكل عام .
وبعدما شعرت الادارة الصهيوأمريكية بشكل جدي بفشلها في تحقيق اهم اهدافها الاستراتيجية تعمدت استخدام عصاباتها في دير الزور وخاصة ” عصابات داعش ” للتصعيد العسكري وتكثيف الهجمات على وحدات الجيش العربي السوري المحاصرة لفرض اجندتها وحضورها بالقوة في المنطقة الشرقية وباديتها الغنية بالثروات الباطنية وخاصة البترول واحتوائها على كمات هائلة من الغاز التي يحاولون احتلالها واستثمار ونهب ثرواتها .
ومن جانب اخر حاولت الادارة الصهيوأمريكية وحلفائها احياء غرفة الموك في الجنوب السوري والمزيد من التصعيد العسكري في درعا لكن الجيش العربي السوري وحلفائه استوعبوا اشرس الهجمات واعنفها وتقدموا في بعض المواقع وتدخلت بعض الجهات الحليفة بطلب من بعض العصابات لوقف هجوم الجيش العربي السوري لمدة ثمانية واربعين ساعة لإجراء تسوية كبرى
قد يبدأ العمل من اجل تنفيذها مما يزعج العدو الصهيوامريكي الذي فشل في الرهان على عصاباته الوهابية التكفيرية المهزومة تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه في معظم الجغرافية السورية والتي ترافق مع استراتيجية التسويات في مناطق مهمة كانت تحت سيطرة العصابات المسلحة من دمشق وريفها الى حمص وحلب والقنيطرة ودرعا فاستوعبت القيادة السورية الشرعية البعض من المسلحين الارهابيين في تسويات معقولة ومقبولة وخرج البعض الاخر مع عائلاتهم الى ادلب مما احرج ما يسمى المعارضة السورية المزعومة واسيادهم بقيادة العدو الصهيوامريكي .
akramobeid@hotmail.com