الأرشيفثقافة وفن

مقابلة موقع الصفصاف مع الفنانة المصرية دينا الوديدي

قابلها في أوسلو نضال حمد

وجه بشوش تعلوه بسمة جميلة، وابتسامات توزع من مصر على العالم، بردائها الأبيض الذي تداخلت فيه بعض الخطوط الخضراء والحمراء الرفيعة، تعبيرا عن ذوق رفيع في انتقاء اللباس الذي يناسب لون الغناء ويجعل المشاهد والمستمع يمضي مع صوتها وألوان لباسها الى الخيال المصري. بشعرها الأسود الطويل المتمايل فوق كتفيها، وبلكنتها المصرية المحببة لنا نحن أهل بلاد الشام والهلال الخصيب وسورية الكبرى، اللكنة التي تربينا عليها تلفزيونيا وسينمائيا وعرفناها منذ صغرنا من خلال الأفلام المصرية والغناء المصري، استقبلتنا ابنة النيل العريق، الحيّ الذي لا يموت، في مقر إقامة حفلها الفني بأوسلو. وهي الفنانة المتنوعة والباحثة عن الجديد في قالب شعبي قديم وفي تقديم حديث، هي التي أنشدت السيرة الهلالية وأغنيات ذات معاني كبيرة وعميقة مثل أغنياتها: الحرام، أحيه أحيه،  بيبان، الخ. وللجيل الذي عرف الشيخ إمام عيسى الفنان الثوري الضرير، الذي كان عنوانا للصراع مع أعداء الأمة وضد الحكام الطغاة، الذي كانت ومازالت أغانيه تصدح في مخيماتنا الفلسطينية، وفي لبنان إبان الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وفي سورية العربية. أقول ان دينا الوديدي أدت مع فرقة “حبايبنا” العديد من أغاني الشيخ إمام عيسى و غيرها من الأغاني التقليدية التراثية. مما يعني ان الفنانة صاحبة موقف وعندما يكون الفنان صاحب موقف يصبح أكثر شعبية وقبولا عند الجمهور صاحب الموقف أيضا.

صوت دينا مميز وجذاب، يدخل الإذن فيصل الى القلب بسرعة الصوت.عند سماعها تحال نفسك في أزقة وحارات القاهرة والإسكندرية، أو في الريف المصري وفي الصعيد تصعد مع مصر نحو السماء.  لها تجربة فنية في البرازيل مع المعلم الفنان (جيلبيرتو جيل) وتقول انه تعلم منها حب الشرق ومصر والمزج وإدخال هكذا أنواع من الأصوات في موسيقاه. حيث غنى معها بالعربية وغنت معه بالبرتغالية مع أنها لا تعرف البرتغالية ولا هو يعرف العربية. أنها لغة الموسيقى والغناء فوق كل اللغات.

في أوسلو التقينا بها يوم 3-3-2014 حيث أجرينا معها حوارا قصيرا قبل بدء الحفل بوقت قليل.

بداية اسمحي لي أن أرحب بك في أوسلو باسم موقع الصفصاف الاخباري الثقافي العربي النرويجي

لو سمحت حدثينا قليلا عن نفسك وعن فرقتك وعن سبب الزيارة الى النرويج؟

اسمي دينا الوديدي فنانة مصرية، بدأت الغناء سنة 2008 في فرقة غنائية اسمها فرقة الورشة.  مع المخرج حسن الجرتلي، فرقة الورشة تشتغل على إعداد وتأهيل ممثلين وفنانين وغناءين وحكاءين، كي يتعلموا الحكيّ والغناء والتمثيل بنفس الوقت. مكث هناك ثلاث سنوات وتعلمت غناء شعبي وغناء له علاقة بالتراث المصري وبعد ذلك وبعدما  اندلعت الثورة في مصر، قررت ان اعمل مشروعي الخاص بي. وعملت المشروع وأنا اليوم هنا في أوسلو للمشاركة في يوم حرية الموسيقى مع الباند الخاص بي. وسوف نقدم لأول مرة في أوسلو حفلة، ولا أشارك أنا وفرقتي فحسب، لسنا لوحدنا، كذلك معنا اثنتان من أهم الستات المغنيات في مصر ( فريدة وصباح) وهما امتداد للتراث المصري المتعلق خصوصا بغناء الزور. سوف تشاركا معي في الحفلة بوصلات غنائية مصرية من غناء الزور.

ما هو غناء الزور؟

       غناء الزور هو نوع من أنواع الموسيقى الموجودة في الصعيد وفي مصر وفي أماكن أخرى من البلاد العربية. وفي كل العالم لكن لها علاقة أكثر بالتواصل مع الروح بشكل معين. وسوف تقدما الليلة ثلاث وصلات من وصلاتهن الغنائية وأنا طبعا سوف أشارك معهن في الأغنيات، ثم أنا أقدم أغنية مع الفرقة وهما تشاركان أيضا معي في الأغنية. سنعمل حاجة هنا في أوسلو، سوف تعرض لأول مرة.      

من يكتب لك كلمات أغانيك؟

 الذين يكتبون لي شعراء من جيلنا مختلفين شوية مثل الشاعر جرجس شكري وميدو زهير ومصطفى ابراهيم ومنتصر حجازي وهاني فؤاد، وفلكلور وحاجات لها علاقة بالتراث وعدة حاجات مختلفة. يعني ليست كلها حاجة واحدة.

 وماذا تقولين عن رحلتك الى البرازيل ضمن منحة دراسية ؟

   لي تجربة مع أبي الروحي الفنان البرازيلي جلبرتو جيلو حيث أخذت معه منحة دراسية لمدة سنة.

يعني بتغني بالبرتغالية؟

لا … بس مرة غنيت مع جلبرتو بالبرتغالية وهو غنى معي بالعربية. ولكني بصراحة لا أتكلم اللغة البرتغالية.

ماذا تقولين للجمهور العربي في أوسلو؟

أنا مبسوطة جدا لأنها المرة الأولى التي احضر فيها الى أوسلو والصراحة لأنها أول مرة اعرض مع الستات العظيمات، ستات (مزاهر) على نفس المسرح مباشرة. هن سجلن معي في الألبوم الأول الخاص بي، وأنا متحمسة جدا لمعرفة ردة فعل الناس، واستقبالهم للموسيقى الخاصة بنا، ومتحمسة جدا لتجريب حاجة جديدة أول مرة اعملها هنا. ومتحمسة لأننا نشارك في يوم حرية الموسيقى ولأننا سنستطيع غناء ما نريد غناؤه من دون رقابة وعوائق.

دينا وفريدة في حفل أوسلو أغنية مشتركة – مارس 2014