مقالة من الصحافة الصهيونية… – زلمان شوفال
بين (اسرائيل) والفلسطينيين لكنه يمكن أن يكون حلا مؤقتا…!
لكن الاقتراح الذي يزداد تسارعا أكثر من غيره في العالم وعندنا ايضا يرى أن الصيغة السحرية هي جعل أبو مازن المسؤول عن غزة. وتكلم “المحلل السياسي” اوباما من واشنطن في نهاية الاسبوع على هذا النحو (مع تطرقه الى مجالات يصعب ألا نُعرفها بأنها تدخل في الشؤون الداخلية لدولة اخرى). ويتهم مؤيدو هذه الفكرة رئيس الوزراء نتنياهو بأنه اعترض من قبل على “المصالحة” بين فتح وحماس، ومنع مسارا ايجابيا لو تم لسيطر “معتدلو” أبو مازن في اطاره على متطرفي خالد مشعل. بيد أنهم لم نسوا فقط كما يبدو أن أبو مازن لا يكاد ينجح في فرض سلطته حتى على الارض التي تخضع لسلطته في ظاهر الامر، بل نسوا أن التاريخ يعلمنا أنه حينما تتحد جهة ايديولوجية متطرفة حتى لو كانت أصغر مع جهة أكثر اعتدالا، يتحدد الامتزاج بعد وقت قصير على صورة الجهة المتطرفة، وهذا ما كان في روسيا بعد الثورة، وفي المانيا بعد انتخابات 1933 ايضا.
ويحاول من يشتكون من موقف اسرائيل بشأن هذه “المصالحة” أن يقنعونا ايضا بأنه لو سار نتنياهو في اتجاه الفلسطينيين في التفاوض العقيم الذي دام تسعة أشهر لما أطلقت علينا حماس قذائف صاروخية ولما قتلت الفتيان الثلاثة، ولما دبرت ذبح سكان غلاف غزة بواسطة الأنفاق، دون أن يُبينوا بالطبع كيف تجعل التنازلات لأبو مازن منظمة حماس – التي ترفض كل مصالحة تقوم على مجرد الاعتراف بوجود اسرائيل والتي تسعى مثل الحركات الأخوات لها في العراق وسوريا الى القضاء المادي على كل “الكُفار” – تجعل حماس تبحث عن السلام فجأة.
وأقول بالمناسبة إن اعتدال سلطة أبو مازن محدودة الضمان ايضا؛ فما زالت تستعمل في كل مدة نشاطها السياسي حتى بعد عرفات، استراتيجية وتكتيكا يقومان على عدم الاستعداد للتوصل الى مصالحات، وهي ايضا لا تعترف من جهة ايديولوجية بحق الشعب اليهودي في دولة له. فمن المعقول أكثر اذا امكان أن الاتحاد بين السلطة الفلسطينية وحماس لن يفضي الى تهدئة غزة بل سيجعل المنطقة التي تقع الى الشرق منا دولة لحماس في حين تجد اسرائيل نفسها بين مقصين ارهابيين.
الثلاثاء:12/8/2014