مقهى أبو دياب – عيسى العلي للعودة – الحلقة السابعة
مقهى أبو دياب – عيسى العلي للعودة – ذكريات وحكايات مخيم عين الحلوة
كان الشهيد لطفي زيدان أبو غسان وشقيقه جمال زيدان – أبو جميل ووالدهما جميل زيدان أبو جمال من رواد المقهى. طبعا لا ننسى أيضاً العم الكبير أحد أساطير المخيم، صالح العبد – أبو حسن المطهر – حيث كتبنا عنه في السابق حلقة خاصة ضمن حلقات سيرة مخيم عين الحلوة.
من رواد مقهى أبو دياب العلي كان أيضاً خالد الحاج الملقب “خالد ملونه” وهو كان من الفدائيين الأوائل، الذين التحقوا بالعمل الفدائي في ذلك الوقت من الزمن المخيمي. كما يقول صديقي صالح العلي أنه كان من رواد مقهى والده، السيد أبو عصام هنطش وهو وعائلته الوحيدين ربما من مدينة طولكرم أو من مدينة جنين الذين لجأوا الى مخيم عين الحلوة بعد النكبة.
كنا في الحلقات السابقة وخاصة السادسة تحدثنا عن شهداء هبة نيسان من رواد المقهى وعن الشهيد الفذ جلال كعوش أسطورة فلسطينيي لبنان. فمن شهداء هبة نيسان كان أيضأ الشهيد مفلح علاء الدين من بلدة صفورية ومخيمنا عين الحلوة. كان من رواد المقهى كما رفاقه الشهداء. هذا ولازال قبره بجوار قبور شهداء الهبة في مدرسة المخيم على مدخله الشمالي قرب المستشفى الحكومي. شاهداً على مرحلة أليمة وظالمة فيما يخص مخيمات شعبنا بلبنان وظلم وقمع السلطات اللبنانية في ذلك البوقت من الزمن. الآن لا يختلف الوضع كثيرا في المخيمات لكن بشكل أكثر حضاري وحداثي يتناسب مع تطور الزمن والعصر.
سجل مقهى ابو دياب العلي حضوراً للشهداء ومنهم أيضاً الشهيد نبيل البُنيّ من بلدة السميرية وكان معروفاً ما صديقنا الدكتور بسام البُنيّ “العصفور”. وأيضا هناك عصام الخطيب – أبو سليم من بلدة شعب حيث كان من رواد المقهى.
كما اسلفنا في وقت سابق كان هناك حضور قوي للحزب القومي السوري الاجتماعي ف يالمخيم. ومن بين منتسبيه وأنصاره كان هناك أيضاً: أبو غالب عبد الغني، الذي قام بتسمية أحد أبنائه “سعادة”. كما وفعل الشيء نفسه “الخال” ضرار بدر أو (سعد) من بلدة (المزرعة) وهو والد الصديق ايهاب بدر في اوسلو. كما أنه كان رفيقاً معنا في صفوف جبهة التحرير الفلسطينية بقيادة الشهيد طلعت يعقوب. وهو أيضا عم الصديق والرفيق العزيز الراحل الدكتور علي خالد بدر الذي سبق لي وكتبت عنه حلقتين خاصتين بعد وفاته. الخال ضرار أيضا اطلق على أحد اولتده اسم “سعادة”. وسعادة سوف يقرأ هذا الكلام عنه وعن والده وعن الزعيم سعادة وعن مخيمنا وعن مقهى أبو دياب العلي.
تمت التسميات بين المواليد في المخيمات نسبة للزعيم انطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي كما فيما بعد اصبحنا نسمع بأسمي جمال وناصر في كل مكان نسبة للزعيم المصري العربي القومي الناصري جمال عبد الناصر.
من الذين انتموا لحزب سعادة نجد كل من محمود الأمين محمود الأمين مختار بلدة السميرية. كذلك الأستاذ لطفي سبلان أحد أ‘نمدة التعليم والتربية في المخيم. الاستاذ لطفي سبلان كان من أعضاء أو أنصار الحزب. كما كان المرحوم وفيق حمادي – أبو صخر من المؤيدين للحزب ولا ندري إن كان عضواً كامل العضوية أم كان فقط مجرد مناصر للحزب.
طبعا من جيل الشباب في تلك الفترة كان من رواد المقهى أيضاً الأستاذ طارق الصاوي وحسن خطاب وابراهيم حجير وفيصل خطاب. ويقول صالح العلي يجب أن لا ننسى أيضا: “جارنا أبو رياض من يافا وأولاده جمعة ورياض وزهير ومحمد وباسم وخالهم محمد المصري – أبو جمال -… كما كان هناك حسن المصري وأخوته حسني وفاروق وغازي وزوج أختهم رجب المصري وهم من مدينة يافا أيضا. كانت أمهم السيدة أمينة باز “أم الحسني” التي عملت في مطعم الأونروا في المخيم ومعها أم علي الخطيب من بلدة السميرية.
في تعقيبه على ما كتبه شقيقه صالح العلي عن رواد المقهى ودار المصري في مجموعة ذاكرة أل الصفصاف، مكان نشر الحلقة السادسة من حكايات مقهى العودة لأبي دياب العلي، قال دياب العلي: “أبو جمال إسمه أحمد المصري وليس محمد أما رجب زوج بنت أم الحسني فإسمه رجب البيروتي وهو أيضا يافاوي من يافا، إلا أنه من أصل بيروتي. فقد كان جده جاء للعمل والعيش في فلسطين قبل النكبة وأصبح فلسطينياً”.
شخصياً لاحظت ملاحظة دقيقة للصديق دياب العلي ذكر فيها أن سكان المدن الفلسطينية الذين لجأوا الى لبنان ومخيماتها كانوا في غالبيتهم من الحرفيين وأصحاب المهن والحرف الصناعية وامتازوا باتقان تلك الحِرّف.
فكان منهم مثلا: ” دهان، سباك، صياد، فوال، قزاز، كوّى، نجار، حداد، مجلخ، مبيّض، كندرجي، خياك، حلاق، بنّاء، حلونجي، سائق حافلة أو سائق قطار مثل الراحل (أبو محمد الغاندي) وكنا ذكرناه في حلقات سابقة.
وعن الشهيد جلال كعوش قال دياب العلي:” بينما كُنا أنا وشقيقاي يوسف وعلي نسير في شوارع مدينة فاس المغربية العريقة، فوجئنا بشارع بإسم الشهيد جلال كعوش. كما أن هنالك شارع في طرابلس الغرب بليبيا بإسم الشهيد جلال كعوش. مشيت فيه مئات المرات حيث كان قريبا من مكان سكني عندما عملت في ليبيا في سبعينات القرن الماضي”.
هذه التسميات للشوارع بإسم شهداء فلسطين منذ الستينيات وحتى يومنا هذا، إن دلت على شيء فإنها تدل على أننا أمة واحدة فعلاً لا قولاً. هذا وإن كره ذلك كل أنذال الأمة وحكامها المستسلمون وبعض رعاعها من الضعفاء والمهزومين والمستسلمين. ففلسطين هي وجهة كل عربي وقبلته المسلوبة. هذا يذكرنا بالقومي العربي الأول، ابن اليمن، الذي كان يتردد على مقهى أبي دياب العلي في مخيم عين الحلوة. الرئيس المناضل قحطان الشعبي الذي كان في حرضكة القوميين العرب يناضل لأجل تحرير اليمن وتحرير فلسطين، حيث أصبح أول رئيساً لجنوب اليمن بعد التحرير.
يتبع
اعداد موقع الصفصاف ونضال حمد
25-11-2021