ملاحظات تربوية حول إلغاء مجانية التعليم في العراق !!!
د.عامر صالح :
أثار الحوار حول إالغاء مجانية التعليم ما بعد التعليم المتوسط في العراق الكثير من النقاش والاعتراض والامتعاض لما اقدم عليه الوزير الاسبق للتعليم العالي علي الاديب ورئيس الكتلة البرلمانية لدولة القانون. ورغم كل المبررات التي تسوق وراء هذا الاجراء, إلا إننا نسجل بعض من الملاحظات الاساسية والمفصلية ذات الطابع التربوي, وما ينطوي عليه هذا النمط من التفكير اللاعقلاني في ظروف العراق المستعصية:
1 ـ أن إلغاء مجانية التعليم يعني أن هناك جيش من العاطلين الذين لا يمتلكون من المؤهلات ما يعينهم على المنافسة في سوق العمل وتلبية احتياجته والذي يتطلب الحدود المعقولة من إجادة المهارات المهنية ومتطلبات احتياجات السوق.
2ـ ان الغاء مجانية التعليم يعني انه الاكتفاء في المرحلة المتوسطة وهي مرحلة لاتعني شيئ سوى الاكتفاء بهذا الحد من التعليم ومن المعارف التي لا تجدي نفعا مهنيا, وبالتالي ترك الدارسين في مهب الريح.
3 ـ أن الغاء مجانية التعليم يعني ما يعنيه هو فسح المجال لجيش الاميين والعاطلين عن العمل أن يتصدرو المشهد بكل اوجاعهم ومعاناتهم وهم لا يمتلكون من الخبرة والمهارة ما يكفي !!!.
4 ـ ان ألغاء مجانية التعليم يعني ما يعنيه ان هناك ردة ونكوص ثقافي لأجيال من الدارسين, وهم مهدديين بالعودة الى الامية الابجدية او الحضارية
5 ـ مع الوقت وبفعل هذا الاجراء إن صح سيضمحل دور الطبقة الوسطى ويحول المجتمع الى شرائح من الأميين الغير قادرين على المساهمة في عمليات البناء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
6 ـ ان هذا الاجراء سوف يساهم بشكل كبير في العزوف عن التعليم وعدم الالتحاق به لتكلفته الباهظة وبالتالي سيسهم هذا الاجراء في رفد البيئة المحلية بعوامل الانحراف والجريمة بمختلف ألوانها وسيسهم بتعقيد ظروف العيش والتفكك الاسري.
7 ـ ان ألغاء مجانية التعليم يعني أثقال للاسرة العراقية وبالتالي عدم المقدرة على الانفاق على التعليم في مراحله اللاحقة مما يسهم في ضيق العيش وتعقيد ظروف الاستقرار داخل الاسرة, مما يجعل التزامتها اكثر تعقيدا من خلال بقاء الطفل في البيت لسنوات غير معلومة.
في ظروف مثل العراق كان يفترض على الدولة العراقية ان تتحمل المسؤولية الاكبر في الخدمات من صحة وتعليم وغيرها من الخدمات ولا تسمح بهكذا مهاترات من الاديب وغيره ان يعبثوا في الثوابت الوطنية والتاريخية, وفي الحقوق الانسانية التي اصبحت من المسلمات التي لا يجوز المساس بها, ولكن الاسلامويين من الاديب وغيره ومن اللاهثين وراء المال وتحت شعارات الاقتصاد في النفقات يريدون خلط الاوراق في محاولة لحرمان شعبنا من الخدمات المسلمات وللامعان في الفساد بمختلف مظاهره !!!!.