مناورات مكافحة الارهاب البولندية الأمريكية المشتركة تضع سيدة مسلمة هدفاً إرهابياً محتملاً…
كتب رئيس التحرير نضال حمد:
هل هناك مسؤول سياسي وأمني في بولندا كلها وفي شرطتها يستطيع وضع شخص يهودي بلباسه الديني كهدف إرهابي محتمل؟..
هذا فيما يخص بولندا التي لا تختلف كثيراً عن قائدتها وقدوتها الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الخارجية. لكن الولايات المتحدة الأمريكية قارة زامبرطورية استعلائية امبريالية عدوانية ضخمة، مع أنها في بعض الأوقات تبدو لي مثل مستوطنة “اسرائليلية” صهيونية يحكمها المستوطنون المتطرفون..
الطرفان في مناورتهما المشتركة يوم ١٩-٤-٢٠٢٣ وضعا سيدة مسلمة هدفاً إرهابياً محتملاً لهجوم اسلامي ارهابي، تدربت الشرطة البولندية برفقة مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي على التعامل معه وتحييده. بحسب الشرطة البولندية على موقعها الإلكتروني، فإن التدريبات هدفت إلى تحسين مهارات الضباط والخدمات المشتركة والتعاون والاعداد للاستجابة للتهديدات واسعة النطاق.
فيما يخص ذلك قالت الناشطة البولندية المسلمة والمدافعة عن حقوق الانسان كارولينا مازورك “وصمة عار على شرطة بولندا”. وطالبت المسلمات والمسلمون في بولندا بدعمها في رفع دعوى قضائية ضد الشرطة البولندية في محافظة بولندا الكبرى وعاصمتها بوزنان. وشاركها في تأييد موقفها الشاعر البولندي المسلم والمدافع عن حقوق الانسان وصديق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، غجيغوش ياجي غنيادي. ووجه بدوره نداءا للمسلمات وللمسلمين لدعم كارولينا والدفاع عن حقوقهم والوقوف بوجه العنصرية والاسلاموفوبيا في بولندا. كما أضاف غجيغوش غنيادي: “لقد أرسلت بالفعل احتجاجاً شديد اللهجة إلى مقر الشرطة الإقليمية في بوزنان، وللمشرف عليه بيوتر مونكا”.
منذ نشر الخبر والصور على موقع الشرطة البولندية أخذت الانتقادات لشرطة بوزنان تتدفق بسبب حقيقة أن الصورة واختيارها كانا صادمين وانتقائيين.
هناك سيدة علقت في الفيسبوك: بالطبع أخذوا امرأة مسلمة لدور المفجر. هي اعادة انتاج نمطية للصور الضارة اجتماعياً والتحيزات ضد الأقليات الدينية. مبروك للشرطة البولندية.
“أعترف أنني أشعر بالذهول من صور تمارين Wolf-Ram-23 ،
فبصرف النظر عن سيناريو الخوف من الإسلام ، فإن الأوقات الذي كان يعتقد فيها أي شخص أن الارهابي هو المسلم قد ولت”… هذا ما قاله المغرد البولندي رافاي سوكوي، وهو محامي حقوق الإنسان، على تويتر واتفق مع رأيه كثير من المعلقين البولنديين.
في موقع شرطة بولندا الكبرى وتحت الخبر، سأل أحد مستخدمي فيسبوك مباشرة: “لماذا المرأة ولماذا ترتدي الحجاب؟” ورد مدير الملف الشخصي بأنه كان هناك أيضًا “رجل على كرسي متحرك يحمل قنبلة”.
فيما قال أندريه بوروفياك، المتحدث بإسم قيادة الشرطة الإقليمية في بوزنان، في مقابلة مع وسيلة اعلامية بولندية، عند سؤاله عما إذا كان الطابع الإرهابي لا يمكن أن يكون أكثر حيادية.
“يفضل طرح مسألة اختيار الشخصية الإرهابية على مكتب التحقيقات الفيدرالي، لأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي هو مؤلف السيناريو” –
إجابة المسؤول في الشرطة البولندية تعني أن بولندا ليست صاحبة قرار حتى في بلدها، مادامت قبلت بالسيناريو الأمريكي وتطبيقه على أرضها. هذا يعني كذلك أنها توافقهم الرأي بأن الارهاب اسلامي. يبدو أن القرار يعود للحليف والقائد الأمريكي فهو يقدم السيناريو. فيما تنفذه بدون نقاش بولندا ودول الاتحاد الأوروبي والناتو والحلفاء في العالم.
أيها الاسلاموفوباوييون!
أوقفوا كراهيتكم وعنصريتكم واسلاموفوبياتكم عن المسلمين والمسلمات ..
لن تستطيعوا نزع “الحجاب” عن رأس أي امرأة مسلمة مادامت هي نفسه لا تنزعه ومازالت مقتنعة به.
أيها الاسلاموفوباويون البولنديون!
أنتم تسيئون أولاً لشعبكم البولندي الذي عرفته شخصياً منذ عشرات السنين شعباً كريماً، طيباً، متسامحاً ومتفهماً للآخرين… أما الآن معكم ومع حلفيكم وقائدكم الفدرالي الأمريكي تنتشر الكراهية والتمييز والعنصرية في صفوف بعض شبابكم وشعبكم…
رغم ذلك هناك اليوم كثيرين من البولنديين لم يتغيروا فلازالوا محبين للآخرين. لكن أيضاً وبالرغم من كل ذلك، نجد أن هناك فئة أكبر ممن تسود فيهم وبينهم روح الكراهية والتمييز والعنصرية، روح العداء للاجئين وللمهاجرين الأجانب وللمسلمين والعرب والأفارقة بالذات. هنا استطيع القول أنه في هذا الشأن تتحمل السلطات الحاكمة والأحزاب اليمينية الشعوبية المتطرفة المسؤولية عن ذلك.
أخيراً أين هي سفارات الدول الاسلامية والعربية في بولندا؟ تأكدوا أيها العرب والمسلمون أن بولندا هي التي بحاجتكم وليس العكس فالتبادل التجاري والعلمي بين الطرفين كبير ومتشعب وله عمر مديد. لذا بإمكانكم وتستطيعون الضغط على حكومة بولندا لتغيير سياساتها اتجاه المسلمين بالذات ومن أجل محاربة الاسلاموفوبيا والعنصرية والتمييز والكراهية
موقع الصفصاف – وقفة عز
نضال حمد
24-4-2023
