منعطف و خطاب و عـــار …؟ – ياسر قشلق
مؤتمر فتح السابع منعطف تاريخي هام في عمر القضية الفلسطينية
فقد انتصر المؤتمرون على المؤامرة التي يقف خلفها الـــ” لا أحد” ، واتجهوا مباشرة نحو المنعطف, لكن القضية بحد ذاتها حملت كلا ابنيها ( المقاومة والنضال ) و نزلت قبل دخول المنعطف بقليل متذرعةٍ بمغصٍ طارئ في ضميرها، بينما أكملت فتح المشوار وحيدةً لتصل إلى الضفة الأخرى بمجلس إحفوريات وطنية جداً , وطنية لكنها منقرضة أو توشك على ذلك .
قبل و خلال المؤتمر انتظرنا وعداً بإعلانٍ ما هام، هام جدا لدرجة أنه سيقلب الطاولة على الجميع، هكذا وعدنا، ” إعلان تاريخي ” في ” مكان تاريخي ” ليكون بمثابة “خطاب تاريخي “.
و انقضى المؤتمر … ولم نسمع الإعلان التاريخي الموعود؟؟؟ أصبح المنعطف التاريخي خلفنا ، وكأننا ما دخلناه ؟؟ أصبح التاريخ كله خلفنا و كأننا لم نكون , ولا زال هناك من يفرك يداه حبوراً بالانتصار على المؤامرة منتظراً أن يكشف الإعلان التاريخي الحقيقة والمجهول, ونحن الذين فاتتنا الحقيقة قبل المؤتمر و بعده , ولم نجرؤ يوماً على طرق باب المجهول .
هاجم المؤتمر أعداؤه, أبناء القضية وأخوة السلاح, وعدونا يرقب من أعلى التل و يصفق بحرارة للإخوة الأعداء تصفيقاً يليق بضياعنا, ويؤكد لهم بأن الفتنة نائمة رحم الله من يوقظها حتى لا تتأخر عن موعد تفجيرنا النهائي .
لا شيء سيتغير في المشهد, نكبتنا على حالها, ومخيماتنا ترتفع حولها الأسوار، والعرب يزداد حبهم لنا يومياً, و”اسرائيل” لا شيء يزعجها، لا خلافاتنا و لا مصالحاتنا, لا مقاومتنا الذكية و لا حكوماتنا الغبية, و لا سلاحنا ولا حربنا، لا شيء يزعجها و لا حتى عبارة طبشور على متراس مهجور . ” اسرائيل ” باقية وتتمدد كما كانت منذ أن أوجدت, لكن الفرق هذه المرة أنها تتمدد بالضحك و السخرية .
ليس علينا أن نقلق كثيراً، فلدينا كل شيء على أية حال, دولة, علم , مجلس تشريعي مصادر ومغيب, حكومة, وزراء, سفراء, صندوق قومي و آخر إسلامي ,قوارب صيد , حتى سجون للرأي والرأي الآخر لدينا… فلماذا القلق ؟؟
بكلماتٍ أخرى، انتهى مؤتمر فتح ومن أعظم منجزاته بأن جيلاً كاملاً من الشباب جرى تهميشه مرة أخرى، انتهى المؤتمر و خرج بقادة عجزة, تنتظرهم سيارات الإسعاف على أبواب نضالهم الوهمي حتى لا يقضي تاريخهم بنوبة قلبية .
جيلٌ بأكمله همّش، ما يعني أن فتح و سواها بحاجة فقط للشباب للشهادة و المتاجرة, هي بحاجة لصور الشباب المسجّى على تابوت المصالح, بحاجة لبكاء أمهاتهم, ولعجز آبائهم، و لقُبل أولادهم اليتامى عند كل منعطفٍ تاريخي، أو ليسوا قادة ؟؟ أو ليسوا قادرين على هزيمة المؤامرات و عقد مؤتمراتهم ؟؟ أو لسنا نحن من يستمع لخطاباتهم التاريخية طوال ثمان و ستين سنة و نصفق لها بحرارة ؟؟ أو لسنا نحن من يعلم أن كل ما نسمعه كذب لكننا نصدقه رغم ذلك ؟؟
” اخدعني مرة عار عليك, اخدعني مرتين عار علي , فكيف و نحن مخدوعين على مر السنين “.
ياسر قشلق
رئيس حركة فلسطين حرة