من “المعهد العربي” الى “الأخضر العربي” – معن بشور
امين سعد.. الأخضر العربي …اسم شهيد قائد لا تذكره الا وتذكر معه الرصاصات اللبنانية الأولى في المقاومة اللبنانية الباسلة والمعاصرة بعد حزيران 1967 …
استشهد الأخضر العربي في مثل هذا اليوم 3 كانون الأول 1969 اثر معركة استمرت ساعات في بلدة شبعا المجاهدة والتي ما زالت مزارعها محتلة حتى الان..
قلة تعرف ان هذا المناضل البعثي ابن بنت جبيل اللبنانية ولد في حيفا الفلسطينية حيث كان التداخل بين جنوب لبنان وشمال فلسطين متينا وعميقا..
حمل الأخضر هذا التداخل في ميلاده ،كما جسده في استشهاده قائدا في طلائع حرب التحرير الشعبية (الصاعقة) ليرسم بدمائه هذا الثالوث الذي لا يهزم” لبنان وسورية وفلسطين “ومعهم الامة العربية الواحدة…ذات الرسالة الخالدة…
كم احسست بالفخار وانا اتابع حفل تكريمه اليوم في مدينته بنت جبيل بمشاركة ممثلين لكل من قاوم هذا العدو وما يزال…
حبذا لو تكرم كل بلدية لبنانية ابناءها الشهداء على درب المقاومة من النقيب الشهيد محمد زغيب ابن يونين البقاعية، شهيد معركة المالكية 948 ورفيق القائد الشهيد معروف سعد.. حتى اخر شهيد يسقط..
فليعرف اللبنانيون والعرب كيف توحد اللبنانيون من كل البيئات والمناطق والتيارات في معركة المصير الواحد..
بل ليعرف العالم كله من أي طينة هذا الشعب الذي يتسابق أبناؤه الى المقاومة والشهادة كلما تهددهم خطر او تقدم الى ارضهم غاز او محتل…رحمك الله امين سعد الذي اخضرت بدمائه القانية ارض لبنان ودنيا العرب…
في هذا المجال لا بد ان اذكر ما رواه لي النائب السابق الدكتور حسين يتيم رئيس مؤسسات المعهد العربي)اطال الله عمره) والذي شاركه امين سعد في تأسيس المعهد في أواخر الخمسينات من القرن الماضي ،وكيف اصر الرفيقان يومها على تسمية “المعهد العربي” رغم ما واجهاه من تعقيدات إدارية في الحصول على الترخيص، تعقيدات تتعلق بالاسم (العربي) حتى بات الشهيد كمال جنبلاط وزيرا للتربية فكان من اول قرارته الترخيص للمعهد العربي ..
كان امين سعد عاشقا للعروبة فحمل المعهد الذي كان فيه معلما اسم “المعهد العربي” وحمل اسما حركيا استشهد تحت رايته هو اسم “الأخضر العربي”…انها عروبة الكفاح ضد المحتل لا “عروبة” الهرولة الى لتطبيع معه…