من انتصار المقاومة في لبنان إلى انتصار المقاومة في فلسطين – بقلم : أكرم عبيد
لقدت انهزمت جحافل قوات الغزو الصهيونية في حربها الإجرامية العدوانية على قطاع غزة المحاصر منذ ثمان سنوات تقريبا كما انهزمت في عدوان تموز على لبنان عام 2006وفشلت في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية وفي مقدمتها نزع سلاح المقاومة وتدمير بناها التحتية بعدما تجاوز عدوانها الشهر أسقطت خلاله أكثر من عشرة ألاف طن من المنفجرات معتقدين ومتوهمين أن حربهم على غزة الخاصرة الرخوة لمحور المقاومة والصمود قد تكون سهلة بسبب الحصار لكن غزة ومقاومتها الأسطورية فاجأه العدو قبل الشقيق والصديق بهذا الصمود في مواجهة أعظم قوة عسكرية في الشرق الأوسط مما اجبرها على مراجعة حساباتها والهروب والتهرب من واقع الهزيمة المرة التي مرغت انف جنرالاتها في وحل غزة المقدس كما مرغت انف المراهنين من أنظمة العار العربية المتآمرة على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المقاوم وكانت تنتظر بفارع الصبر تصفية المقاومة قبل أنظمة الغرب المتصهينة التي أصرت على وصف مقاومة غزة للعدوان الصهيوني بالإرهاب فسقطت ورقة التوت التي يتستر بها ما يسمى العالم الحر المدافع عن حقوق الإنسان المحاصر منذ ثماني سنوات ويتعرض للعدوان والغزو البري وحرب إبادة لم يشهد العالم مثيلا لها بالإجرام بعدما استخدم مجرمي الحرب الصهاينة كل ما يملكون من أسلحة الدمار والتدمير الأمريكية الصنع لكسر إرادة الشعب الفلسطيني المقاومة لكنه صمد بالإمكانيات المحدودة وانتصر وكسر إرادة ما يسمى الجيش الذي لا يقهر ليذكر جنرالاته وقياداته السياسية بالهزيمة في حرب تموز على المقاومة الباسلة في لبنان عام 2006 لا بل فاقت خسائرهم عن الحرب على لبنان أربعة أضعاف مضاعفة وخاصة في الخسائر بين صفوف النخبة من الجيش الصهيوني بالإضافة للخسائر المادية والمعنوية في صفوف قطعان المستوطنين الذين حاصرتهم المقاومة في الملاجئ كما حاصرت قياداتهم السياسية والعسكرية التي خططت للعدوان ,
فأعادت المقاومة الفلسطينية الباسلة البوصلة إلى الاتجاه الصحيح نحو فلسطين القضية المركزية للأمة التي حاول البعض من أنظمة الردة العربية المتصهينة حرف اتجاهها إلى مكان أخر لغاية صهيوامريكية أولاً وأخراً لتؤكد أن العدو الرئيسي للأمة هو العدو الصهيوأمريكي الذي استثمر الظروف العربية الصعبة بعد إشعال نار الفتنة في سورية والعراق ولبان ومصر وليبيا وتعميم ثقافة الفكر التكفيري لتصفية حساباتها القديمة الجديدة مع الأمة وفي مقدمتها محور المقاومة والصمود لتحقيق أهدافها الاستعمارية لكنها فشلت وانهزمت تحت ضربات المقاومة الباسلة إلى المفاوضات لتحقق ما عجزت عن تحقيقه بالحرب والفصول الإجرامية الدامية لكن صمود وصلابة المقاومة إعادت الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني وقواه السياسية التي توافقت على فرض شروط المقاومة والشعب الفلسطيني لتتويج الانتصار العسكري بنصر سياسي مبين على العدو الصهيوني .
بعد مرور ما يقرب من شهر على الحرب الصِّهْيَوْنية على قطاع غزة، لم يَعُد الحديث عن انتصار المقاومة الفلسطينية مجردَ كلام، أو تقارير تصدر هنا أو هناك بهدف ملء قلوب الفلسطينيين، أو الذين تعاطفوا معهم بالأمل، وعدم الاستسلام لهذه القوة الغاشمة، التي تخلَّت عن أية أخلاقيات في عدوانها؛ فقد أصبح هذا الانتصار حقيقة واضحة، وواقعا مشاهدًا على أرض الواقع، بعد أن أعلنت قوات الاحتلال وقفَها لإطلاق النار، وبدء عمليات الانسحاب من القطاع، دون أن تحقق أيًّا من أهدافها التي أعلنت عنها قبل بدء عدوانها؛ لتكرر بذلك قوات الاحتلال مأساتها التي تعرضت لها خلال عدوانها على الجنوب اللبناني عام 2006، وكانت سببًا في قيام الكيان الصهيوني بتشكيل لجان للتحقيق حول المسئول عن الهزيمة هناك.
وهذا يؤكد الحقائق التالية :
أولاً : اعتراف القادة العسكريين الصهاينة أن المقاومة الفلسطينية انتصرت بهذه الحرب بجدارة وان أدائها في مواجهة الحرب البرية فاجأ الجميع لا بل فاق أداء المقاومة في لبنان في حرب تموز عام 2006 .
ثانيا: اعتراف الأعلام الصهيوني بهذه الهزيمة عندما صرت صحيفة معاريف الصهيونية بتاريخ ” 5 / 8 / 2014 ” بعنوان رئيسي غزة انتصرت ونتنياهو خيب أمالنا .
ثالثا : تمرد جنود النخبة في لواء جولاني على قرارات القيادة العسكرية بعد رفضهم الركوب في ناقلات الجنود المتوجهة إلى قطاع غزة لان الأخيرة ستتحول إلى كتلة من النيران تحرق أجسادهم وهم أحياء كما احرقوا الشهيد محمد أبو خضير.
رابعا : فشل تحقيق الأهداف العسكرية على الأرض والتحول لاستهداف المدنيين الأبرياء وارتكاب عشرات المجازر البشعة مثل مجزرة الشجاعية وغيرها .
خامساً : لقد أجبرت المقاومة الفلسطينية الباسلة قوات النخبة الصهيونية البرية على الانسحاب خارج حدود قطاع غزة بالقوة رغم انف جنرالاتها وقياداتها بعدما تكبد خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات لم يشهدها في عدوان تموز على لبنان عام وقد وضعت هذه الهزيمة بداية النهاية للتفكير الصهيوني في إعلان أي حرب على قطاع غزة المقاوم أو جنوب لبنان المحرر .
وعندما تعلن نهاية العدوان على قطاع غزة الصامد المقاوم سيكون بداية النهاية لحكومة المجرم نتنياهو بعد تفكك الائتلاف الوزاري الصهيوني العنصري كما كانت نهاية عدوان تموز على لبنان عام 2006 بداية سقوط حكومة المجرم اولمرت والتوجه لانتخابات مبكرة قد لا يفوز بها المجرم نتنياهو بالأغلبية البرلمانية في الكنيست الصهيوني بسبب الهزيمة الكبيرة تحت ضربات المقاومة الفلسطينية بالرغم من حصار قطاع غزة منذ ثمان سنوات لذلك تعمد المجرم نتنياهو استباق هذه الهزيمة ليعلن للرأي العام الصهيوني انه انتصر بعد تحقيق أهدافه التي تحولت بقدرة قادر من نزع سلاح المقاومة وكسر إرادتها واستسلامها إلى تدمير الأنفاق وهذه كذبة صارخة لتجاوز مفاعيل وتفاعلات الهزيمة لتجاوز تداعياتها التي ستنعكس على مستقبله السياسي وعلى مستقبل حزبه وعلى اليمين الصهيوني العنصري المتطرف في استحقاقات الانتخابات التشريعية المقررة في بداية العام 2016 .
من انتصار المقاومة في لبنان إلى انتصار المقاومة في فلسطين – بقلم : أكرم عبيد