من هو فيوردمان ملهم إرهابي النرويج اندرش بيرفيك؟
نضال حمد
فيوردمان الأب الروحي المجهول لإرهابي النرويج اندرش بيرفيك، يخضع للتحقيق كشاهد في قضية الإرهاب في النرويج لدى الشرطة النرويجية.
ثم يخرج ويتحدث في مقابلة مع جريدة فاغه اليومية النرويجية، وينفي علاقته بالإرهابي بيرفيك، ويقول عنه انه نرجسي ومتطرف، ويؤكد معاداته للإسلام والمسلمين، ويتخوف من إسكات الأصوات المعادية للإسلام في أوروبا والنرويج، ويقرر التخفي والنزول تحت الأرض خوفا على نفسه..
من هو فيوردمان الذي ورد اسمه ومقتطفات من كتاباته وآرائه المعادية للإسلام والمسلمين 111 مرة في بيان أو مانفيستو الإرهابي بيرفيك جزار اوسلو.؟
أنه بيدر نوستفولد ينسن ويبلغ من العمر 36 سنة، من مدينة أوليسوند، درس الماجستير في جامعة أوسلو واختص بالشأن الإيراني، ثم تعلم اللغة العربية في جامعتي برغين النرويجية والجامعة الأمريكية في القاهرة. ويقول انه منذ سنة 2004 عاش في الشرق الأوسط لعدة سنوات.
بدأ ينسن كتاباته على الانترنت سنة 2000 عبر المدونة (نورويجيان كفير) ثم تحول للكتابة باسم فيوردمان نتيجة شعوره بالرقابة الإعلامية حسبما زعم للصحيفة. وهذه المدونة التي حملت اسم هذا الشخص مازالت تعمل على الانترنت. مع انه منذ نهاية سنة 2005 توقف فيوردمان أو بيدرنوستفولد ينسن عن الكتابة في تلك المدونة وانتقل لينشط ويكتب باسم مستعار في مدونات ومواقع إعلامية عديدة ومنوعة وبلغات مختلفة. من موقع (غيتس أوف فيينا) طريق فيينا العنصري المعادي للإسلام إلى مواقع أخرى كثيرة.
يقول فيوردمان أنه بدأ الكتابة في المدونات وباسم مستعار لأنه شعر ان هناك رقابة على ما يكتبه ويريد نشره في الصحافة النرويجية. مع العلم انه كان متابعا نشطا ونشر تعليقات وآراء كثيرة في أكبر واهم الصحف النرويجية افتن بوسطن وداغ بلاده و فيغه. فيما مصادر اعلامية قالت ان ينسن الذي هو فيوردمان قليلا ما ظهر في وسائل الإعلام باسمه الحقيقي الكامل. مع العلم انه كان في فترة زمنية معينة كتب مقالات وتعليقات باسمه الحقيقي في مدونات ومواقع مثل “صنمورشبوسطن”. وكذلك في مدونة “هونيست ثينكيننغ”. وفي مواقع النقاش و الحوار في صحف افتنبوسطن وداغبلاده وفيغه النرويجية وفي مدونة بيورن ستارك.
لفيوردمان مقالة طويلة نشرت سنة 2003 في صحيفة فيغه على صفحة كاملة، مقالة معادية للإسلام يقول فيها: ” تجدر الإشارة إلى أن المسلمين كثيرا ما يزعمون أن الإسلام في يوم من الأيام سوف يغطي الكوكب بأكمله وتحل الديانة الإسلامية محل جميع الأديان والأيديولوجيات الأخرى. البعض يضع علامات سؤال حول مفهوم التواضع وعن الثقافة التي تتصور نفسها متفوقة على الآخرين في العالم بشكل واضح”. في إشارة واضحة إلى الإسلام.
فيوردمان ليس إنسانا غبيا أو عابر سبيل على هذه الطريق، واضح انه يعادي الإسلام بشكل إيديولوجي. ولولا انه لم يكن كذلك ما اتخذ المجرم الإرهابي بيرفيك منه ومن كتاباته مثالا له وملهما للقيام بجريمته البشعة التي نفذها قبل أسبوعين في أوسلو ومخيم الشبيبة في جزيرة أوت اويه. ولكن هذا لا يعني بنفس الوقت أن فيوردمان يؤيد المذبحة التي قام بها بريفيك بحق النرويجيين. ربما كان أيدها لو أنها استهدفت أو طالت مسلمين.
وفي بيانه المكون من 1500 صفحة استخدم القاتل الجماعي اندرس بهرنغ بريفيك 40% من كتابات و مقالات فيوردمان الذي يعتبر نفسه معبودا له. مع العلم أن بيرفيك وفيوردمان حسب ادعاء كل منهما أثناء التحقيق معهما، لا يعرفان بعضهما. وبحسب قول فيوردمان فانه رفض عدة طلبات من بيرفيك للاجتماع به. لكن المدون النرويجي المجهول (فيوردمان) الذي لم يعد الآن مجهولاً، كان بالنسبة للإرهابي بريفيك هو أفضل كتاب أوروبا والرمز والملهم.
منذ وقوع المذبحة في مخيم الشبيبة والانفجار الضخم في مجمع الوزارات في أوسلو أصبح فيوردمان يخضع لتعقب الصحافة ووسائل الإعلام وكذلك الشرطة لمعرفة من هو هذا الشخص الذي ينتحل اسم فيوردمان، والذي يعتبره بيرفيك ملهمه ومعبوده. الآن وبعدما خرج فيوردمان الى العلن بعد ان قامت الشرطة باستدعائه والتحقيق معه بصفة شاهد في قضية بيرفيك. وافق الأخير على إعطاء مقابلة لصحيفة فيغه وظهرت فيها صورته.
بالطبع يمكنك القول أن هناك مسلمين لطيفين. وهذا ليس بسبب الإسلام بل بالرغم من الإسلام يفعلون ذلك.. الناس لا يولدون ليكونوا سيئين، ولكن لديهم أيديولوجية تشجع بنشاط على الكراهية والعنف والعدوان. هكذا إذن ينظر فيوردمان للمسلمين. وهو يكرههم ويحقد عليهم. وقام بتعلم لغتهم وسافر وعاش ودرس بينهم في القاهرة بمصر، ولعله كان يخفي في داخله حقد وعداء للإسلام والمسلمين. ترى كيف كان يمكنه العيش هناك بوجهين ولسانين؟ خاصة إذا ما عرفنا أن الشعب المصري شعب طيب وبسيط ومسامح وكريم ومضياف.
يقول فيوردمان انه لا علاقة له بالسفاح بيرفيك، وانه لا يوافق على ما قام به من عدوان في أوسلو وجزيرة اوت اويه. وحول سؤال الصحيفة إن كان هو أيضا من المتطرفين.. أجاب بلا… وأضاف بأنه إنسان عاطفي في كتابته وإنسان هادئ في حياته.
لكنه أكد انه بعد هذه المقابلة سوف يقوم بالاختفاء والتخفي حفاظا على سلامته وحياته. وأضاف أنه يعرف انه موضوع مكروه. لكنه شدد في حديثه للصحيفة على أنه سوف يحافظ على موقفه الحاسم في معاداة الإسلام.
يقول فيوردمان انه كان من 2009 إلى 2010، تلقى رسائل عديدة من بريفيك، الذي أراد مقابلته. لكن الأخير رفض ذلك وأضاف أنه لم يجد في بريفيك ما يثير الاهتمام. وقال أيضا انه لا يعتقد أن بريفيك كان يعمل مع شخص ما لأنه، في رأيه ان بيرفيك إنسان نرجسي. وقال ينسن أيضا انه ضد العنف.
والسؤال هنا كيف يمكن ان يكون شخص اتخذ منه بيرفيك وهو أحد اكبر الإرهابيين النرويجيين والعالميين، رمزا ومن كتاباته إلهاما لارتكاب المذبحة.. كيف يكون فيوردمان ضد العنف وهو الذي يحرض في كتاباته على العنصرية والكراهية والعداء للمسلمين ويحذر من خطرهم الداهم على أوروبا التي سوف تصبح حسب تعبيره (أورابيا) وليس أوروبا.
جدير بالذكر أن ينسن أو فيوردمان قام بتغطية حية لهجمات أوسلو وجزيرة اوت اويه عبر مدونة طريق فيينا المعادية للإسلام والمسلمين، وكان كما غالبية الناس يعتقد أن المهاجمين من الإسلاميين.
وبحسب جريدة داغبلاده اليومية فان فيوردمان تلقى أموالا من مصدر أجنبي كإيجار وأتعاب على كتاباته في مدونة طريق فيينا. وقد وصلته سنة 2007 تحويلة بنكية على حسابه الشخصي قدرت ب 10000 كراونة نرويجية من شخص يقيم خارج النرويج اسمه إدوارد س ماي. وهو نفس الشخص الذي يستخدم اسما مستعار هو بارون بوديسيه ويدير مدونة طريق فيينا المعادية للإسلام والمسلمين والتي كانت بمثابة المدرسة الإيديولوجية الملهمة للإرهابي النرويجي بيرفيك.
ترى من هو هذا العنصري الذي يقوم على موقع طريق فيينا؟ ومن هي الجهات التي تقف خلفه؟ ومن يموله ماليا؟ يجب البحث عن كل هذه الأشياء لأن الأنف الصهيوني برأيي غير بعيد عن كل هذه المواقع المعادية للمسلمين في أوروبا والعالم. ويمكن ان يكون هناك جهات صهيونية تقوم بتمويل وإدارة هؤلاء العنصريين. فهؤلاء كما السفاح اندرش بيرفيك لا يخفون إعجابهم بالكيان الصهيوني وقادته ومفكريه ومناصريه من المفكرين العنصريين والمتصهينين والآخرين من بقايا الصليبيين في أوروبا.
هذا وحاول فيوردمان الأسبوع الفائت التخفي عن وسائل الإعلام التي كانت تراسله عبر مدونة طريق فيينا. لكن قيام بعض وسائل الإعلام بالادعاء أنها تعرفت على اسمه جعله يوافق على الظهور في وسائل الإعلام. كما ان الشرطة حققت معه اليوم وصادرت جهاز الكمبيوتر الخاص به للتفتيش والبحث عن أسماء وعناوين لمتطرفين يمينيين أوروبيين. وعقب على ذلك بقوله ان الشرطة لن تجد في جهازي أي شيء يهمها.
ويقول فيوردمان ان الناس الذي يصرحون بصوت عال وبأسماء مستعارة لا يذهبون ويطلقون الرصاص على الناس. وأشار إلى أن الإرهابي بيرفيك أكثر من مرة قدم ووقع آراءه المتطرفة باسمه الحقيقي الكامل. أما فيوردمان أو ينسن كان يكتب آراءه المعادية للإسلام والمسلمين في مواقع محلية وعالمية أخرى معروفة بتشددها ومعاداتها للإسلام ولليسار وللانفتاح والتنوع الحضاري والثقافي. مثل موقع دوكومانت. نو النرويجي المتصهين. وكذلك في جريدة بروكسل، غلوبال بوليتيكان.، فرونت بيج ماغ، جهاد ووتش، فايت فريدوم انترناشيونال، ليتيل غرين فوتبالس، فري روبوبليك و في موقع دايلي بونديت. وتجدر الإشارة الى ان كثير من تلك المواقع قام بحذف تعليقات ومشاركات فيوردمان. ومن ضمن هذه المواقع التي حذفت المشاركات موقع ليتيل غرين فوتبالس.
وفي معلومة حديثة نشرتها اليوم صحيفة داغبلاده اليومية النرويجية جاء أن بيدر نوستفولد ينسين أو فيوردمان، قد عمل في الفترة بين سنتي 2002 و2003 في وحدة المراقبين الدوليين في مدينة الخليل الفلسطينية المحتلة. وأكد هذا الكلام السيد رولف فيستفيك الناطق باسم منظمة مساعدة اللاجئين النرويجية. لوكالة الأنباء النرويجية. وجدير بالذكر أن هذه المنظمة تنشط منذ عدة سنوات في فلسطين المحتلة وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقال فيتسفيك للوكالة: بإمكاننا تأكيد ذلك.
مهمة هذه الوحدة الدولية من المراقبين في الخليل زيادة الشعور بالأمن للسكان الفلسطينيين في المدينة بحسب وزارة الخارجية النرويجية. وتتألف هذه الوحدة من 64 مراقبا عشرون منهم نرويجيون والباقون من تركيا والسويد والدنمارك وسويسرا وإيطاليا.
في ختام مقابلته مع جريدة فيغه قال ينسن او فيوردمان انه فضل البقاء مجهولا لأنه يخاف من التهديدات. وأضاف انه لا يعتقد بأنه سوف يواصل التعليق في المدونات بأسماء مستعارة. وأبدى تخوفه من إمكانية إسكات الأصوات المنتقدة للإسلام. وفي تعليق على ذلك قال المدون الدنماركي ستين ويد صاحب مدونة سناب هانين. دك وهو صديق حميم لفيوردمان ان ينسن او فيوردمان غير رأيه بالإسلام في القاهرة أثناء دراسته وذلك مباشرة بعد أحداث 11 ايلول2001. حيث انه رأى كيف كان الناس في المدينة المليونية يحتفلون بهجمات 11 سبتمبر2001. وقال ان السلطات منعت الفضائيات والتلفزيونات من تغطية تلك الاحتفالات. وأدعى الدنماركي ويد ان ينسن حاول الكتابة عن ذلك في الصحف النرويجية لكن تم منعه من قبل الرقابة لذلك توجه للتدوين. لا نعتقد ان هذا الكلام صحيح لأن الصحف النرويجية نشرت في تلك الفترة تسجيلات وصورا لبعض الأفراد العرب وهم يحتفلون بذلك في أماكن أخرى غير مصر. على كل حال وذكر ويد أيضا بصديقهما المشترك هانس روستادس مدير موقع دوكومنت. نو الصهيوني العنصري المعادي للمسلمين وللعرب وللفلسطينيين. والذي يحرص على تتبع النشطاء السياسيين والإعلاميين والنقابيين من أصول عربية وفلسطينية وإسلامية ويقوم بشن حملات إعلامية عليهم كما حصل قبل سنتين مع موقع الصفصاف الإخباري الثقافي العربي النرويجي. وقال ويد انه قلق على صديقيه ينسين وروستادس وحمل الشرطة النرويجية مسؤولية سلامة وأمن فيوردمان.
من هو فيوردمان ملهم إرهابي النرويج اندرش بيرفيك؟
نضال حمد أوسلو في 8-08-2011