مهازل، وعجائب، ومفارقات! – عبداللطيف مهنا
مهازل، وعجائب، ومفارقات!
عبداللطيف مهنا
من مهازل شائن الحالة الأوسلوية الفلسطينية،شكوى أبي مازن قبل أيام، وعلى طريقة “فيك الخصام وأنت الخصم والحكم”لإذاعة الاحتلال:
“عرضت على نتنياهو عشرين مرة أن نلتقي ولكنه رفض”.. كما أنه لا “يرفض الاجتماع معي” فحسب، بل”وحاول منعي من المشاركة في جنازة بيرس”.. لكنني أرغمه على قبول هذه المشاركة بأن هددت “بتسريب الأمر لوسائل الإعلام”!
ومن عجائبها، أن نتنياهو قد توسَّط لدى الأميركيين، الذين قطعوا المساعدات عن سلطة أبي مازن، حتى يستثنوا أجهزة التنسيق الأمني الدايتونية مع الاحتلال، فلا يقطعوا ما يدفعونه لها وأن يواصلوه!!
ومن مفارقاتها، أن الأميركان..الذين أعلنوا الحرب على ما تدعى “قضايا الحل النهائي” توطئة لتصفية القضية الفلسطينية، نقلوا سفارتهم للقدس، واعترفوا بها عاصمةً أبدية للكيان الصهيوني، وطردوا مكتب م.ت.ف من واشنطن، وقطعوا مساعادتهم عن وكالة الغوث، وشرَّعوا المستعمرات التي ابتلعت الضفة، وهي بالمناسبة، 650 مستعمرة، هي ما بين مدينة وبؤرة استعمارية.. استجابوا لوساطة نتنياهو!!!
لسان حال المشتكي، واستثناء أجهزته الأمنية من قطع هذه المساعدات، هو السر في إثنتين: وجود السلطة وبقاؤها، ومواصلة التنسيق الأمني.. مع ما لا يمنع من أن يوازيهما حتى التصفية، وهو ما خف وزنه وانعدم ثمنه وانتفت قيمته، من رفض وشجب وتلويح بسيف الشرعية الدولية الصدء وغير المسلول..وعلى الصعيدين، الفلسطيني الأوسلوي، والعربي الرسمي..
أضف إلية، موالاة فصائل العجز، والتكلُّس، وفقدان الحيلة النضالية، لحديث إفك “الوحدة الوطنية” المفضَّل، ورأب “الانقسام” المحبب.. وصولاً لحدوثة الانتخابات تحت حذاء الاحتلال، أو هذه التي سيسبقها على الأرجح ضم الأغوار..
..ومن ثم تعالوا بنا، وقد شيًّعوا المرحوم “حل الدولة الواحدة”، لنبدأ نتسلّى بما بدأ حديثه يتعالى من الآن..تعالوا بنا إلى حديث “حل الدولة الواحدة”!!!!