مواصلة نهج التيه والضياع والأوهام – رشاد أبوشاور
المزيد من الاستيطان ونهب الأراضي الفلسطينية
مواصلة نهج التيه والضياع والأوهام
رشاد أبوشاور
تقول جهات في سلطة رام الله، وهذا ما نقله تلفزيون فلسطين يوم 4 تموز الجاري 2018: الاحتلال يخطط لبناء 1000 شقة سكنية حول القدس.
ماذا ستفعل السلطة؟! و: كم بقي من أرض الضفة الغربية..أرض الدولة الموعودة؟!
أقترح أن توزع السلطة آلات حاسبة على الفلسطينيين في الضفة ليدونوا أرقام الشقق التي يبنيها الاحتلال..والمساحات التي يصادرها من أرض الضفة الغربية..وما يحيط بالقدس (الشرقية) العاصمة (المأمولة) للدولة..ليعرفوا كم يتبقّى من الأراضي الفلسطينية بعد المصادرة!!
هذا علما بأن ما يتبقى لا يتبقّى إلاّ لوقت قصير، فالمصادرات تتلاحق والمساحات تضيق، والطرقات التي يشقها الاحتلال تلتف حول أعناق شعبنا ودورنا وقرانا ومدننا المحشورة بين المستوطنات الزاحفة.
أما آن لكم أن تتوقفوا، وتطرحوا على أنفسكم السؤال المُلّح: وبعدين مع الاحتلال؟
وإن شئتم يمكن أن تضيفوا سؤالاً آخر، بل أسئلة كثيرة، مثل: هل بقي أمل بالسلام مع الكيان الصهيوني؟ هل يمكن أن ننقذ القضية وحدنا؟ أما آن الأوان للاعتذار لشعبنا عن جرنا له إلى ( أوسلو) وبيعه أوهام ( السلام) و( الدولة) التي عاصمتها القدس الشرقية؟ هل أمريكا كانت يوما وسيطا (نزيها)؟! ومني أسئلة : لماذا لم تقرأوا كتاب البروفسور رشيد الخالدي مستشار الوفد الفلسطيني – الذي كان يرأسه الدكتور حيدر عبد الشافي-والصادر قبل سّت سنوات في العام 2012 والمعنون ب(وسطاء الخداع) كيف دمّرت الولايات المتحدة عملية السلام في الشرق الأوسط؟ والبروفسور الخالدي كان صديقا لأوباما قبل أن ( يُنتخب) رئيسا، ورافق الوفد الفلسطيني في واشنطن حتى التففتم من وراء ظهر ذلك الوفد الذي برأيكم لم يحقق نتائج وتسبب في استعصاء بسبب تشدده في المطالب، وتوجهتم إلى ( أوسلو) لتقدموا تنازلات لم يقدمها الوفد الفلسطيني برئاسة الدكتور حيدر عبد الشافي ومعه المرحوم فيصل عبد القادر الحسيني والدكتورة حنان عشراوي التي تساوقت مع سلطة( أوسلو)فيما بعد.
في أي يوم من الأيام لم تكونوا على استعداد للتعلم والإصغاء، فأنتم ( شُطّار) تعرفون في كل شيء، وأنتم ( الأوصياء) على القضية..ووحدكم!
أنتم ضد القراءة والتعلّم والإصغاء لصوت الشعب الفلسطيني، لأنكم تتعاملون معه ( كممتلكات) ثابتة وذلك لأنكم ( قدتموه) فهو قبلكم، برأيكم، لم يكن شيئا مذكورا..فلا ثورات في تاريخه، ولا انتفاضات، ولا بطولات، ولا معارك، ولا قيادات تلهم يتقدمها بطل فلسطين : عبد القادر الحسيني، وأبطال لن ينساهم شعبنا كثيرون جدا.
سلطتان تحبطان شعبنا، وتمزقانه، وتعيقان خطاه، وتضعفانه، وتغريان أعداءه به، وتمسخان سمعته: سلطة رام الله وسلطة غزة..وسلطة غزة الحمساوية تتشاطر منذ فترة، وترسل للكيان الصهيوني رسائل ( سلام) عبر السفير القطري- العمادي- المندوب السامي في غزة..للكيان الصهيوني..سائرة على طريق ونهج قيادة فتح الأسلوية!!
شعبنا العظيم لا بد أن ينتفض على السلطتين حتى يتمكن من التقدم ومواجهة العدو الصهيوني..ويواجه الإجرام الأمريكي، وشعبنا حينئذ لن يكون وحده، فقضيته العربية المقدسة ستجتذب ملايين الشرفاء من نساء ورجال أمتنا..وسيلتقي بالمقاومين في الميدان.. وهل أقدس وأنبل وأوضح من ميدان فلسطين؟!