ميخاو جيلينسكي وقصته مع مخيمي شاتيلا وصبرا
الاعلامي البولندي الشاب والموهوب ميخاو جيلينسكي وقصته مع مخيمي شاتيلا وصبرا;
اثناء وجودي مؤخرا في مدينة كراكوف البولندية وعلى هامش مهرجان الاعلام والمراسلين والمصورين البولنديين الموهوبين والمعروفين، الذين لهم تجارب تصويرية من بلدان جرت فيها حروب وويلات .. هناك التقيت بالمصور والصحفي البولندي الشاب ميخاو جيلينسكي، الذي يعد من الوجوه الاعلامية الشابة الصاعدة والبارزة والواعدة في الاعلام البولندي.
سبق لميخاو ان قام بتغطية حروب العدوان الصهيوني على قطاع غزة وكذلك قدم تقارير عن اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان. في المعرض نشرت صورا فوتغرافية من فلسطين المحتلة بجزئيها المحتلين 48 و67 وكذلك من مخيمات الفلسطينيين في بيروت.
اثناء الندوة التي تحدث فيها اربعة من كبار المراسلين والمصورين في بولندا من بينهم جيلينسكي، هناك تعرفت عليه بعد ان قدم بعض المعلومات والصور عن مخيمي صبرا وشاتيلا وزيارته للمخيمين واهتمامه بهذا الموضوع ونيته العودة الى لبنان والى المخيمين.
عند السماح بالتعليقات وتوجيه الاسئلة من قبل الجمهور طلبت الإذن للحديث وبالبفعل كنت أول المتحدثين .. قلت لجيلينسكي ورفاقه ولمقدمة الندوة :
انني فلسطيني ولدت وعشت واصبت في لبنان وبالذات في مخيم شاتيلا اثناء المجزرة سنة 1982. وكنت يومها ابلغ من العمر 19 عاما فقط. بعد ذلك تعالجت في مستشفيات بيروت ثم في مستشفيات ايطاليا وبولندا.
وسنة 1984 قررت البقاء في بولندا والالتحاق بجامعاتها .. درست وانهيت دراستي وغادرت بولندا الى لبنان، ثم سافرت الى النرويج واستقريت هناك واصبحت نرويجيا ومضى على وجودي في اوسلو 24 سنة. اصبحت خلالها ناشطا سياسيا وصحافيا واعلاميا وكاتبا معروفا. وحرصت دائما على زيارة بولندا والعودة الى البلد الذي ساعدني على التغلب على جراح المجزرة. حيث لي فيه اصدقاء وصديقات كثر وكثيرات. منهم ومنهن ناشطين وناشطات يدعمون نضالنا وقضيتنا العادلة ويفكرون جديا باقامة مركز ثقافي فلسطيني في كراكوف.
سنة 1984 اجرى صحافي بولندي مقابلة معي حول المجزرة في المخيمين صبرا وشاتيلا ونشرت في اكبر صحيفىة يومية بولندية. اخبرت جيلينسكي عن تلك المقابلة التي احتفظت بها منذ ذلك الوقت وطيلة سنوات تشردي ورحيلي. طلب ميخاو مني نسخة عنها. وطلب ان نلتقي فيما بعد وان يجري معي مقابلة عن حياتي وعن المجزرة. وافقت واتفقنا والتقينا فيما بعد في احد مقاهي كراكوف.
قبل ذلك وفي المعرض وفي المهرجان تعرفت على جدة ميخاو المرأة الطيبة البشوشة, وكذلك على صديقته نتياليا التي هي ايضا كاتبة صحافية كانت ايضا في صبرا وشاتيلا وبيروت.
جيلنسكي وكما اخبرني يمارس عمله كصحفي ينقل الامور بواقعية والحقائق كما هي. لكنه لم يخف اعجابه بالفلسطينيين. والدليل على ذلك انه سوف يعود الى شاتيلا وصبرا في ذكرى المجزرة حيث سنلتقي هناك انا واياه وآخرين. وايضا ينوي زيارة قطاع غزة المحاصر وانا ساساعده في الزيارتين ليس لأجله فقط بل اولاواخيرا لأجل فلسطين.
نضال حمد – اوسلو