مُغتصِب مُجندّات وعلاقات وطيدة مع المافيا وجرائم قتلٍ وتهجيرٍ فظيعةٍ بحقّ الفلسطينيين
خفايا شخصية وزير الترانسفير “الإسرائيليّ” زئيفي الذي اغتالته الجبهة الشعبيّة قبل 19 عامًا: مُغتصِب مُجندّات وعلاقات وطيدة مع المافيا وجرائم قتلٍ وتهجيرٍ فظيعةٍ بحقّ الفلسطينيين
زهير أندراوس:
كان أسطورةً عسكريّةً وسياسيّةً بنظر “الإسرائيليين”، هالةً من التبجيل والاحترام أحاطت بشخصيته المُثيرة للجدل، ولكن بعد 19 عامًا على اغتياله تمّ فضح الوجه الحقيقيّ لوزير الترانسفير “الإسرائيليّ”، رحبعام زئيفي، الأمر الذي أدّى لزعزعة الأسطورة وتحطيم الشخصية الكاريزماتيّة: الجنرال في الاحتياط زئيفي كان شخصيةً غريبة الأطوار! وبعد الكشف عن نزواته الجنسيّة وعمليات الاغتصاب التي نفذّها بحقّ مُجندّات خدمن تحت إمرته في جيش الاحتلال، وعلاقاته الوطيدة مع المافيا “الإسرائيليّة”، تبيّن أنّ الـ”قدّيس” كان “كافِرًا” بكلّ القيم الإنسانيّة، مع أوْ دون التطرّق لجرائم القتل والتهجير الفظيعة، التي ارتكبها ضدّ الفلسطينيين الأبرياء في المناطق المُحتلّة.
في السابع عشر من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) عام 2001 نفذّت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين عمليّةً نوعيّةً أربكت الدولة العبريّة، قيادةً وشعبًا: خليّة من الجناح العسكريّ في الجبهة اغتالت وزير السياحة “الإسرائيليّ” الأسبق، رحبعام زئيفي، (75 عامًا) في قلب فندقه، الواقع في قلب القدس المُحتلّة، لتكون هذه العملية، أوّل عملية اغتيال لوزيرٍ “إسرائيليٍّ” منذ تأسيس دولة الاحتلال، وجاءت ردًّا على قيام الاحتلال باغتيال الأمين العام للجبهة الشعبيّة، أبو علي مصطفى في مكتبه برام الله في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، في أغسطس (آب) 2001 بصاروخيْن أطلقتهما “إسرائيل”.
وكان رئيس الوزراء “الإسرائيليّ”، بنيامين نتنياهو، فجرّ مفاجأةً عن علاقة زئيفي، بالأكراد. وقال نتنياهو إنّ زئيفي أقام مستشفى في كردستان العراق، بإدارة الجيش “الإسرائيليّ”. وتابع أنّ زئيفي زار إيران، في عهد الشاه، أيْ قبل الثورة الإسلاميّة عام 1979، ومن هناك توجّه إلى مناطق تجمع الأكراد في العراق الذين استقبلوه حينها بمظاهر تعاطفٍ شديدٍ مع “إسرائيل”، وفق قوله. وأضاف: كان يؤمن بأنّه يتعيّن على “إسرائيل” مدّ يد العون للشعوب الأخرى، وفي هذا الإطار تمّ إنشاء مستشفى بإدارة الجيش “الإسرائيليّ” في المنطقة الكرديّة، بحسب أقوال نتنياهو. يُشار إلى أنّ تصريحات نتنياهو ألقيت أمام الكنيست في الذكرى الـ16 لاغتيال زئيفي، الذي شغل منصب وزير السياحة “الإسرائيليّ”، وكان يدعو لطرد جميع الفلسطينيين إلى بلدانٍ عربيّةٍ أخرى.
عُلاوةً على ذلك، فإنّه في الـ14 من شهر نيسان (أبريل) 2016، جاء البرنامج التلفزيونيّ الذي كشف خبايا وخفايا شخصية زئيفي: برنامج التحقيقات (عوفداه)، الذي تبثه القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، كشف النقاب في فيلمٍ وثائقيٍّ، عكف على تحضيره عامًا كاملاً، كشف عن حقيقة الرجل الذي عُرِف بلقب غاندي: مُغتصِب مُجندّات عملن تحت إمرته، علاقات فاضحة جدًا مع عصابات المافيا الأكثر خطورةً في “إسرائيل”، مُحاولات قتل صحافيين وصحافيات حاولوا التغريد خارج السرب، جرائم قتل عرب وفلسطينيين يندى لها الجبين، استغلال منصبه في الجيش وفي الوزارة لمكافأة الأصدقاء الذين ساعدوه في إشباع نزواته الجنسيّة في “إسرائيل” وفي الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
وما أضفى على برنامج التحقيقات مصداقيّةً هو أنّ الشهادات التي جُمعت كانت من أصدقاء غاندي، في الجيش وفي السياسة، ومن المُجندّات اللاتي وقعن ضحية الاغتصاب والأعمال المُشينة في مكتبه، الواقع في قيادة الأركان العامّة (الكرياه) في تل أبيب. جديرٌ بالذكر أنّ عائلته حاولت منع نشر الفيلم الوثائقيّ، إلّا أنّ مُعدّة البرنامج، الدكتورة إيلانا دايّان، رفضت ذلك جملةً وتفصيلاً، حيث تساءلت: كيف سترّد حكومة “إسرائيل” على هذه الشهادات بينما هي تصرف عشرات ملايين الشواقل على إقامة نصبٍ تذكاريٍّ له باعتباره بطلاً من أبطال “إسرائيل”؟.
أمّا عن علاقته بالعرب، فحدّث ولا حرج، الشهادات التي جمعها التلفزيون “الإسرائيليّ” لا تترك مجالاً للشك: الرجل كان حاقدًا جدًا على كلّ ناطقٍ بالضاد، وعلى كلّ مَنْ يقول لا إله إلّا الله محمد رسول الله. الطيّار المُتقاعد دان حاميتسير، الذي كان يقلّه من مكان لآخر عندما كان قائدًا للمنطقة الوسطى، قال في شهادته: لاحقنا فدائيين في غور الأردن، وبعد أنْ نفذت ذخيرتهم، خرجوا وهم يرفعون أياديهم، ولكنّ غاندي لم يرحمهم، قام بقتلهم بدمٍ باردٍ، وبعد ذلك أمرني بتعليقهم على المروحيّة والطيران بهم فوق القرى الفلسطينيّة لكي يعرف العرب ما هو عقابهم إذا تجرئوا على مناهضة الاحتلال.
وفي واقعةٍ أخرى، قرر غاندي طرد بدو النقب من أراضيهم، فكان يصول ويجول في القرى البدويّة ويقتل بمسدسه الخّاص البدو، لحثّ الآخرين على الهجرة الطوعيّة بهدف الاستيلاء على الأراضي. حتى الوزير السابق، رافي إيتان، الذي قال أخيرًا في برنامجٍ تلفزيونيّ إنّه لا يذكر كَمْ من العرب قتل، قال في شهادته للقناة الثانية: قلت لغاندي، لا تقتل الأبرياء، علينا أنْ نبقى جيشًا أخلاقيًا، إلّا أنّ الوزير السابق رفض الانصياع للأوامر، على حدّ تعبير إيتان.
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس: