ناجي العلي يتجدد حضورا وحياة كل يوم – رشاد أبوشاور
طورد ناجي العلي، وهُدّد، و..غادر الكويت مكرها، عندما استجابت دولة الكويت للضغوطات والابتزاز الفلسطينية الرسمية..واستقر في لندن ، وكان يعمل في جريدة القبس الكويتية…
يوم 22 تموز أطلق قاتل مجرم عليه الرصاص فأصابه في وجهه..و..ظل يصارع الموت حتى يوم 29 آب 1987حيث ارتقى شهيدا، مخلفا حسرة وألما وقهرا في نفوس كل محبيه، وكل من كانوا يتابعون رسوماته الكاريكاتورية التي كانت تُحرّض، وتسخر، وتقاوم…
من أوعزوا باغتياله ماتوا بعارهم، وناجي حي بفنّه الثوري ألانتقادي المقاوم..فنه الذي أبدعه لفلسطين ، لملايين العرب المضطهدين، للإنسان في كل مكان من هذا العالم.
ناجي فنان ثوري تقدمي جذري لم يساوم..ولذا اغتالوه!
هل ارتاحوا منه؟ فنه يطاردهم، ويعريهم ، ويفضح انهزامهم، ومساومتهم، وفسادهم…
هو حي، فهو قائد ثقافي كبير، هو المتواضع الذي لم يقدّم نفسه قائدا…
هو ابن الشعب، والقضية، وفنّان الثورة والمقاومة…
كل من هو ساقط، ومساوم، كره ناجي، واغتاظ منه، وضاق بحضوره…
وكل من هو ثوري، ومصلحته في الثورة والمقاومة أحبه، واحترمه، ورأى فيه رفيق درب، ومبدع فن يُلهم، ويشجّع، ويقوّي، ويثبّت الإيمان والعزيمة…
انظروا كم هو حي بيننا، ومعنا، بفنّه الرائي، بفلسطين التي لا تقبل المساومة…
نتذكرك يوميا مع أعمالك الفنية التي تشحذ هممنا، وتفضح المتسلقين والمنهزمين، والفاسدين…
ولن نسال: من قتلك يا ناجي العلي؟ فالقتلة هم كارهوك، وهم حلفاء أعداء فلسطين، أعداء الأمة، أعداء المقاومة الجذرية..المقاومة التي ستحرر فلسطين حتما والتي آمنت بتا، ولم تفارق عقلك وضميرك وريشتك ولا لحظة رغم كل ما حاق بك، فأنت آمنت برسالة الفن، وبدور الفنّان، ولذا لم يشتر أحد فنّك، ولم يخفك أحد بتهديداته، ولا قدر أحد على ترويضك لأنك كنت الجواد الجامح الأصيل بصهيلك الذي يملأ المدى ، ويملأ سماء فلسطين ببحرها ونهرها، وجبالها، وسهولها…
لقد جعلت من الكاريكاتوري سلاحا ثوريا شديد المضاء بأيدي المقاومين الشرفاء الشجعان، وألهمت من اختاروا طريق فلسطين حتى التحرير…
ستبقى رسوماتك يا ناجي تؤرّخ لمسيرة وعي الثوريين الصادقين، ولدور المثقفين المخلصين المؤمنين برسالة المثقف الجذري الذي لا يكذب قومه، ولا يخذل أهله…
نحن لا نتذكرك في يوم رحيلك، بل نجدد معك العهد على رفع راية فلسطين، وعلى المضي مع ( حنظله) حتى آخر المشوار: تحرير فلسطين كاملة غير منقوصة، وكنس الاحتلال، وعودة فلسطين جسرا واصلا بين مشرق بلاد العرب ومغربها…