نحن وهذا العالم المنافق – نضال حمد
حياة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني مأساة مستمرة منذ النكبة سنة 1948، ففي كل بيت شهيد وضحيّة وجريح وأسير وقصة إنسانية عظيمة…
عشرات آلاف القصص والحكايات التي تندى لها القلوب ..
شعب عظيم قدم ولازال يقدم لأجل حريته كل شيء .. كل شيء ممكن… …
في كل بيت فلسطيني سواء كان في فلسطين المحتلة أم في مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين هناك شهداء وجرحى وأسرى ومناضلين ومناضلات.
قصص شعب فلسطين ومآثر بطولاته وصموده وتضحياته تجاوزت مآثر وتضحيات كل شعوب العالم. لكن مشكلة الشعب الفلسطيني أن عدوه قوي جداً وله تحالفات عالمية متينة، ولوبياته تسيطر على المال والاقتصاد والاعلام والسياسة في العالم كله تقريباً. إذ كل الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا يقفون خلفه ومعه ويدافعون عنه ويبررون جرائمه. يبدلون القوانين التي قد تمسه ويخترعون (كما اختراعات بايدن) قوانين جديدة لمكافحة وملاحقة ولجم كل من يعمل على مقاطعته وحصاره ومحاسبته. هذه الأفعال من أكبر الدلائل على ذلك التضييق الحاصل ضد مجموعات مقاطعة دولة الاحتلال “اسرائيل” ومع الجماعات التي تنادي بفضحها محاسبتها. لقد وصل الأمر بألمانيا وفرنسا أن ارتكبتا مخالفات شائنة فيما يخص الفلسطينيين وانصارهم في البلدين.
أما الرئيس الأمريكي بايدن فقد قال يوم أمس عند استقباله الارهابي هرتسوغ رئيس دولة الاحتلال: (لو لم تكن هناك “إسرائيل”، لكان علينا اختراع واحدة). لم يكتف الرئيس المتصهين بهذه الكلمات المنحازة، إذ عبر خلال اللقاء عن التزام بلاده الراسخ تجاه كيان تل أبيب… على فكرة بايدن محق في التشبيه لأن الولايات المتحدة الأمريكية و”اسرائيل” متشابهتان بكل شيء من سرقة أوطان الآخرين واحتلالها وارتكابهما للجرائم والمجازر ولممارسة الارهاب والاعتداءات المسلحة الى التشبيح الدولي.
كان الرئيس الأميركي حسبما قرأت في صحيفة العربي الجديد عزا موقفه المذكور إلى (القيم والدوافع والمبادئ المشتركة” بين البلدين، لكنه ربط بشكل لافت بين التزامه تجاه “إسرائيل” و”القيم المسيحية” التي حملها عن والده، مشيراً بذلك إلى العلاقة البنيوية بين المسيحية الإنجيلية الأصولية، أو المسيحية الصهيونية كما تُسمى اصطلاحاً، وقيام “إسرائيل”).
في الغرب يفعلون مع فلسطين و”اسرائيل” عكس كل ما يفعلونه مع روسيا وأوكرانيا. ففي أوكرانيا يقدمون كل الدعم، كل شيء لأجل أوكرانيا وضد روسيا… كل الدعم السياسي والاعلامي والعسكري والاستخباري والمالي والنفسي والاقتصادي والخ .. كما أنهم يشهرون العداء الشديد والمبالغ فيه لروسيا باعتبارها حسب ما يقولون “عدواً للسلام لأنها غزت اوكرانيا وتحتل أجزاء من أراضيها وترتكب مذابح فيها”. فيما أنهم لا يرون في “إسرائيل” سوى الضحية… مع انها ارتكبت ولازالت ترتكب أبشع أنواع المجازر والمذابح والعدوانات على الفلسطينيين… كما يغلقون أعينهم عن ذلك ويصمون آذانهم ولا يفتحون أفواههم ولا يرون جرائمها المستمرة منذ سنة 1948، ولا يرون فيها دولة احتلال وغزو وتوسع وعدوان وإرهاب… ولا يحاسبونها على جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ومئات المجازر والمذابح ضد الفلسطينيين والعرب… لا يرون فيها عدواً للسلام ولا دولة ارهابية خارجة عن القانون الدولي بل يقدومنها كضحية، ويبذلون كل ما بوسعهم لإظهارها على هذا الشكل بغية التعتيم والتستر على حقيقتها الاستعمارية العنصرية الارهابية العدوانية التوسعية الاجرامية.. كما أنهم وبلا خجل وبوقاحة يقدمون لها كل الدعم ويمنعون نشر أخبار جرائمها ومذابحها ضد الفلسطينيين، ويعتبرونها تدافع عن نفسها وبالمقابل يقدمون الفلسطينيين الضحايا وأصحاب الحق والأرض كإرهابيين.”.
نضال حمد
موقع الصفصاف – وقفة عز
30-10-2022 \