نحو حشد شعبي عراقي عابر للطوائف لدحر داعش !!! – د.عامر صالح
لقد جاء تعبئة الحشد الشعبي الشيعي في الانضمام إلى معسكر دحر داعش استجابة لنداء المرجعية الدينية الشيعية, وبالتأكيد أخذت هذه التعبئة طابعا جغرو ـ طائفيا نظرا لتواجد أبناء الطائفة الشيعية في مناطق الوسط والجنوب العراقي, ولكن هذا لا يعني أبدا إعفاء للمكونات الطائفية الأخرى أو حصر المهمة بيد مناصري المذهب الشيعي ” لأنهم أكثر حرصا على الوطن “, لان الدفاع عن الوطن من الإرهاب ليست حصرا على طائفة دون أخرى !!!.
فالمكون السني والمتمركز نسبيا في ما يسمى ” بالمناطق الغربية ” له مواقفه الوطنية التاريخية في مقارعة الاحتلال عبر تاريخ العراق السياسي قبل وبعد نشأة الدولة الوطنية العراقية الحديثة, ولكن ما يعرقل نشاطها السياسي والعسكري اليوم ضد الإرهاب هو استباحة أراضيها المفاجئ من قبل فلول داعش وعرقلة نهوضها ضده, إلى جانب تآمر وتحالف بعض العناصر الموالية للنظام السابق مع الأجنحة المتطرفة الدينية التي تأخذ هنا وهناك لبوسا وغطاء مذهبيا لتثير الحقد بين مكونات الشعب العراقي المذهبية والاثتية ولتحشد وتعبئ الدعم الإقليمي المطابق لها في توجهاته, إلى جانب سيطرة الرؤى المتذبذبة والمشروطة لدى بعض قيادات العشائر في الموقف من الدفاع عن الوطن, في محاولة لقلب النظام السياسي وتغيره صوب وجهات اشد خطورة من ضعف النظام السياسي الحالي, والتي تستهدف إنهاء العملية السياسية بالكامل وإراقة المزيد من الدماء والضحايا لشعب قدم الكثير من الدماء عبر عقود !!!.
كما لا ننسى جهود المكون السياسي ـ المذهبي السني في أروقة البرلمان ووجوده في مفاصل الدولة العراقية ودوره الكبير في العمل المشترك مع القوى الأخرى في إيجاد رؤى مشتركة لدحر داعش الإرهاب !!!.
أن الموقف الوطني الصريح والواضح يستدعي تضافر كافة الجهود الوطنية المخلصة ومن كافة المكونات المذهبية والدينية والقومية والسياسية للشعب العراقي في موقف واضح يجسد وطنية الانتماء دون تردد, لأن داعش تستهدف شعبا بكامل أطيافه وانتماءاته !!!.
أن هذا الموقف إذا قدر له أن ينهي داعش وهو أمر ممكن جدا فأنه سيلغي حالة الاستئثار بالنصر لطائفة أو فصيل سياسي دون غيره, ومن شأنه أن يفوت فرص إعادة توليد الاحتقان الطائفي على خلفية نصر مرتقب إن توفرت مقوماته, بل ويزيد من اللحمة الوطنية في المعارك المصيرية مع داعش وغيرها من الإرهاب, ويشكل أساسا صالحا لبناء تحالفات جديدة قادمة قوامها الموقف السليم من الوطن وضد الإرهاب ويوفر فرص اكبر في البحث عن الحلول لمعضلات العملية السياسية المتعثرة !!!.
كما يلعب الدور الكردي بالتحامه الحقيقي مع الموقف الوطني العام احد عوامل النصر المرتقب على داعش, ويدفع باتجاه ألتماس الاستقرار العام في البلاد ويوفر ظروفا مواتية لخلق أجواء حوار بناء بين سلطة الإقليم والسلطة الاتحادية وخلق أجواء صادقة لحل كل المشكلات العالقة قوامها الموقف من إبقاء العراق قويا وموحدا, لان مصلحة الجميع تكمن في ذلك !!!.
والى مزيدا من التحالفات الوطنية والحشود الشعبية العابرة للطوائف, فلا نصر إلا للوطن حاضنة الجميع !!!.