الأرشيفوقفة عز

نساء غزة وفتياتها وحواملها في خطر

نساء غزة وفتياتها وحواملها وأطفالها في خطر دائم، مهددات بالموت في أي لحظة.

اهتمت وسائل الإعلام الفلسطينية بتصريحات هامة أدلت بها الطبيبة الفلسطينية فداء النادي، المتخصصة في قسم الأطفال بمستشفى ناصر الطبي في خانيونس، حيث حذرت من تزايد حالات الولادة المبكرة نتيجة الحصار والحرب، وعدم توفر مقومات الغذاء والرعاية الطبية للأمهات الحوامل وللأجنة المولودين قبل أوانهم. وأوضحت أن هذه الحالات تتزايد في ظل الظروف الصعبة للغاية التي تواجهها مستشفيات غزة منذ بداية الحرب قبل خمسة عشر شهراً. كما أكدت الطبيبة النادي على أن الظروف القاسية في القطاع تزيد من احتمالية الولادة المبكرة، مما يشكل تهديداً حقيقياً على حياة الأجنة.
وفي حديثها عن الوضع الصعب في المستشفى، أشارت الطبيبة النادي، في تصريحاتها يوم الأحد الموافق 5 يناير 2025، إلى أن أقل من 50% من النساء في قطاع غزة يتابعن حملهن، بسبب الغياب الكبير في المنظومة الصحية. كما أشارت إلى النقص الحاد في الحاضنات، ما يضطر المستشفى أحياناً لوضع ثلاثة أطفال في حاضنة واحدة.
وأوضحت الطبيبة أن هناك غياباً شبه تام للغذاء الصحي في غزة، حيث يعتمد السكان، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال، على الأطعمة المعلبة، في ظل نقص المساعدات التي تدخل إلى القطاع. هذا النقص في المساعدات يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة للأمهات الحوامل والمرضعات. ولا تزال قوات الاحتلال “الإسرائيلي” تمنع دخول شاحنات المساعدات وتدخّلها بكميات محدودة، مما لا يلبي حتى جزءاً بسيطاً من احتياجات القطاع.
كما تناولت الطبيبة النادي زيادة عدد الأطفال المرضى بسبب انخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى غياب وسائل التدفئة في خيام النزوح. وأكدت أن الضغط النفسي وحالة الفقد التي يعيشها سكان غزة تؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية للأمهات.
تؤكد الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة أن حوالي 60 ألف سيدة حامل مهددة بالخطر بسبب انعدام الرعاية الصحية في القطاع، بينما يواجه 13 ألفاً و649 سيدة حامل تحديات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية قبل وبعد الولادة. كما تشير التقارير إلى أن 155 ألف سيدة حامل ومرضعة يواجهن صعوبات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
وفي نفس السياق، أشار موقع Middle East Eye البريطاني في نهاية عام 2024 إلى أن آلاف النساء الحوامل في غزة يفتقرن إلى الاحتياجات الأساسية، ومع حلول فصل الشتاء، يؤدي الجوع ونقص الصرف الصحي وندرة المياه إلى تفاقم الوضع الإنساني المأساوي.
هذه الظروف الصعبة تؤكد أن النساء والفتيات في قطاع غزة، بما في ذلك آلاف الحوامل، يعانين من نقص حاد في الضروريات وسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة وحلول فصل الشتاء.
كل هذا يجري ولا نرى تدخلاً دولياً ولا أصوات نسويىة عالمية وعربية تطالب وتناشد وتعمل وتضغط للتضامن مع نسوة وفتيات غزة. فيما كثير من عضوات البرلمانين الأوروبي والأمريكي لا تعنيهم مأساة كل نساء وفيتات غزة. نفس الأكر ينطبق على الوزيرات والسياسيات والمثفات والاعلاميات والفنانات والطبيبات الأوروبيات والغربيات وبالمقام الأول العربيات. نسوة وفتيات غزة للاسف تركن معزولات لتواجهن مصيرهن دونما مساعدات خارجية. التضامن فقط لا يكفي وهناك نسوة كثيرات يتضامن مع غزة لكن نريد سماع اصوات النساء اللواتي لديهن مكانة في السياسة والمجتمع والثقافة والفن في العالم. أصواتهن ستؤثر وتغير الوضع القائم.

نضال حمد
موقع الصفصاف
٥ يناير ٢٠٢٥