نصر الله قال إنّه أمام انتصار كبير له وللأسد على المتمردّين وأنا أقول إنّه انتصار على الدولة العبريّة أيضًا
زهير أندراوس
مُستشرق (إسرائيليّ): نصر الله قال إنّه أمام انتصار كبير له وللأسد على المتمردّين وأنا أقول إنّه انتصار على الدولة العبريّة أيضًا ونحن الخاسرون بالحرب السوريّة
استحوذ خطاب الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، السيّد حسن نصر الله، الذي ألقاه أمس الأوّل الجمعة، على اهتمامٍ واسعٍ في وسائل الإعلام العبريّة على مُختلف مشاربها، ولكنّ الإعلام الإسرائيليّ اكتفى بنشر مقتطفاتٍ من الخطاب، دون أنْ يُعقّب على ما ورد فيه، كما أنّ قادة كيان الاحتلال، من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، التزموا الصمت المطبق. معلق الشؤون العربية في شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12وـ13 في التلفزيون العبريّ)، المُستشرِق إيهود يعاري، كان الوحيد الذي اختار التغريد خارج السرب، حيث عقبّ على كلمة السيّد نصر الله بالقول خلال نشرة الأخبار المركزيّة: الأمين العام لحزب الله قال إنّه أمام انتصار كبير له وللأسد على المتمردين، وأنا أقول بتواضع إنّه انتصار على إسرائيل أيضًا، نحن الخاسرون في الحرب السوريّة، الأسد سيصل إلى الحدود، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون العبريّ أن رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال غادي آيزنكوت وصل مساء أمس الأوّل إلى الولايات المتحدّة الأمريكيّة بعد أنْ تم استدعاؤه لإجراء مشاوراتٍ عاجلةٍ مع رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، وفي هذا السياق، قال المعلّق العسكري في القناة أور هيلر إنّ الأمر يتعلق بسوريّة وإيران، وخاصّةً بعد اقتراب الرئيس السوريّ بشار الأسد من الجنوب ومنطقة الجولان، على حدّ تعبيره.
وأضاف هيلر، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، أنّ الاستدعاء من قبل رئيس الأركان الأمريكيّ لرئيس الأركان الإسرائيليّ، يعني أنّ هناك أمورًا تحدث يجب التحدّث عنها وتنسيقها، وبالطبع الأنظار قبل كل شيءٍ تتجه إلى الحلبة الشمالية، إلى سوريّة والوجود الإيرانيّ هناك، كما أكّدت المصادر.
في السياق عينه، ذكرت صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الأحد، أنّه في ظلّ احتدام المعارك في منطقة الجولان، لا يتوقّع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة مُواجهةً مُباشرةً بين جيش الاحتلال وبين الجيش العربيّ السوريّ. ونقلت عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ وصفتها بالمطلعّة جدًا قوله إنّ الدولة العبريّة قامت في اليومين الأخيرين بتوجيه رسائل حادّة كالموس إلى القيادة السوريّة، عبر أطرافٍ ثالثةٍ، أوضحت فيها بشكلٍ مُباشرٍ خطوطها الحمراء فيما يتعلّق بالمعارك الدائرة بالقرب من الحدود، أيْ في المنطقة القريبة من الجولان السوريّ المُحرّر.
وتابعت المصادر نفسها قائلةً للصحيفة العبريّة إنّه خلال اللقاءات التي أجراها الجنرال آيزنكوط مع الجنرال الأمريكيّ دانفورد تمّت مُناقشة جميع السيناريوهات، والتي لن تسمح إسرائيل بأنْ تحدث من قبل الجيش السوريّ والقوّات الإيرانيّة وحزب الله اللبنانيّ، وأعربت إسرائيل عن أملها في أنْ تحترم الأطراف الأخرى اتفاق فضّ الاشتباك بينها وبين سوريّة، والذي تمّ التوقيع عليه في العام 1974.
وشدّدّت المصادر أيضًا، بحسب الصحيفة العبريّة، على أنّ الجيش الإسرائيليّ لن يرُدّ على قيام دبابةٍ سوريّةٍ بخرق اتفاق فضّ الاشتباك، ولكنّ الدولة العبريّة لن تتنازل ولن تساوم حول اتفاق فضّ الاشتباك المذكور، وعليه توجّهت إلى كلٍّ من روسيا والولايات المُتحدّة وأبلغتهما بموقفها الحازم، على حدّ قول المصادر.
ولفتت أيضًا إلى أنّ المخابرات الإسرائيليّة تُتابع عن كثب سير المعارك في الجنوب السوريّ، وتتوقّع ألّا يُشارك فيها أيّ عنصرٍ من القوّات الإيرانيّة أوْ من حزب الله، كما أنّ تل أبيب أبلغت الجهات ذات الصلة، بأنّها ستسمح فقط لـ”جيش الأسد” بالسيطرة على المناطق التي ستُستعاد في الجولان، وأنّ الجيش لن يسمح بأيّ حالٍ من الأحوال لقوّاتٍ “أجنبيّةٍ” ولميلشياتٍ غير سوريّةٍ بالمُشاركة في السيطرة على المنطقة التي ستًعاد لحضن الدولة السوريّة، ولن تُوافق على أنْ تُشارك هذه القوّات إلى جانب الجيش السوريّ في المعارك، كما أكّدت.
إلى ذلك، قال مُحلّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، عاموس هارئيل، إنّ السيناريو الأكثر منطقية هو أنّ إسرائيل لن تتدّخل بشكلٍ مُباشرٍ ضدّ النظام السوريّ، الذي سيصل رجاله أخيرًا إلى هضبة الجولان السوريّة، بل ستُحاول ربط ذلك باتفاقٍ شاملٍ يُبعد إيران والمليشيات الشيعيّة عن المنطقة، بحسب تعبيره.
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس: