أيها اللاجئون إنسوا روسيا البيضاء ولاتفيا وبولندا…
نصيحة بدون جمل ومجاناً للاجئين
أعرف بأن أعداد كبيرة من اللاجئين لازالت تحلم بالوصول الى ألمانيا واسكندنافيا وبلجيكا وهولندا. هؤلاء بأي ثمن يريدون الوصول الى أوروبا الغربية عبر دول أوروبا الشرقية، مثل لاتفيا وروسيا البيضاء وبولندا وهي أحدث المسارات والممرات والطرق التي ابتدعها المهربون، الذين يتقاضون آلاف الدولارات مقابل عمليات التهريب، التي ماعادت تنتهي بسلام ولا يصل فيها اللاجئ حتى الى بولندا أو لاتفيا. وفي كلا البلدين السلطات الحاكمة ضد اللاجئين ولا تريدهم وتفعل كل شيء لأجل اعادتهم الى روسيا البيضاء. أما الحدود بين روسيا البيضاء ولاتفيا وبولندا أصبحت حدوداً للتيه والضياع والموت برداً وجوعاً في الغابات. في ظل صمت أوروبي رسمي لأن الاتحاد الاوروبي في حقيقة الأمر لا يريد اللاجئين وهو سعيد بما تقوم به سلطات بولندا ولاتفيا حيث تنتهي حدود الاتحاد الاور وبي من هذه الجهة الجغرافية.
الحدود مغلقة باحكام ومراقبة ليلا ونهارا والجيش البولندي والشرطة وحرس الحدود والطائرات المسيرة والرادارات منتشرين على طول منطقة الحدود ولا يسمحون لأي لاجئ دخول بولندا حتى لو مات جوعاً وبرداً. هم بذلك يخرقون القوانين والأعراف الدولية وحتى قوانين اللجوء في الاتحاد الأوروبي.
بالمقابل يجب التذكير بأن هناك مؤسسات انسانية واجتماعية وطبية وجماعات حقوق الانسان البولندية التي تساعد اللاجئين. هناك كذلك فئات عديدة من الشعب البولندي تساعدهم. فليس كل البولنديين ضدهم.
كما هناك متطوعون بولنديون يفعلون ما يستطيعون لانقاذ العالقين على الحدود وفي الغابات والبرد، عبر الوصول اليهم في المنطقة العازلة وعلى الحدود في الغابات، حيث يقومون بإطعامهم ومدهم بالألبسة الدافئة والمؤن والمياه المعدنية والشراب الساخن. كما هناك أطباء وطبيبات وممرضون وممرضات متطوعون ومتطوعات هبوا وهببن للمساعدة.
لكن حتى هذه المهمة صعبة جداً لأن الجيش البولندي يفرض منذ شهر حالة طوارئ في تلك المنطقة ويمنع أي كان من الدخول إليها، كما يعلن في بعضها منع التجول خلال ساعات معينة. أيضاً فإن الشرطة تسير دوريات على كل طرقات بولندا الموصلة الى المانيا بغية اعتقال عصابات التهريب وحتى اللاجئين الذين يتمكنون من عبور الحدود وهم بالأصل أقلية لأن عبور الحدود غير ممكن وصعب جداً.
أما على حدود روسيا البيضاء ولاتفيا يقوم حرس الحدود بالاعتداء بالضرب والتعذيب الجسدي والنفسي على اللاجئين وتركهم في العراء في الغابات. سوف ترون هنا صوراً لشاب كردي عراقي من كركوك يدعى ابراهيم، كيف يقيم في العراء بالغابة على الحدود… سوف ترون كيف تم تعذيبه من قبل حرس الحدود.
يجب أن يعرف الذين ينوون الوصول الى بولندا ولاتفيا أن مناطق الحدود أصبحت باردة وتتدنى فيها درجات الحرارة تحت الصفر ليلا وأحيانا في النهار.
أخيرا أقول لكم بصراحة: أنا لا مصلحة لي في كل هذا سوى إبلاغ اللاجئين بما ينتظرهم على حدود البلدان الثلاثة.