الأرشيفثقافة وفن

نضال حمد مع ريم بنا في أوسلو 2005


ريم بنا فنانة فلسطينية من الناصرة

بعد انتظارٍ دام لفترة ليست طويلة، ولكنها لم تكن قصيرة أيضًا، ها هو حواري مع ريم بنا يعبر خطوط الطول والعرض في شبكة الإنترنت، ويخترق جدران الكمبيوترات النارية، عابرًا القارات، حاملاً صوتًا فلسطينيًا ملتزمًا وكلماتٍ حارة في حوار دافئ أردناه أن يلقى ترحيبًا ورضا القراء.

بدايات ريم بنا
أنا فنانة فلسطينية من الناصرة، ومضى على غنائي على المسارح 11 عامًا. أما البدايات فقد كانت عن طريق نشاطات مدرسية، ثم تطورت أكثر وأصبحت أقدم أغاني متنوعة وأشارك في مهرجانات واحتفالات فلسطينية حيّة ملتزمة مثل يوم الأرض، وكذلك في مهرجانات وطنية أخرى.

في تلك الفترة توجهت للغناء وتناولت في أغنياتي التهاليل الفلسطينية، وكانت تلك المرة الأولى التي يقدم فيها أحد الأغاني التهليلية الفلسطينية على المسرح. بالنسبة لي، كانت تلك الفترة هي البداية لشيء خاص قدّمته وظل مرتبطًا باسمي حتى اليوم. أعتقد أن من يريد الاستماع إلى تهاليل فلسطينية من مغنية يجدني أنا موجودة، لأنني الوحيدة التي تناولت هذه التهاليل على ما أعتقد.

بعد فترة المدرسة قررت أن أتعلم الموسيقى والغناء بشكل احترافي، وأتخصص في هذا المجال بدلاً من كونه مجرد هواية. ثم وافقت على السفر لمنحة دراسية إلى الاتحاد السوفيتي، حيث درست في موسكو في المعهد العالي للموسيقى لمدة خمس سنوات، ويمكنني القول إن البدايات كانت من هذه النقطة.

أنا من بيت يحب الشعر والموسيقى
لا يوجد أحد في عائلتنا يعزف أو يغني غيري، ولكننا عائلة تحب سماع الموسيقى، ليست فقط الموسيقى العربية بل أيضًا موسيقى عالمية من كل شعوب العالم، مثل موسيقى الأغاني الملتزمة (السياسية) من أمريكا اللاتينية. أنا من بيت يحب الشعر والموسيقى، وعندما أتحدث عن البيت أقصد والدتي، التي انفصلت عن والدي في عام 1979 وكانت أول امرأة تخرج من بيتها في تلك الفترة في الناصرة. منذ ذلك الوقت، تغيرت حياتنا بشكل جذري، فأمي، التي كانت شاعرة، بدأت كتابة الشعر في سن متأخرة بعد الأربعين، لكنها كانت إنسانة مثقفة وملتزمة بقضية شعبها. هذا الالتزام ورثناه منها. بفضلها أصبحنا أناسًا مبدئيين وواضحين في مواقفنا.

بدأت أمي كتابة الشعر في فترة متأخرة، ونحن عملنا على العديد من القصائد التي كتبتها، ولحّناها. لكنني لا أختار أي قصيدة فقط لأن والدتي كتبتها، بل أختار ما يناسبني ويحوز على إعجابي. وهناك تناغم خاص بيني وبين أمي في هذا المجال، حيث إن أسلوبها في كتابة الشعر يتلاءم كثيرًا مع أسلوب الموسيقى التي نعمل عليها.

موسيقانا موسيقى خاصة
لا أحب أن أقول إن لدينا مدرسة موسيقية محددة. لا أستطيع أن أقول إن أغانينا تشبه أعمال الرحابنة أو الموسيقى العربية الكلاسيكية التقليدية. موسيقانا لها طابع خاص مستوحى من البيئة التي نعيش فيها ومن تراثنا، لكنها لا تصنف كأغاني تشبه التراث الفلسطيني، بل هي أكثر توجهًا عالميًا. عندما يسمعها المستمع العربي يشعر بأنها قريبة وجديدة في الوقت ذاته، وكذلك عندما يستمع إليها مستمع أجنبي أو غربي، يجدها قريبة إلى وجدانه أيضًا. عمليًا، موسيقانا تلامس كل الثقافات، وهذا شيء أعتبره مهمًا.

أنا أحب التعاون مع فنانين من مختلف أنحاء العالم، وهذا الموضوع يستهويني كثيرًا. في ألبومي الجديد “مرايا الروح”، عملت مع موسيقيين نرويجيين، وكان التناغم بيننا رائعًا، وكانت النتيجة عملاً مميزًا.

الألبوم الجديد من إنتاج نرويجي
الألبوم الجديد “مرايا الروح” صدر بداية هذا العام، وهو موجه إلى الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، تكريمًا لهم ولنضالهم من أجل الحرية والاستقلال. في هذا الألبوم هناك أغنيتان عن الأسرى، هما “مرايا الروح” و”كرمل الروح”، وكلاهما من كلمات والدتي زهيرة صباغ. كتبت أمي هاتين القصيدتين تهديدًا لأخي الذي كان أسيرًا في السجون الإسرائيلية. الألبوم كان من إنتاج المنتج النرويجي إريك هيليستاد، ويضم مجموعة من أفضل العازفين النرويجيين.

كما يتضمن الألبوم أغنيتين عن شهداء الأطفال، من ضمنهم الطفلة سارة من نابلس، التي استشهدت في بداية الانتفاضة الثانية. الأغنية تحكي عن سارة وضحكتها التي كانت تملأ سماء فلسطين، وعن لحظة استشهادها عندما غافلها قناص برصاصة في جبينها. هذه الأغنية تحمل أيضًا قصة إنسانية مؤثرة عن والد سارة الذي كان أسيرًا أيضًا، وبعد الحادثة قرر أن لا يقص شعره حتى ينتقم لها.

الرسالة التي يحملها ألبومي
الرسالة التي يحملها ألبومي هي تسليط الضوء على القصص الإنسانية مثل قصة سارة، لتلفت الأنظار إلى معاناة الشعب الفلسطيني. كما أوجه رسالتي للعالم، وأؤمن بأن الشعوب هي التي ستغير مواقف الحكومات.

تعارفي مع إريك هيليستاد
بدأت علاقتي مع إريك هيليستاد من خلال ألبوم “تهاليل من محور الشرق”، الذي سجلته ردًا على تصريحات جورج بوش حول “محور الشر”. عندما سمعني إريك وهو يعجب بصوتي، اقتراح أن أعمل معه في مشروع آخر. ومن هنا بدأ التعاون الذي أفضى إلى ألبوم “كريستينس” مع جوقة نرويجية، وكانت فيه أغاني تربط بين المسيحية والتراث الفلسطيني، مثل هروب العائلة المقدسة من هيرودس، والتي يمكن ربطها بقضية اللاجئين الفلسطينيين.

مشروع ثالث مع الفنانة النرويجية كاري بريمنس
ثم انتقل إريك إلى مشروع ثالث مع الفنانة النرويجية كاري بريمنس، حيث عملنا معًا على مسرحية غنائية بعنوان “يا ملاكي جِد الطريق”، التي تحكي عن رحلة كاري في الشرق الأوسط، وخصوصًا في فلسطين. المسرحية أثرت بشكل كبير على الجمهور النرويجي، وأظهرت معاناة الشعب الفلسطيني أمام العالم.

بعض الأغاني تافهة
لا شك أن بعض الأغاني في فترات سابقة فقدت هويتها تمامًا، فهي لا تحمل معنى أو رؤية فنية. أما الأغاني العربية الجيدة، فهي تظل بحاجة إلى جهود موسيقيين ملتزمين وذوي رؤية فنية واضحة، مثلما كان الحال مع الرحابنة وآخرين.

عبد الباسط عبد الصمد هو المايسترو
بالنسبة لي، عبد الباسط عبد الصمد هو المايسترو بالنسبة لي. صوته يعد من أجمل الأصوات في العالم، ويمكن تعلم الكثير من تقنيات الصوت عبر الاستماع له. كما أعتبر المغني الباكستاني علي خان، رحمه الله، من القمم الصوتية أيضًا.

اوسلو – الصفصاف :

أحيت الفنانة الفلسطينية ريم بنا ومعها أيضا مجموعة من الفرق العربية مهرجان “ريد زون” في أوسلو..

ريم بنا أنشدت مجموعة جديدة من أغانيها الجديدة من كلمات الحلاج، بدر شاكر السياب، راشد حسين ومحمود درويش.

كذلك أمتعت الفنانة تانيا صالح وفرقتها من لبنان الجمهور بمجموعة أغاني جميلة عبرت عن واقع حالنا العربي.

فيما حلقت عاليا فرقة الشباب ” توت ارض ” حيث عزفت وأنشدت الأغاني المعبرة بلون شبابي جميل. الفرقة من الجولان السوري المحتل

كذلك قدمت فرقة حاجز 303 من تونس عروضها التي نالت اعجاب الجمهور.

 يذكر أن الحفلات جاءت ضمن برنامج “ريد زون” الذي تقيمه الكنيسة الثقافية في اوسلو. 

من أجل حرية الشعوب ..

Oslo – Safsaf.org : Rim Banna – Palestine, Tania Saleh – Lebanon, Tout Ard -Goulan-Syria, Hagez303- Tunis..

 Oslo in KKV 03-03-2013: foto&video by safsaf.org

  قصيدة الشاعر الفلسطيني الر احل راشد حسين ” الله أصبح لاجئا” غناء ريم بنا

http://www.youtube.com/watch?v=hYgxSpiJQ3o&feature=youtu.be

أغنية لفرقة توت أرض – Tout Ard in Oslo mars 2013

http://www.youtube.com/watch?v=9djbSK9vx-U&feature=youtu.be

الفنانة اللبنانية تانيا صالح  Tania saleh from Lebanon

http://www.youtube.com/watch?v=Le0qnvUZ9sE

مجموعة صور وتسجيلات فيديو لبعض الأغاني

نص حوار نضال حمد مع ريم بنا في اوسلو 2005 ..

بقلم نضال حمد

الأحد 3/4/2005

ريم بنا فنانة فلسطينية من الناصرة

بعد انتظار استمر لفترة ليست طويلة ولكنها أيضا لم تكن قصيرة، ها هو حواري مع ريم بنا يعبر خطوط الطول والعرض في شبكة العنكبوت الالكترونية، ويخترق جدارن الكمبيوتورات النارية، عابراً القارات، حاملا صوتا فلسطينيا ملتزما مع كلمات حارة في حوار دافئ أردناه أن يلقى ترحيب ورضا القراء..

بدايات ريم بنا

أنا فنانة فلسطينية من الناصرة ومضى على غنائي على المسارح 11 سنة ، أما البدايات فقد كانت عن طريق نشطاء مدرسة ثم تطورت أكثر وأصبحت أقدم أغاني أكثر و مشاركات في مهرجانات و احتفالات فلسطينية حيّة ملتزمة مثل يوم الأرض.. وكذا في مهرجانات وطنية أخرى…

في تلك الفترة توجهت للغناء أو تناولت في أغنياتي التهاليل الفلسطينية وكانت أول مرة يطلع احد و يقدمها ويغنيها على مسرح ،بالنسبة لي كانت تلك الفترة ذاك الشيء الخاص الأول الذي قدمته كشيء خاص بي وبقي لغاية اليوم مرتبط باسمي واعتقد أن الذي يريد تهاليل فلسطينية من مغنية يجدني أنا موجودة لأنني الوحيدة التي تناولت هذه التهاليل على ما اعتقد على المسرح.

ثم بعد فترة المدرسة قررت أن أتعلم موسيقى وكذلك غناء وأن أتخصص وليس فقط مجرد هاوية.. ثم وافقت على السفر بمنحة دراسية إلى الاتحاد السوفيتي ، درست في موسكو بالمعهد العالي للموسيقى لمدة 5 سنوات و أستطيع القول أن البدايات كانت هكذا ومن هذه النقطة.

أنا من بيت يحب الشعر والموسيقى..

لا يوجد احد في بيتنا يعزف أو يغني غيري، لكن أنا من عائلة تحب سماع الموسيقى، ليس فقط موسيقى عربية بل موسيقى عالمية مختلفة من كل شعوب العالم، مثل موسيقى الأغاني الملتزمة (السياسية) من أمريكا اللاتينية، يعني أنا من بيت يحب الشعر والموسيقى.. وعندما أتحدث عن البيت اقصد عن والدتي لان والدتي سنة 1979 انفصلت عن والدي وكانت أول امرأة تخرج من بيتها في تلك الفترة في الناصرة .. يعني من وقتها لما خرجنا مع أمنا من البيت فعلاً يمكن القول أن هذا الشيء هو الذي غير كل مجرى حياتنا أنا وأخي وأمي .. بمعنى آخر لو أن أمي بقيت في البيت كان سوف تعاني كثيراً من أزمات عائلية ، واعتقد انها لم تكن لتتمكن أن تكتب الشعر، ولا أنا أصبح مغنية. فوالدتي شاعرة بدأت كتابة الشعر في سن متأخرة بعد الأربعين،لكن هي انسانة مثقفة وملتزمة بقضية شعبها وهذا الشيء ورثتنا إياه كذلك.وبفضلها أصبحنا أناس مبدئيين، واضحين في مواقفنا. هي بدأت كتابة الشعر في فترة متأخرة قليلا، نحن عملنا على كثير من القصائد التي كتبتها ولحناها، طبعا ليس لأنها والدتي .. فأنا أقوم باختيار ما يناسبني ويحوز على إعجابي من كلمات واعمل عليها. بالإضافة لأنه صار في تناغم كثير موفق بيني وبينها، لأن الأسلوب الذي تكتب فيه الشعر يتلاءم كثيرا مع أسلوب الموسيقى التي نعمل نحن عليها.. يعني إيقاع الكلمة التي تكتبها يتطابق كثيراً مع الإيقاع الموسيقي الذي نعمل عليه. يعني أسلوبها متطابق مع أسلوبنا.

موسيقانا موسيقى خاصة

أنا لا أحب أن أقول أي مدرسة .. لا أستطيع القول ان أغانينا تشبه رحباني او تشبه الموسيقى العربية الكلاسيكية التقليدية، موسيقانا موسيقى خاصة فيها نمط خاص فينا أكيد مستوحى من البيئة والوجود الذي نحن موجودون فيه،من تراثنا لكن هي أيضاً لا تصنف كأغاني تشبه التراث الفلسطيني، وهي فيها توجه عالمي أكثر، لأنك كعربي تسمع هذه الأغاني فتحسها قريبة عليك وجديدة بنفس الوقت،لكن أيضاً عندما يسمعها مستمع أجنبي أو غربي كذلك يستمتع فيها وبسماعها لأنها تحاكي وجدانه،عملياً هي موسيقى تلامس كل الثقافات وأنا اعتقد أن هذا شيء مهم. أنا أحب كثيرا التعاون مع جهات مختلفة من العالم،هذا الموضوع يستهويني كثيراً،يستهويني لأنني أقوم بالغناء بالعربية وعندي الموسيقى التي أنا اشتغل في مجالها،مثل أن يعمل معي موسيقيون من النرويج،مثلما عملت في الألبوم الجديد(مرايا الروح) و الذي كان فيه تناغم كثير جميل وكان فيه كثير خصوصية حتى أنه كان عملا مميزاً.

المنتج النرويجي اريك هاليستاد (تصوير نضال حمد)

الألبوم الجديد من إنتاج نرويجي

هذا الألبوم الجديد رأى النور بداية هذا العام ، في هذه الأيام، اسمه مرايا الروح،وهو البوم مرفوع إلى كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية احتراماً وتقديراً لنضالهم من اجل الحرية والاستقلال وهذا كان جزءًا بسيطاً منا أن نقدم شيء لهؤلاء الأبطال. هذا الألبوم كان العمل الذي افتخر به كثيرا لأنه أنجز بإنتاج نرويجي،المنتج النرويجي المعروف “اريك هيليستاد”،إذ يعزف معي في الألبوم مجموعة من أفضل العازفين النرويجيين.. لماذا اهديت الألبوم للمعتقلين؟ لأن فيه أغنيتين تتحدثان عنهم، وهما مرايا الروح وكرمل الروح وكلتاهما من كلمات والدتي زهيرة صباغ.وكانت أمي كتبتهما اهدءا لأخي عندما كان أسيرا في السجن الإسرائيلي كمعتقل سياسي لأسباب أمنية. القصيدتان كتبتا بشكل إنساني من أم لابنها لذلك قررت أن يسمى الألبوم مرايا الروح. وأغنية مرايا الروح مهداة للأسرى الأطفال المعتقلين الذين لغاية آذار 2003 بلغ تعدادهم أكثر من 535 أسيراً دون سن الثامنة عشر. وأحببت أن أؤكد وأركز على تلك النقطة من خلال تقديم هذه الأغنية بالإضافة لكرمل ومرايا الروح هناك أغنيتان عن شهداء أطفال، منهم الطفلة سارة كذلك من كلمات والدتي. والطفلة سارة وهي من نابلس استشهدت بداية الانتفاضة الثانية ، الأغنية تحكي عن سارة وعن ضحكتها التي كانت يمكن أن تملأ سماء فلسطين ، عن سارة التي غافلها قناص برصاصة في الجبهة الجبين ونهاية الأغنية تقول : ارفعوا العصبة عن عيون سارة ، حتى ترى وجه قاتلها ..

بالنسبة لي شخصياً قصة سارة لها خصوصيتها عندي لأنه لاحقاً سمعت من أسير جولاني (بالمناسبة احيي الأهل في الجولان السوري المحتل) أن والد سارة هو أيضا أسير،وقد كانت سارة معه في السيارة حين تم إطلاق الرصاص عليهم من قبل القناصة الإسرائيليين.ولحظة منازعتها الأخيرة ظلت سارة التي أصيبت في جبينها اثناء جلوسها في المقعد الخلفي متمسكة بشعر والدها بقوة حتى فارقت الحياة. ومنذ تلك اللحظة قرر عبد العظيم عبد الحق أن لا يقص شعره حتى ينتقم لسارة رسولة الشهداء. وهنا لا يمكن تخيل مشاعر إنسان قتلت طفلته بين يديه على يد قناص، وبعد فترة من تلك الحادثة قام مع رفاق له باقتحام مستوطنة إسرائيلية فاستشهد رفيقاه واعتقل هو ولازال في السجن حتى يومنا هذا. وقد وعدني أصدقائي من أهل الجولان أن يحدثوه عن الأغنية التي كتبت وأنشدت عن سارة طفلته الشهيدة.

الرسالة التي يحملها ألبومي هي وضع قليل من الضوء على مثل تلك القصص الإنسانية ، نلقي الضوء عليها خلي الناس في العالم لأني احمل رسالتي للعالم، شوية نلفت نظرهم للقضية الفلسطينية ولمعاناة الشعب الفلسطيني أكثر من هيك أوجه رسالتي للعرب لأنني احلم وأحب دائما أن اغني أمام جمهور عربي ولكن نحن نعرف وجعنا و مشاكلنا… لكن نحن أيضا بحاجة لتضامن عالمي أوسع واشمل واكبر مع قضيتنا. وإيماني إن الشعوب هي التي ستغير مواقف الدول والحكام.

تعارفي مع اريك هيليستاد..

بدأ من خلال “تهاليل من محور الشرق” الذي سجلته اولا معه والالبوم كان ردا على ما قاله جورج بوش باننا من محور الشر ،نحن في فلسطين وايران والعراق وافغانستان .. الخ فكان ردي عليهم بهذا الألبوم الذي بدأ يأخذ شهرة عالمية. ونحن كنا نتحدث أنا واريك عندما جاء وسجل لم أكن مهتمة كثيراً به ، اعتبرته مثل الآخرين شيء عادي، قلت ماذا يعني، ماذا يريد مني هذا الرجل أن أسجل؟ “طيب .. حسجلك تهاليل..”.. ولم أكن اعرف ماذا وراء هذا الإنسان لان هناك كثير من الأجانب يأخذون مثل تلك التسجيلات ولا يفعلوا شيء لاحقاً. ولكن بعدما سمعني اريك وأنا اغني وأعجبه الشيء الذي قدمته ،سألني فوراً سؤال فهمت بعده انه يريدني لمشروع آخر. سألني بعدها عن أغاني مثلا قد تكون ليست دينية فقط، لكن فيها شيء قريب، مثلا عن اشياء مثلما كانت مريم العذراء تهلل للمسيح، شيء من هذا القبيل. قلت له أنت تعرف أن المسيح ابن الناصرة ومعروف على مر التاريخ ان الناصرة كمدينة لم يكن فيها يهود ولا مرة. هذه حقيقة معروفة لغاية اليوم ما في يهود في الناصرة.فكون هذا الإنسان من هذا البلد خرج وهو فلسطيني بلا أدنى شك وأمه من قانا الجليل، كذلك قانا طوال عمرها كانت بلدة كنعانية فلسطينية، جزء من تاريخنا القديم. فأتخيل أن أم المسيح التي هي رمز للام الفلسطينية أكيد كانت تهلل لابنها نفس طابع او نوع التهاليل التي هللتها قبل قليل. لان هذه الأغاني التهليلية التراثية هي مأخوذة من العصور القديمة. عندما حكيت هذه الأشياء وقلت له أنه بالنسبة لنا نحن اهل فلسطين المسيح هو الفلسطيني الأول الذي عذب. وأنه كان هناك إصرار من أعدائه ليس فقط على تعذيبه بل على صلبه، المسيح كان رمز الفلسطيني الأول بالنسبة لنا، نحن هكذا نعتبره. هذه الفكرة لمعت عند اريك وفكر بتسجيل البوم ثاني،الذي كان مع ” جوقة سكوك” النرويجية، فيها 50 منشد وهي “كريستينس البوم” أو “البوم ميلادي” ولكن البوم ميلادي ليس مثل ما يعرفوه في النرويج بل شيء مختلف جديد ، فيه أكثر من ناحية فلسطين وهروب العائلة المقدسة من هيرودوس بربطه باللاجئين الفلسطينيين، لأني أنا كذلك كان الهدف بالنسبة لي ليس دينيا وروحياً بل هدفا وطنيا بالأساس.

مشروع ثالث مع الفنانة النرويجية كاري بريمنس

ثم انتقل اريك إلى مشروع ثالث هو مع النرويجية كاري بريمنس والتي أنا كثير سعيدة حقيقية أنني عملت معها. وعملنا معا مسرحية غنائية اسمها “يا ملاكي جِد الطريق” والمسرحية تحكي عن رحلة كاري بريمنس في الشرق الأوسط ورحلتها بالذات إلى فلسطين والأشياء التي رأتها ، لأنها كانت هي نفسها كاري تمثل في المسرحية الشاهد الحقيقي الذي يُريك وجها لوجه ماذا رأى هناك وليس شخص سمع أو أثر عليه شخص آخر. لا هي شاهد على ما رأت على الحواجز في فلسطين، على عذابات الناس في المدن الفلسطينية المحاصرة، كانت ترى كيف يعاني الناس هناك، إضافة للقاؤها معي أول مرة حين التقينا في منزلي وحكينا عن امور كثيرة، وكانت وقتها كاري تبني الفكرة والحوار لأنها هي كتبت نص الحوار “المونولوغ” في المسرحية.وحكت فيه عن كيفية عملي وشغلي أنا ، عن تجربتي، وما هي الرسالة التي أريد إيصالها،رسالتي التي تقول ان هناك لاجئين تحت القصف، وكيف نعمل رغم الضغط علينا و في الأوضاع الصعبة ، كذلك مع عائلتي وظروفي ، فعلا فيها كان خطورة على حياتي لكن ايماني كان وهدفي الأكبر أن اصل إلى الأطفال الفلسطينيين الذين تحس عن جد انهم يحتاجون احداً يشاركهم يكون معهم يغني لهم ، يقيم لهم أي نشاط يخفف عنهم الخوف والرعب الذي يعيشونه يوميا من القصف ومن أجواء الاحتلال المرعبة. فثمرة هذا كله كانت المسرحية التي طلعت بهذه الصيغة والتي تركت أثراً قويا لدى الجمهور النرويجي،هذا الجمهور الذي خرج بانطباع خاص بعد المسرحية والذي لا بد سيجلس قليلا مع نفسه ويفكر بهؤلاء الناس البعيدين سفر طويل عنهم، أن يعرف انه هناك ناس لا يعرف عنهم وان يعرف حقيقة ما يجري على الأرض هناك. فبينما ترى هنا جهات كثيرة تتضامن أكثر مع الإسرائيليين وهذا الشيء ” البارادوس ” يعني الصراع الذي يحدث. والشيء الغريب ان المسيحيين الذين يؤيدون إسرائيل فيها فعلا شيء غير منطقي لأنك أنت كيف مسيحي تؤمن بالمسيح وتساند إسرائيل؟… أين المنطق في الموضوع؟ وكان في محاولة هنا لإظهار وتبيان انه في فلسطين هناك مسيحيين يعانون نفس المعاناة مثل بقية الفلسطينيين.

بعض الأغاني تافهة

مثلما نرى في الفترات البدايات في الثمانينات وقبل ذلك أيضا ، هناك أغاني ليست أغاني ، أغنية فقدت هويتها تماما، أغنية ليست أغنية،فقدت هويتها بشكل بشع، بشكل غير جميل، يعني أغنية لا تحمل معنى الموسيقى ولا معنى الكلمات ولا الرؤية والمشاهدة للنظر ، كل هذه المسببات السيئة للأغنية العربية تصبح لا تعمل في نوعية موسيقى على مستوى.

الأغاني العربية تخضع كذلك لمحاولات لإظهارها بشكلها اللائق بدون تلك الادخالات التي دخلت عليها. مجرد انه يوجد ناس يعملوا على هكذا موسيقى مثل الرحابنة وغيرهم، أي أن هذا النوع من الموسيقيين يحاول أن يشتغل بشكل ان يحضر أغنية جيدة من ناحية كلمة وصوت وغناء وتوزيع موسيقى ولحن ، يعني نوعيتنا ورغم قلتها تحاول إنقاذ الأغنية العربية بمستطاها، و رغم أننا قلائل ورغم انه يوجد غسيل دماغ للمستمع العربي لدرجة انه عندما يكون في عندك مغني أو فنان ، كم عدد الفنانين الملتزمين عشرة ؟ عشرون ؟ أمام آلاف المغنيين الدابكين ليلا ونهار في آذان الناس. هذا البرنامج يؤكد أننا نكمل النوعية الجيدة والملتزمة في الموسيقى والغناء.

عبد الباسط عبد الصمد هو المايسترو

بالنسبة لي أنا لست فقط أحب صوت عبد الباسط عبد الصمد هو بالنسبة لي “المايستر” او الأستاذ أو المعلم ،هو القمة في الصوت في العالم ، هذا الصوت الصافي، الإنسان يستطيع التعلم عبر سماعه صوت وأداء عبد الباسط فهو ليس بمغني هو مُجود يقدم أداءً بصوت مميز. صوت من أجمل الأصوات في العالم . أما المغني الباكستاني علي خان رحمه الله، للأسف فقدناه إذ أنه توفي قبل كم سنة،وهو على فكرة يغني أغاني دينية ولكن فعلا تقنياته الصوتية وأناشيده تضعه كذلك “مايستر” في الغناء. هناك أصوات جميلة كثيرة، لكن أنا هنا أتحدث عن القمم الصوتية. اقول انهم القمة في الصوت وهناك أكيد مغنيين في العالم جيدين لكن العرب في هذه الأيام قلائل، قد يكون الأجانب أكثر، مثلا أنا معجبة بالمغنية النرويجية كاري بريمنس وأغانيها.

كل الحقوق محفوظة لموقع الصفصاف – وقفة عز@ 2005