نضال حمد للميادين نت عن مجزرة صبرا وشاتيلا
أحد الناجين من مجزرة صبرا وشاتيلا يروي للميادين نت تفاصيل المجزرة
مجزرة “صبرا وشاتيلا”وقعت في مخيمين للاجئين في بيروت يحملان الإسمين ذاتهما، في يوم الخميس 16 أيلول/ سبتمبر 1982، واستمرت لأكثر من 43 ساعة متواصلة.
يعتبر يوم 16 أيلول/ سبتمبر من كل عام، ذكرى أليمة على الشعب الفلسطيني، ففي مثل هذا اليوم تم تنفيذ مجزرة صبرا وشاتيلا.
ويوم أمس مرت الذكرى الـ38، لواحدة من أقسى لحظات الصراع العربي مع الاحتلال “الإسرائيلي” وهي لحظة مجزرة صبرا وشاتيلا.
الميادين نت أجرت في ذكرى هذه المناسبة الأليمة حواراً مع أحد الناجين من المجزرة نضال حمد، المقيم في بولندا.
يخبرنا نضال حمد أنه قبل يوم من وقوع المجزرة أي صباح يوم 15 أيلول/ سبتمبر 1982 نهضنا من نصف نومنا في الفاكهاني ببيروت الغربية المحاصرة، لنجد الدبابات الصهيونية مرابطة ومتموقعة تحت شرفاتنا ومقابل منازلنا، قرب الجامعة العربية وفي كلية الهندسة والمدينة الرياضية وفي مكتب الرئيس الراحل ياسر عرفات، خلف كلية الهندسة، وعلى حدود مخيمي صبرا وشاتيلا، وفي دوار الكولا ومناطق أخرى كثيرة من بيروت.
ويروي نضال حمد أن مجزرة “صبرا وشاتيلا” وقعت في مخيمين للاجئين في بيروت يحملان الإسمين ذاتهما، في يوم الخميس 16 أيلول/ سبتمبر 1982، واستمرت لأكثر من 43 ساعة متواصلة وأدت الى استشهاد 3500 تقريباً.
ويقول “عمليات القتل والسحل والذبح في هذه المجزرة كانت تجري بصمت. عائلات بكاملها أبيدت. لا أحد كان يدري ماذا يدور في المخيمين”.
ويضيف: “المجزرة المروعة والفظيعة ارتكبها الصهاينة بقيادة الجنرال المتوحش شارون وقادة جيش الاحتلال “الاسرائيلي” والفاشيون الانعزاليون اللبنانيون عقب اغتيال بشير الجميل“.
ويستطرد نضال بقوله: اليوم التالي بعد المجزرة فجر الجمعة بدأت تردنا بعض الأخبار عن حدوث مجازر في المخيمين …وعن وجود قتلى بالعشرات .. لا وجود لجرحى ولا يوجد أسرى، الكل كان يجب أن يقتل ويذبح بصمت، الصغير قبل الكبير… ورؤوس الأطفال الصغار تقطع بالسواطير والحراب أمام أعين ذويهم.. ثم فيما بعد يتم قتل الأهالي. تجمع الجثث وتنقل لدفنها في حفر قامت بحفرها الجرافات (الاسرائيلية).. تُوارى الجثث بشكل جماعي على مرأى الجنود والضباط الصهاينة.
ويؤكد نضال أن بعض الفلسطينيين واللبنانيين من سكان المخيمين دفنوا أحياء تحت التراب.
يوضح نضال أنه “يوم 17 أيلول/سبتمبر 1982 الساعة العاشرة والربع صباحاً في بيروت، قرب المدينة الرياضية على مدخل مخيمي صبرا وشاتيلا، كانت الدبابات الصهيونية تنتشر في كل مكان حول المخيمين وفي ستاد المدينة الرياضية..الطيران الصهيوني يسيطر على السماء فوق بيروت. السفن الحربية الصهيونية تقصف المدينة وأطراف المخيمين صبرا وشاتيلا. الجنود الصهاينة يقنصون ويطلقون النار على أي شيء يتحرك. السكان المدنيون المرعوبين يختبئون في منازلهم. سكان المخيمين يتعرضون لعمليات إبادة منظمة داخل أزقة وبيوت المخيمين”.
ويكمل نضال روايته عن المجزرة: “صباح 17 أيلول/سبتمبر 1982 كُنا مجموعة من الرفاق، حوالي 15 شخصاً حملنا السلاح، الشباب الفلسطيني والعربي..كان معنا فدائيات وفدائيون من جبهة التحرير الفلسطينية فلسطينيون وأردنيون ولبنانيون وسوريون ومصريون وتونسيون. تعاهدنا على الدفاع عن هذا المدخل المؤدي إلى المخيمين من جهة المدينة الرياضية والفاكهاني في بيروت. لأنه آخر مجال وممر آمن ممكن للسكان المدنيين الفرار عبره الى مناطق آمنة خارج المخيمين”.
ويضيف: “قمنا باستطلاع أماكن تواجد الصهاينة ثم شننا عليهم هجمات أخرجتهم من كلية الهندسة ومنزل الراحل عرفات وثكنة الـ17، وأعادتهم الى شارع بيروت – صيدا قرب المدينة الرياضية حتى السفارة الكويتية وأصبح خط التماس والمواجهة بيننا وبينهم في تلك المنطقة. وكانت دباباتهم تتمركز على مدخل الفاكهاني قرب المدينة الرياضية والطريق المؤدي الى مخيمي شاتيلا وصبرا. هناك خضنا معركة غير متكافئة استمرت عملياً من 15 إلى 17 أيلول/سبتمبر 1982″.
وعندما بدأت المواجهات مع الدبابات “الإسرائيلية”، يقول نضال: “تعرضت أنا ورفيقي اللبناني محمد علي – أبو الفداء لقذيفة أطلقتها دبابة صهيونية. استشهد محمد على الفور وأصبت أنا اصابات بليغة وصعبة، فقدت خلالها ساقي اليسرى. بقيت حوالي عشر دقائق أو أكثر قليلاً بجوار صديقي محمد الذي لفظ آخر أنفاسه”.
يقول نضال: بعد إصابتي كنت متروكاً وحيداً في مستشفى غزة بعد عملية إنقاذ حياة أجرتها لي الدكتورة البريطانية من أصل ماليزي سوي شاي انغ ومساعدتها الممرضة الأميركية اليهودية ايلين سيغل، اللواتي عملن أثناء المجزرة مع الهلال الأحمر الفلسطيني في مستشفيي غزّزة وعكا في المخيمين.
ولا ينسى نضال، فضل إلين سيغيل، والدكتورة سوي شاي انغ ،حيث يقول: ساهما في إنقاد حياتي عبر إصرارهما لدى الصليب الأحمر على نقلي من المستشفى الى مكان آمن آخر.
ويختم نضال روايته عن مصير مرتكبي المجزرة بقوله: “العالم الذي يُحقّق بجرائم الحرب الدولية في كل الدنيا تحايل على الدعوات التي أُطلِقت للتحقيق في مجزرة صبرا وشاتيلا وأفشلها عن سابق إصرار، حتى أن بعض الدول الأوروبية مثل بلجيكا وفرنسا وبريطانيا قامت عمْداً بتعديل القوانين المحلية من أجل عدم تمكين الضحايا الفلسطينيين واللبنانيين من رفْع دعوات قضائية وجلب القادة الصهاينة لمحاكمتهم في محاكم مجرمي الحرب الدوليين”.