هذا اليوم يوم الأرض الفلسطينية – محمود فنون
اليوم أعمل في الأرض وأزرع شجرا .
كان يوما كفاحيا عالي الكفاحية وكان يوما نقترب فيه من الإرض حتى الإتحاد
كان يوما زكيا ودماء زكية روت تراب هذه الأرض المعطاءة
الأرض المعيشة والإقتصاد
والأرض الوطن وكل شبر فيها وطن
الأرض ذكريات الآباء والأجداد الذين نوفي بعهدهم معنا وبعهدهم مع الأرض .
الذين نحمل عهدهم ليصبح عهدنا وقسمهم ليصبح قسمنا إلى أن تتحرر أرض فلسطين.
اليوم يوم الأرض تحتفل به منظمات ال NGOs بروتوكوليا وقد يتخلله زراعة أشجار ومسيرات .
وتحييه قيادات الفصائل بمسيرات رتيبة وكلمات وخطابات مكرورة ومريضة عند الكثيرين منهم في أغلب الأحيان .
ولكن هذا يتم بشكل ميت لا حياة فيه ، هذا الشكل ليس مفعما بروح النضال ، هو مظهر بروتوكولي وهو يظل بمثابة ” أضعف الإيمان”.
وهناك من يحتفل به كيوم ذكرى كفاحية تحضر فيها دماء الشهداء وعذابات المعتقلين الذين تلقوا وعدهم في ظل ما هو بالنسبة لهم ليس احتفالا بل إحياء وتكرارا واستمرارا لمحطة كفاحية وطنية تعاطت معها كافة جماهير شعبنا الفلسطيني في كل أنحاء فلسطين .تعاطت معها كتجربة حية ومدفوعة الثمن بدماء الشهداء في فلسطين – وكل جزء من فلسطين هو فلسطين .
كان هذا قبل أربعين عاما … كلها مضت … كلها مضت وشعبنا يتجرع المرارة ويناضل بصبر وظل يدفع الشهداء والتضحيات بمناسبة يوم الأرض وغيرها. بمناسبة مقاومة الإحتلال والدفاع عن الأرض.
كلن يوم الدفاع عن الأرض والتمسك بالأرض ورفض احتلال الأرض ورفض الإستيطان على الأرض ورفض كل الدنس الصهيوني على الأرض .
هو كذلك رفض لكل تنازل وكل تواطؤ وكل بيع للأرض الفلسطينية ، الوطن الفلسطيني .
إن أشكال البيع متعددة ولكن أهمها وأخطرها :البيع السياسي المتمثل بالإعتراف بأحقية بقاء ” دولة إسرائيل ” على أرض فلسطين تحت شعارات ومسميات الواقعية ، وحب السلام ، والذكاء الإبداعي في اجتراح الحلول ، وغير ذلك من المسميات الاتي تمكنت الصهيونية ومن يخدمها من زرعها في عقول الطابور السادس الثقافي والطابور السادس السياسي وبثها من خلال المريدين واستغفال الشعب ، وهي في حقيقة الحال مشاريع تخدم بقاء واستمرارية الصهيونية . وهي في الحقيقة تعطي الصهيونية ما يلزم لها من الوقت للإستمرار في بناء المستوطنات والإستمرار في قضم الأرض واستجلاب مزيد من المهاجرين الصهاينة إلى أرض فلسطين .
إن كل الطابور الذي يتباها بالتفكير بالحلول السياسية هو جندي صغير في خدمة العدو الصهيوني .وعلينا أن نحذّر منهم دائما ونفضحهم ونحذَرهم مهما كانت مسمياتهم ومهما كان اللبوس الذي يتظاهرون به . إن دورهم أخطر بكثير من دور من يتزعموا التطبيع الثقافي والإقتصادي والإجتماعي بل هم المقدمة التي يبنى عليها ” إستدخال الهزيمة ” لجمهرة أوسع فأوسع من المستدخلين لخلق حالة من اليأس نتيجتها أن ” ليس في الإمكان أحسن مما كان ” وأن الصهيونية هي ” القدر المقدور الذي لا يزول إلا في آخر الزمان بفعل جيش الإسلام الذي يقوده الخليفة تحت راية الإسلام ّ!!!!.
من يستعيد يوم الأرض ؟
نترك هذا السؤال ليجيب عليه الزمن وأجيال لا تقبل الهوان . أجيال هي الآن تتململ وتتحرك وتحاول أن تتلمس طريقها وتحاول ان اتخرج من عباءة الزمن الغاشم لتصنع زمنها – الزمن الذي يتقدم فيه الفلسطيني بابداعات لخدمة المشروع الصهيوني المستمر ، يقول رأيه في صحيفة أو وسيلة إعلام ثم يدير وجهه جهة الصهاينة علّه يسمع ” العفارم ” ويدير وجهه علينا مجادلا ومنافحا عن رأيه ليثقف الجماهير بثقافته الهابطة ما أمكنه ذلك .. وبعضهم مفخما من الصحافة الأجنبية وترحب به وسائل الإعلام ويتقدم كمناضل جسور ولكن لخدمة العدو .
الأجيال التي تتململ الآن تفتقد للخبرة والقيادة المجربة والإطلاع على ما جرى مع انه جيل كفاحي يبدأ معاركه الأولى في محاولة قتال العدو بجسده وما تيسر .
جيل جسور ورث الجسارة عن آبائه وأجداده كابرا عن كابر ولا يريد أن يضيع أو يُضَيّع.
ومعهم من بقي ممسكا على الجمر من الرعيل التاريخي . من رفض أن يتهاون أو يتنازل أو يخنع أو يضع رأسه بين الرؤوس أو يقول أنا مع …
معهم استمرار التجربة الكفاحية وتاريخ كفاحي وثوري لجبهة واسعة من الرفض الفلسطيني لم تستسلم أو تجبن وترتعد فرائصها. وظلت على العهد ومع كل نضال ضد الإحتلال .وظل خطابها وطنيا شفافا لا يهون ولا يماري السلطات في الضفة والقطاع وسلطة إسرائيل وسلطات الرجعيات العربية .ويرفض أوسلو وكل تجلياته السلطوية وكل مظاهر وجوده وما يقدم له .
عاش يوم الأرض .
عاش الشعب الفلسطيني.
عاشت جبهة الرفض .
● الصفصاف – كنعان