هذا رأيي بفتح والمنظمة والسلطة (1-2) – نضال حمد
أولاً أؤكد محبتي واحترامي ووفاءي للشهداء، للجرحى، للأسرى وللشرفاء من المناضلين والمناضلات… ولكل شرفاء وشريفات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية، المغدورين والمغدورات والمطعونين والمطعونات. لكن يؤسفني أن أقول بأن حركة فتح انتهت وطنياً منذ تمت أوسلتها (من أوسلو) وديتنتها (من دايتون) وعبسلتها (من عباس)… وكذلك منذ تم إفراغها من الشرفاء والمناضلين والثوريين والوطنيين الحقيقيين. فهي الآن مثل فيل بلا خرطوم ومثل أسد بلا عرين ومثل نسر بلا مخالب. خالية من القادة الحقيقيين ومن الكوادر الفدائيين المجربين، حيث تم استبدالهم بأمثال إبن أبو الزعيم وبالحاج اسماعيل وجنرالات الوهم من الوقائيين سواء الموالين أو المعارضين لرئيس الحركة لأسباب ليست سياسية بل داخلية فتحاوية. يعني سياسياً ليسوا أفضل من عباس ومن معه.
فتح الآن بلا قيادة وبلا لجنة مركزية وبلا مجلس ثوري فالأطر الموجودة شكلية ولا قيمة لها، وكل من هم فيها موجودون شكلياً وتجمعهم الميزانيات والمخصصات والولاء لعباس فقط لا غير. كما ويمكن اختزال اللجنة والمجلس في شخص رئيس الحركة والسلطة والمنظمة، محمود عباس. حيث لا أحد منهم، من أثخن شنب الى أصغر ذنب يجرؤ على تقديم اعتراض أو رأي مخالف لما يقوله عباس. فهو الآمر الناهي وهم المستمعين المطيعين. يفعل كل هذه الأشياء والتجاوزات والممارسات الدكتاتورية مع أنه كان يعيب على الرئيس الراحل ياسر عرفات نفس ما يقوم به هو الآن، ومنذ وبعد أن تسلم الورثة الفتحاوية والسلطوية عن الراحل أبو عمار. كلكم شاهدتم ما قاله محمو عباس لعباس زكي في الفيديو المسرب من اجتماع اللجنة المركزية لفتح، شتم الصين وروسيا وعباس زكي، وهذا الأخير ملك المقابلات والتصريحات الفتحاوية الامتصاصية. لم يجرؤ أحد على التصدي له وحتى المشتوم بكل وقاحة عباس زكي إلتزم الصمت رغم قمعه والشتيمة المسجلة.
شرفاء فتح للأسف لا وجود لهم بينما المتواجدين في مؤسسات فتح منذ مؤتمرها العام الأخير هم “أزلام عباس” وأثخنهم مجرد “شاهد ما شافي حاجة”. بعضهم يستخدمون كأبواق دعائية وامتصاصية وهم أكثر من أبواق لعباس، كما بعض اليساريين الفلسطينيين الساقطين والمنتفعين والمستسلمين مثل رياض المالكي وياسر عبد ربه واحمد مجدلاوي وآخرين. هؤلاء يخرجون على وسائل الاعلام ليتحدثوا عن مناقب الرئيس وعن منظمة التحرير والوحدة الوطنية. هؤلاء مجموعة من المنتفعين والمنافقين والمزايدين. مجموعة من اليسار الفلسطيني والفصائل التي لبست ثوب فتح وأخذت تردد شعار “غلابي يا فتح يا ثورتنا غلابي”. هم أكثر من أضر بفتح وبالثورة وبفلسطين. لأنهم مع الذين جاءت بهم اتفاقيات أوسلو أصبحوا من أسوأ الساقطين، فقد تحولوا نعالاً حمراء استخدمتها ولازالت تستخدمها قيادة فتح والمنظمة والسلطة. هؤلاء مع الذين دمروا فتح والثورة والانتفاضة والمنظمة خطر على فلسطين. فقد صار ميثاقهم الوطني بنك الدول المانحة وبطاقات “ويب” الصهيونية لعبور الحواجز والتنقل برضا الاحتلال.
منذ بدء العمل بإتفاقيات أوسلو بدأت عملية تصفية الخلايا الثورية الشريفة في فتح. إما بالترغيب وإما بالترهيب. فهناك من تم إسقاطهم وطنياً وتمت أوسلتهم (من أوسلو). كما هناك من تمت إزالتهم اغتيالاً أو استبعاداً أو فصلاً أو تهميشاً أو تجويعاً أو تشويهاً. وهكذا دمرت زمرة أوسلو-دايتون كل المجموعات والخلايا الفتحاوية المؤمنة بالكفاح والنضال والمقاومة. كما أسلفنا إما باغتيالها أو بإعتقالها أو تشتيتها وعزلها ومحاصرتها وإبعادها عن أي دور مؤثر في صفوف الحركة. فالشريف الحقيقي داخل فتح ما عاد له مكان. فهو إما في البيت أو في السجن أو في القبر. طبعاً هناك أعضاء متفرغين وأعضاء ميليشيا في فتح هؤلاء تربطهم بفتح حاجتهم لسد الرمق وتأمين لقمة العيش فقط لا غير. فإذا جفت وتوقفت أموال فتح، صدقوني لن تجدوا منهم ومنهن حتى شخص واحد يبقى معهم أو منتسبة ومتفرغة واحدة يمكنها البقاء في الحركة.
هناك ناس كانوا شرفاء ولكنهم أيضاً إنتهوا مع جماعة الذين كانوا في زمن أوسلوي سابق، قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وبعد ذلك بقليل، كانوا هم أكثر الأوسلويين تنسيقاً مع الاحتلال مثل تيار فتح محمد دحلان. هؤلاء للأسف ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل “مثل الذي صام صام ثم أفطر على بصلة”.
فتح تم أفراغها من الفدائيين المؤمنين بعروبة فلسطين وبنهج الكفاح والتحرير وبشعارات ودستور الحركة الذي عرفه شعبنا وعرفته أمتنا العربية في الفاتح من كانون الثاني ١٩٦٥. كما يؤسفني أن أقول بأن فتح أصبحت مرتعاً للخارجين عن الصف الوطني وللمنسقين مع الاحتلال وجيشه الارهابي. تماماً كما هي السلطة وأقل بقليل كما هو حال المنظمة في زمن عباس. فهذه الأخيرة تحولت من منظمة تحرير الى منظمة تنازلات وتمرير. بالنهاية هذه هي نتائج وإفرازات الاستسلام والتنسيق الأمني والحياة مفاوضات وتنازلات. فهي نتائج طبيعية وكارثية لسياسة ونهج التفريط بالقضية الوطنية والتخلي عن البندقية والقبول برئاسة وقيادات كرتونية، كراكوزية وكرازانية (من كرازاي).
يتبع الجزأ الثاني >>>
نضال حمد في 28-6-2021
هذا رأيي بفتح والمنظمة والسلطة (1-2) – نضال حمد