هكذا رأيت وأرى مخيم عين الحلوة .. نضال حمد
في عين الحلوة الذي تخيله صاحبي الذي لم يره، من كثرة ما سمع عنه انه اكبر واهم من طوكيو عاصمة اليابان حسب ما كتبه لي ..
وهو محق لان عين الحلوة بصموده وتحمله اكبر من اليابان وليس عاصمتها فقط. وباستمراريته بالرغم من جحيم الحملات الاعلامية التي تلاحقه بسبب وبدون سبب.
مخيم عين الحلوة مدرستي التي تعلمت فيها المبادئ والانتماء والوفاء.. وتعلمت فيها وفيه ان اكون فدائيا لا يعرف التعب. وفيه تعملت حب فلسطين وعدم التفريط بذرة من ترابها. وفيه تعملت كيف اكون قوميا ويساريا وفلسطينيا (نابضا متحركا كالطفل كالريح العنيفة كالقدر)،كما كان كتب لي صديقي ابن المخيم الشاعر والاعلامي عبد السلام عقل، يوم كنت اتداوى من جراحي على فراش الجراح في ايطاليا سنة 1983 .
في عين الحلوة يوجد رجال كل رجل بجحافل .. ويوجد ابطال كل بطل سيرته ملحمة.
في عين الحلوة شهداء وجرحى وشعراء وفنانون ومثقفون وفدائيون وليس فقط متعصبين ومتشددين كما يريد الاعلام تصوير المخيم.
في عين الحلوة توجد روح المبدع الشهيد ناجي العلي .. وارواح الشهداء ابو صالح الاسدي، جيفارا موعد،محمد الشرعان رفيق الشهيدة دلال المغربي، عبد حمد، حاتم حجير وابو كفاح فهد وآلاف الشهداء الذين عبدوا درب المقاومة.
في عين الحلوة مدرستي وحارتي وبيتي وزواريبي وحكايات الطفولة وكتب التطور والتحضر والاصالة الثورية.
في عين الحلوة امي وابي واهلي واصدقائي واحبتي وكل حالم بالعودة الى فلسطين كل فلسطين.
في عين الحلوة وجه جدتي وقبرها وحضورها الذي تحضر معه فلسطين .. وجه العجوز التي كانت تحفظ بعد كل عملية فدائية سلاح الفدائيين .. وجهها الذي لا يغب عن مخيلتي ولا كلماتها التي كانت ترددها على مسامعي وانا في المستشفى البيروتي بعد مجزرة صبرا وشاتيلا ..
في عين الحلوة تحيا فلسطين ويحيا الشتات متسلحا بحق العودة وحق المقاومة وحق صيانة الذات.
في عين الحلوة تدمع العين ويذرف القلب على واقع حال صعب. وعلى الكبار الذين يغادروننا بلا عودة الى الجليل وكل فلسطين.
في عين الحلوة لازال الاهل يربون الأمل ويحلمون بالعودة.
في عين الحلوة اطفال واجيال يجب متباعتها وابعادها عن نهج الخراب الذي يعم المنطقة برمتها.
في عين الحلوة ارى ما ارى لكنني لا ارى غير وجهة واحدة هي وجهة فلسطين.
*انطباعات من رحلتي الاخيرة الى المخيم.
** صورة جدتي فاطمة رحمها الله.
نضال